تصاعدت حدة الاعمال القتالية السبت 19 آب ـ أغسطس 2017، بين حلفاء الحكومة من جهة، والحوثيين وقوات الرئيس السابق من جهة ثانية، غداة دعوة مجلس الامن الدولي الى وقف فوري للأعمال العسكرية، وتأمين وصول المساعدات، والانخراط في محادثات سلام.
وتركزت أعنف المعارك خلال الساعات الاخيرة عند الشريط الحدودي مع السعودية، وجبهات القتال الداخلية في تعز ومأرب والجوف.
حلفاء الحكومة بدعم من القوات السعودية، شنوا هجوما على مواقع جماعة الحوثيين في منفذ علب شمالي محافظة صعدة قرب الحدود مع منطقة عسير السعودية، ما أسفر عن سقوط عديد القتلى والجرحى في صفوف مقاتلي الجماعة الحليفة لإيران.
وذكرت مصادر اعلامية موالية للحكومة، ان القوات الحكومية تمكنت خلال الهجوم تحقيق تقدم جديد باستعادة عدد من المواقع الحدودية مع منطقة عسير جنوبي السعودية، لكن الحوثيين اعلنوا تصديهم للهجوم وتكبيد القوات المهاجمة خسائر فادحة في الارواح والعتاد.
كما دارت مواجهات عنيفة بين الطرفين في محيط قرية القرن السعودية، وقبالة مركز سقام الحدودي بقطاع نجران المتاخم لمحافظة صعدة المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين شمالي البلاد.
في المقابل اعلن الحوثيون سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجنود السعوديين بمعارك دامية، وقصف مدفعي وصاروخي متبادل وعمليات قنص متفرقة في نجران وجازان وعسير.
وقال الحوثيون، ان عشرات القتلى سقطوا في صفوف حلفاء الحكومة بينهم 9 جنود سودانيين بمعارك بين الطرفين، وقصف صاروخي ومدفعي في مديرية ميدي الساحلية على البحر الاحمر، شمالي غرب محافظة حجة على الحدود مع السعودية.
مقاتلات التحالف شنت في الاثناء اكثر من 20 غارة جوية على مواقع حدودية من محافظتي صعدة وحجة شمالي غرب اليمن واهداف متقدمة في منطقة جازان جنوبي السعودية.
كما سقط قتلى وجرحى من الطرفين بمعارك متفرقة في محافظة مأرب شمالي شرق صنعاء.
وتحدث الحوثيون عن سقوط 4 قتلى في صفوف القوات الحكومية بمواجهات وعمليات قنص متفرقة في مديرية صرواح غربي محافظة مارب على الطريق الى العاصمة اليمنية صنعاء.
في الاثناء افاد حلفاء الحكومة بمقتل 3 مسلحين حوثيين باشتباكات عنيفة وقصف مدفعي متبادل في مديرية مقبنة غربي مدينة تعز.
في غضون ذلك دارت مواجهات عنيفة بين الطرفين في جبهتي الضباب ومدارات عند الضواحي الجنوبية والغربية لمدينة تعز، حيث يكافح حلفاء الحكومية منذ نحو اربعة اسابيع من اجل التقدم باتجاه شارع الستين، ومفرق شرعب، على الطريق الممتد باتجاه مدن وموانئ الساحل الغربي على البحر الاحمر.
كما استمرت المعارك وتبادل القصف المدفعي والصاروخي على اشده بين الطرفين في محيط قاعدة خالد بن الوليد شرقي مدينة المخا على الطريق الى مدينة تعز ثالث اكبر المدن اليمنية جنوبي غرب البلاد.
الى ذلك نأي الحوثيون بأنفسهم عن استهدف ناقلة نفط ليبية في مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الاحمر.
واتهم المتحدث الرسمي باسم القوات الموالية للحوثيين العميد شرف لقمان، قوى التحالف باستهداف السفينة الليبية القادمة من ايران، للحصول على دعم دولي “لتصعيد محتمل نحو الحديدة والسواحل الغربية“، حد تعبيره.
وكانت الحكومة الليبية، اعلنت امس الجمعة نجاة ناقلة بحرية تابعة لها من القرصنة في الممر المائي بين البحر الأحمر، وبحر العرب.
وجاء في بيان مقتضب نشرته وزارة المواصلات بحكومة الوفاق الوطني الليبية إن الناقلة “ليبيا” التابعة ملكيتها للدولة، تعرضت لعملية قرصنة في منطقة باب المندب“.
وأشارت إلى أن الناقلة نجت من القرصنة بسلام بعد تدخل الطاقم الأمني المتواجد على متنها. ولم تضف وزارة المواصلات الليبية، اي تفاصيل حول طبيعة الهجوم أو الجهة التي تقف وراءه.
ومنتصف الاسبوع، اصدرت الحكومة البريطانية تحذيرا للسفن التجارية التي تمر عبر مضيق باب المندب، وخليج عدن من احتمال تعرضها لهجومات عبر قوارب مفخخة مسيرة عن بُعد، أو قذائف صاروخية.
وذكرت أن ناقلتين تجاريتين استُهدفتا عند مضيق باب المندب عبر زوارق مفخخة، واكدت أن الهجمات الأخيرة على الشحن التجاري في خليج عدن وباب المندب تؤكد مخاطر المرور في هذه المنطقة.
وأوضحت، أن الهجمات السابقة كانت تحدث بقنابل يدوية أو قذائف صاروخية محمولة على الكتف، غير انه في الهجمات الاخيرة استخدمت زوارق مفخخة.
وفي يونيو الماضي، اعلن تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، تعزيز انتشاره قبالة السواحل اليمنية في البحر الاحمر بعد هجمات طالت “سفنا تجارية في خليج عدن وباب المندب“.
واعلنت قوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن نهاية مايو الماضي، تعرض ناقلة نفط تحمل علم جزر مارشال، لإطلاق نار بقذائف “أر.بي.جي“، في باب المندب.
وحمل التحالف ضمنيا جماعة الحوثيين مسؤولية الهجوم على ناقلة النفط، لكن تحالف الحوثيين والرئيس السابق نفى علاقته بالهجوم الذي لم يؤد إلى وقوع اصابات.
ومنذ انطلاق العمليات العسكرية لقوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن اواخر مارس/آذار 2015، تبنى الحوثيون وقوات الرئيس السابق اكثر من 13 هجوما ضد زوارق وسفن “معادية “في البحر الاحمر، كان ابرزها استهداف ثلاث سفن اماراتية واخرى سعودية مطلع اكتوبر ونهاية يناير ومنتصف يونيو الماضي.
وتقول الولايات المتحدة الامريكية، وحلفاؤها الخليجيون، ان الحوثيين نشروا بدعم من إيران صواريخ ومنظومة رادارات، وألغاما وقوارب مفخخة عند الساحل الغربي لليمن، في تهديد للملاحة الدولية عند مضيق باب المندب الذي يمر عبره نحو 12 بالمائة من حجم التجارة العالمية، لكن تحالف الحوثيين والرئيس السابق نفى مرارا اتهامات من هذا النوع.
وكانت القوات البحرية الخاضعة لسلطة الحوثيين وجهت مع انطلاق العمليات العسكرية لقوات التحالف عند الساحل الغربي مطلع العام الجاري، تحذيرا شديد اللهجة من تداعيات التصعيد الحربي في منطقة مضيق باب المندب على الملاحة الدولية، وقال الحوثيون انهم جاهزون للرد “تحت أي ظرف“.
وهدد الحوثيون وحلفاؤهم العسكريون مرارا بتحويل البحر الاحمر إلى مسرح للمواجهات العسكرية، في خطوة يرى مراقبون انها قد تعجل بمشاركة اميركية في العملية المؤجلة نحو ميناء الحديدة، الذي تتهم الحكومة اليمينة وقوات التحالف، الحوثيين وحلفاءهم باستخدامه منفذا لتهريب السلاح ومنصة انطلاق لشن هجماتهم في البحر الاحمر.
ورفض تحالف الحوثيين والرئيس السابق رفضا قاطعا مقترحا من المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد بتسليم ميناء الحديدة على البحر الاحمر الى طرف محايد، ضمن مساع اممية حثيثة لتجنيب المرفأ الحيوي الذي تتدفق عبره نحو80 بالمائة من واردات الغذاء والمساعدات الإنسانية، عملية عسكرية وشيكة.
وامس الجمعة، جدد مبعوث الامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد، التأكيد على مساعيه الرامية لتسليم ميناء الحديدة للجنة محايدة “تعمل على الحد من تهريب السلاح وتسهيل تدفق الاغاثة والاستفادة من عائداته لدفع الرواتب“.
ودعا مبعوث الامم المتحدة في احاطة امام جلسة استثنائية لمجلس الامن الدولي حول الوضع الانساني والسياسي في اليمن، أطراف النزاع اليمني الى الموافقة على إجراءات ترمي إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة وتامين الإغاثة الإنسانية ودفع الرواتب.
واشار الى ان تزايد الهجمات على السفن في المخا دليل على تزايد الخطر على الملاحة المائية في البحر الأحمر.
كما دعا الأطراف إلى الانخراط بشكل إيجابي مع مطالب ممثلي المجتمع المدني في تعز إلى إعادة فتح الطرقات من وإلى تعز لتسهيل حركة المدنيين والمؤن الانسانية والتجارية.
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن” ان هاتين المبادرتين ستشكلان خطوة مهمة لبناءِ الثقةِ بين الأطراف ومرحلة أولى نحو تجديْد وقف الأعمال القتالية على المستوى الوطني واستئناف المُباحثات من أجل حل شامل وكامل مُكون من شِقْين أمني وسياسي بناءا على مُشاورات الكويت“.
واكد المبعوث الاممي انه وجه دعوة لممثلي الحوثيين والرئيس السابق للاجتماع في أي بلد لمناقشة رسالتهم بشأن البناء على مخرجات مشاورات الكويت.
اضاف “أدعوهم لحضورها في أقرب وقت ممكن وعدم التأخر أكثر“.
من جانبه اعلن وكيل أمين عام الامم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين عن حاجة المنظمة الدولية 2.3 مليار دولار لمواجهة الاحتياجات الإنسانية في اليمن.
وقال اوبراين، ان المنظمة الأممية لم تحصل سوى على 39 بالمائة من التمويل المطلوب في بلد يفتقد فيه 16 مليون لمصادر المياه النظيفة الصالحة للاستهلاك البشري، و7 ملايين إنسان لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبة أخرى.، فيما بات 25 بالمائة من الشعب اليمني محروما من دخل ثابت.
وانتقد المسؤول الاممي، الحكومة اليمنية والتحالف الذي تقوده السعودية بسبب “الرفض الأحادي الجانب أو التأجيل المفرط” لدخول السفن الحاملة لشحنات ضرورية إلى ميناء الحديدة.
الى ذلك أعلن وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي امام مجلس الامن، استعداد حكومته تقديم تنازلات “من أجل السلام العادل والمستدام وفقا للمرجعيات المحلية والدولية المعتمدة“
واكد ان الحكومة اليمنية مستعدة للموافقة على فتح مطار صنعاء المغلق أمام الرحلات الجوية منذ نحو عام، في حال نقلت جماعة الحوثيين إدارة المطار الدولي للموظفين الرسميين الذين كانوا قبل سيطرة الجماعة على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014
Advertisements
أحدث التعليقات