يعتبر “تقبيل رُكَب الرموز” لدى أوساط مذاهب الشيعة في بلدان عديدة، واحدة من السلوكيات التي يحرصون على تكريسها لدى أتباعهم، وفي اليمن يعتبر هذا ، سلوكاً شائعاً لدى عناصر ميليشيا الحوثي للتقرب إلى قياداتها، ووسيلة من وسائل إثبات الولاء والطاعة لمن يسمون أنفسهم بـ”السادة”.
وتمارس ميليشيا الحوثي هذه العادة في مجالسها الخاصة وتخفيها عن وسائل الإعلام، لكن خلال السنوات الماضية ظهرت صور لعناصر في الميليشيا وهم يقبلون رُكب أدعياء الحق الإلهي.
مؤخراً ظهرت صفحات من ملزمة (مسودة كتاب) لبدر الدين الحوثي، الزعيم الروحي للميليشيا (متوفي) ووالد مؤسسها حسين الحوثي وزعيمها الحالي عبدالملك الحوثي، نشرها حساب “منذر الزيدية” على تويتر، وتتضمن فتوى تبرر ممارسة تقبيل الركب وتعتبره من الأعمال الصالحة!.
وتحمل الملزمة عنوان “السلسلة الذهبية في الرد على الوهابية”، وفي رده على سؤال يقول : “إن النواصب ينكرون حِبَّاب الركب، ويجعلون ذلك عيبـا على السادة، ويقولون: ما الفائدة في حباب الركب. فما الجواب على هذا؟”، فقال الحوثي في رده على السؤال إن “حباب الركب.. فيه مصلحة عظيمة، وهو أنه دواء لدفع الكبر.. لمن عظـم أهـل العلـم والديـن، وتواضـع وطـرح الكبر”. بحسب مزاعمه.
وأضاف بدر الدين الحوثي الذي تصفه الملزمة بـ”فقيه القرآن السيد المجاهد”: “الفائدة في ذلك كله كفائدة السجود لآدم، كانت الفائدة للملائكة عليهم السلام الذين تواضعوا واجتنبوا الكبر، أما إبليس فإنه استكبر، ففاتته فائدة السجود لآدم، وكان تكبره وبالا عليه”.
واستطرد الكهنوتي الظلامي مزاعمه بالقول: “فمن أنف عن ذلك وتركه تكبراً وقال الناس سواء فقدوته إبليس.
واعتبر الحوثي تقبيل الركبة “من شعار الشيعة في هذا البلد”، مردفا: “ما فيه عيـب لا على العالم ولا على المحب، والمعظم له بتقبيل ركبته بل هو في ذلك محسـن، بـل يـرجى له الثواب بسببها، بتعظيم شعائر الله ومراغمة النواصب أهـل الحسـد والـكـبر، ونصرة الحق وأهله، من آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وشيعتهم، لأن تقبيل الركبة قد صار من شعار الشيعة في هذا البلد”.
وتابع إنه “قد جرت العادة في هذه الأقطار بتقبيل ركبة العالم الفاضـل.. الجاهل من السادة لا يقبلون ركبته، بل هو يقبـل ركبة العالم الفاضل من آل رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فتقبيـل الركب تابع للعلم والفضل، لا لمجرد السيادة”.
واستدرك: “ولكنه كثر في ذريـة رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل العلم والفضل، فصارت هذه كالخاصة بهم، مع أن العالم لا يقول للناس: حبوا ركبتي، ولكن من يفعل ذلك يفعله احترامـا للعالم”.
وأضاف “أن النواصب قد جادلوا فيها وأوهموا أنها مـن الباطل، وأرادوا أن ينفروا عن السادة بسببها”.
وأورد الحوثي في ملزمته، آيات وأحاديث منسوبة إلى الرسول تعدد فضائل العلم وطلابه ومكانتهم في الدين، وتساءل عقبها: “إذا كانت الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم (كما ورد في هذه الآثار)، ولا تأنف من طالب العلم فضلا عن العالم فكيف يأنف الرجل من تقبيـل ركـبـة الـعـالم؟”.