جددت مليشيا الحوثي رفضها لأي تقدّم في مسار السلام، الذي ترعاه الأمم المتحدة.

وأكد يحيى عبدالله الرزامي -رئيس اللجنة العسكرية التابعة للمليشيا في مفاوضات الأردن- أنه لا يمكن التقدّم في مباحثات الجانب العسكري، إلا بعد صرف المرتبات، وإدخال السفن وتوسيع الرحلات الجوية.

واتهمت اللجنة الحوثية التحالف السعودي – الإماراتي  بمواصلة احتجاز سفينتي نفط، منذ بداية العام، رغم الهدنة إلى جانب سفينتين محتجزة، منذ فترة طويلة، رغم التعهدات المتكررة بإطلاقها منذ شهر أبريل، واشترط الوفد الحوثي التوصل إلى آلية واضحة وموثوقة تضمن صرف المرتبات، وفتح المطار بشكل عام، ومن دون قيود، اضافة إلى فتح الموانئ أمام سفن المشتقات النفطية والتجارية، حسب تعبيره.

يأتي ذلك، فيما قتل وأصيب العشرات بمعارك عنيفة بين قوات الجيش ومليشيا الحوثي عقب هجوم شنّته المليشيا غرب مدينة تعز.

وأوضح المركز الإعلامي لمحور تعز أن مليشيا الحوثي شنّت هجوما واسعا على مواقع الجيش في الكَربة والذئاب، وتباب الصغير، والمضيض والراعي في منطقة ميلات التابعة لمديرية جبل حبشي.

وأعلن مقتل 23 حوثيا، وإصابة نحو 30 آخرين بينهم قيادات، خلال تصدّي قواته للهجوم الذي استمر قرابة عشر ساعات، رافقه قصف عنيف بمختلف الأسلحة شنته المليشيا على القرى المأهولة في الضباب.

من جانبه، أكد مصدر عسكري لقناة “بلقيس” مقتل 11 جنديا من قوات الجيش وإصابة 9 آخرين.

وجاء هجوم الحوثيين بعد ساعات من إسقاط قوات الجيش طائرة مسيّرة تابعة للمليشيا في عقبة منيف شرقي المدينة.

إلى ذلك، وصفت الحكومة هجوم المليشيا في منطقة الضباب بتعز بأنه تصعيدٌ خطير وتحدٍ صارخ لكل المبادرات والمساعي الأممية والدولية لإنهاء الحرب، ومحاولة لتقويض جهود تمديد وتوسيع الهدنة.

وأوضح، في بيان لوزارة الخارجية، أن المليشيا شنت هجوما على منطقة الضباب، في محاولة للسيطرة على المنطقة لقطع الشريان الوحيد الذي يربط مدينة تعز بمحافظة عدن.

وأكدت أنها لن تسمح لمليشيا الحوثي باستمرار خروقاتها وعبثها واستغلالها للهدنة، والاستفادة من التزام الجانب الحكومي بتنفيذ بنود الهدنة لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية.

ودعت الحكومة المبعوث الأممي إلى تحمل مسئولياته، وإدانة هذه الأعمال التصعيدية للحوثيين في تعز، خاصة وأنها تأتي في ظل تواجد الفريق العسكري في العاصمة الأردنية، لمناقشة ضمان الالتزام بوقف إطلاق النار، مطالبة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته بموجب القانون الدولي والمواثيق الدولية.

بدورها، طالبت 16 منظمة حقوقية مليشيا الحوثي بفتح الطريق الرئيسية المؤدية على مدينة تعز بشكل فوري.

وقالت المنظمات إنه ينبغي على الحوثيين فتح الطرق الحيوية في تعز، وإعادة حرية التنقل لجميع المدنيين، لمنع المزيد من التدهور في الأزمة الإنسانية الخطيرة في تعز.

وشدد على ضرورة تسهيل إيصال الغذاء والإمدادات الطبية، وغيرها من المواد والخدمات الأساسية إلى المدنيين في المدينة وجميع أنحاء المحافظة.

وقال نائب مديرة الشرق الأوسط في “هيومن رايتس ووتش” مايكل بَيْج إن القيود التي فرضها الحوثيون أجبرت المدنيين على استخدام طرق جبلية خطيرة وسيئة.

ويفرض الحوثيون، منذ أكثر من سبع سنوات، حصارا خانقا على تعز، وسط رفض المليشيا المقترحات الأممية لفتح الطرق وفق اتفاق الهدنة الأممية