بدأ المؤتمر الشعبي العام في الداخل، ولأول مرة منذ مصرع رئيسه السابق علي عفاش، مهاجمة جماعة الحوثي، شريك الحزب في الانقلاب على الشرعية واسقاط العاصمة صنعاء، ونعتها بصفات ذميمة، واتهامها بتسليطها السفهاء على المؤتمر الشعبي ورئيسه في الداخل صادق امين ابو راس، وشن حملة “بقبح سفاهتهم وبذاءتهم التي لا يمكن النظر إليها إلا كسقوط وانحطاط أخلاقي” حسب وصفه.
جاء ذلك في مقال افتتاحي لصحيفة “الميثاق” لسان حال المؤتمر الشعبي في الداخل، في عددها الصادر اليوم الاثنين، قال ردا على مطالبات قيادات وناشطي الجماعة قيادة المؤتمر بفصل المتعاونين مع اجندة الامارات: ” في هذا التوقيت المفصلي تظهر أبواق بائسة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي تحاول النيل من الوحدة والشراكة الوطنية عن قصد أو بدون قصد أو لأسباب مشبوهة”.
مضيفا في تسمية “سفهاء” جماعة الحوثي: “وبهذا السياق تمثل قناة “الهوية” الصورة الأقبح وما كنا لننظر لها لولا ان القائمين عليها يقدمون أنفسهم كإحدى الواجهات الإعلامية لأنصار الله ونحن لا نعتقد ذلك لأننا نؤمن في المؤتمر الشعبي العام ان معالجة سوء الفهم أو التباينات والاختلافات التي هي أمر طبيعي إن وُجدت، يجب أن تحل في اطار الشراكة وبما يصب لصالح الوطن وانتصاره”.
وتابع: “عموماً قناعتنا ان ما تقدمه تلك القناة من خطاب إعلامي يجسد الاسفاف والسقوط في أسوأ اشكاله، وهذا لا ترضى به قيادات أنصار الله ولا يعبر عن مبادئها وقيمها السياسية والأخلاقية التي تتسم بالسمو والنبل، وان تلك الحملات الإعلامية المشبوهة التافهة لا تعبر إلا عن حقد وغباء أصحابها. ومع ذلك المرحلة لا تحتمل المزيد من هذه السلوكيات التي تتعارض مع الشراكة والمصلحة الوطنية”.
بالتوازي وبصورة اكثر تصريحا، نشر رئيس تحرير صحيفة “الميثاق” في صنعاء، يحيى علي نوري، مقالا في العدد نفسه، قال فيه: “الأهداف والمآرب التي تسعى قناة الفتنة “الهوية” الى تحقيقها من وراء استهدافها المستمر لتنظيم المؤتمر الشعبي العام وقيادته باتت واضحة ومكشوفة خاصة وان كل ما تعرض له من آراء وأفكار مأزومة ومسمومة نجدها تصب جميعها في خدمة مموليها الحريصين على النيل من تنظيم المؤتمر”.
مضيفا: “وعمل كل ما من شأنه ان يعمل على إضعافه أو بالاحرى الإجهاض على وحدته التنظيمية والفكرية عبر تأجيج قضايا وموضوعات تحاول من خلالها عبثا بلوغ اهداف مموليها الخبيثة وتطمينهم بأنها قد تمكنت من تحقيق حلمهم في إبعاد المؤتمر عن المشهد باعتباره مازال يمثل المدماك القوي والصلب الذي يستحيل عليهم في ظل استمراره تحقيق اهدافهم واحلامهم وفي ظل قوته الشعبية والجماهيرية وفكره الوسطي”.
وتابع: “ولا ريب ان استمرار القناة في بث سمومها دون وجود أي رادع بالرغم من المناشدات العديدة للسلطة بضرورة إيقاف هذا العبث حرصا على المصلحة الوطنية العليا في هذا الظرف العصيب من تاريخ شعبنا إلا ان كل ذلك للأسف الشديد لم يجد آذانا صاغية او تفاعلا حقيقيا مع هذه المناشدات التي تقرأ بدقة متناهية خطورة ماتقوم به قناة الهوية ومدى فظاعة ماترتكبه من جرم بحق الوطن الامر الذي أثار شكوكا من قبل المراقبين”.
مصرحا باتهام جماعة الحوثي بقوله : إن الشكوك التي تثيرها الحملة “فيما إذا كان السبب في عدم وجود هذا التفاعل يعود الى وجود عناصر من جماعة انصار الله تؤيد مثل هذا التوجه وهو أمر اذا ماصدق فإن الكارثة اكبر وهو ما يتطلب من قيادة الأنصار الاسراع في اتخاذ القرار الصائب الذي ينتصر لمصلحة الوطن ويعزز من التحالف مع المؤتمر بل ومع مختلف القوى الوطنية الواقفة والصامدة بقوة وعنفوان ضد العدوان والحصار”.
ومن جانبه، اكد نائب مدير تحرير صحيفة “الميثاق” في صنعاء، راسل القرشي، اتهام جماعة الحوثي بتسليط السفهاء للتشهير والتحريض على المؤتمر وقيادته في العاصمة صنعاء، بقوله في العدد نفسه من الصحيفة: “طيلة الفترة الماضية منذ بدأت حملات القذارة التي تشنها قناة »الهوية« المحسوبة على انصار الله ،وبعض الكتاب المنتمين إلى الأنصار أيضاً ضد المؤتمر وقيادته وفي مقدمتهم الشيخ صادق بن أمين أبو راس رئيس المؤتمر”.
مضيفا في تبرير صمت المؤتمر الشعبي في الداخل عن هذا التحريض والتشهير الممنهج، بقوله: “نأتي لنرد على أولئك المصطفين في طابور الانتهازية والنفاق، فيرد علينا شيخنا القائد الإنسان، الكبير بأقواله الوطنية ومواقفه الصادقة قائلاً: ” اصمتوا وتجاهلوا ولا تسقطوا إلى مستواهم. نعم شيخنا العظيم والكبير رغم أُنوفهم. صمتنا وتجاهلنا كثيراً شذاذ الكلمة ؛ فرأوا في صمتنا خوفاً حتى لا يتم اتهامنا بأننا مع العدوان (يقصد الشرعية والتحالف) وضد الوطن”.
وتابع: “كما يحلو لهم ترديد هذه النغمة ضد كل من لا يتفق معهم ولا يسايرهم فيما يقولون. كما وجدوا في تجاهلنا لما يروّجون له من اساءة واسفاف ضدكم وضد المؤتمر تمادياً للاستمرار في اسطوانتهم المشروخة التي لا يستبعد أن تكون موجهة من بعض قيادات أنصار الله في الداخل الوطني الذين ينظرون في المؤتمر وبقائه تحدياً وتهديداً لعقولهم المريضة”، وهذه حقيقة يكشفها صمتهم عن بذاءة وحقارة ودناءة وانحطاط هذه القناة ومن يقوم عليها.!!”.
وسبق هذا المقال بأيام، مقال مماثل لرئيس تحرير موقع “المؤتمر نت” الناطق باسم المؤتمر الشعبي في الداخل، عبدالملك الفهيدي، قال فيه: “حين يجد الكبار أنفسهم وسط محيط من التفاهة التي يمارسها البعض عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل وباساليب رخيصة تفتقر لأبسط مقومات الأخلاق وأدنى معايير الخصومة معتقدين أنهم بتفاهتهم تلك يحققون انتصارا أو يصنعون منجزا وهم في الحقيقة أقل من أن يكونوا أهلا لذلك”.
مضيفا في الرد على حملات قيادات وناشطي جماعة الحوثي المنتقدة فصل ابو راس عضوا في اللجنة الدائمة طالب بفصل المتعاونين مع أجندة الامارات في اليمن وفي مقدمهم احمد علي عفاش، والهجوم على جماعة الحوثي لتبنيها هذه الحملات، والتعبير عن ازرداء الجماعة: إن “اكبر شيء يمكنهم تحقيقه هو ارضاء مموليهم أو إشباع رغبات الحقد والكراهية في صدورهم ضد الآخر حتى ولو كان هذا الآخر شريكا وصديقا”.
وتابع رئيس تحرير موقع “المؤتمر نت” في مقاله المنشور على الموقع يوم السبت الفائت، واصفا قيادات جماعة الحوثي بأنهم “سفهاء” و”أقزام”، ومبررا التزام المؤتمر ورئيسه الصمت، قائلا: “وهنا يظهر معدن هؤلاء الكبار في نفوسهم وفي أخلاقهم وفي تعاملهم مع الآخرين حتى مع خصومهم وفي المقدمة مع سفهاء القوم، فهم يرفضون الانجرار الى مستنقع التفاهة ويصرون على أن يظلوا كبارا حتى في زمن تكاثر فيه الاقزام”.
مصرحا بمنطلق المقال ودافع الهجوم على جماعة الحوثي، بقوله: “باختصار هذه الحقيقة هي ملخص لواقع حملة الاستهداف التي تطال شخص رئيس المؤتمر وعضو المجلس السياسي الاعلى الشيخ صادق بن أمين أبوراس من قبل قناة الفتنة (الهوية) . وللأمانة. حين نطلع رئيس المؤتمر على مضامين ما يقال عنه من سفاهة وقلة ادب يبتسم ويقول : لا تسقطوا إلى مستوى السفاهة وقابلوا من يسب بالصمت والتجاهل …”.
وفاجأت ميليشيا الحوثي الإنقلابية، رئيس المؤتمر الشعبي العام في الداخل الشيخ صادق أمين أبو راس، بمطالبته باتخاذ اجراء مباشر وفوري، يثبت به عمليا، صدق تحالفه ضد التحالف، وأنه لا يرتبط بدوله وقيادات المؤتمر الشعبي الموالية له، في الخارج، وذلك عبر اطلاق قيادات وناشطي جماعة الحوثي حملة واسعة ردا على قرار “ابو راس” فصل عضو اللجنة الدائمة الرئيسية القيادي علي الزنم، لمطالبته بفصل المتعاونين مع الامارات.
الحملة الالكترونية الواسعة التي حملت وسم #افصلوا_الخونة_ياحزب_المؤتمر ، طالبت رئيس المؤتمر الشعبي العام في الداخل صادق أبو راس، بـ “اثبات موقفه المناهض للتحالف” و”اتخاذ قرار حاسم ضد القيادات المؤتمرية المؤيدة للتحالف والمرتبطة بأجندة الإمارات، وعلى رأسهم احمد علي عفاش” المعين من قيادة المؤتمر الشعبي في الداخل نائبا لرئيس الحزب، في اجتماع اللجنة الدائمة بصنعاء عقب مصرع علي عفاش بمواجهات مع الحوثيين.