اعتبر مركز “وور اون ذا روكس” للدراسات العسكرية أن تحقيق تسوية شاملة باليمن لا يزال يمثل تحدياً كبيراً، مشيراً أن استمرار حصار مليشيا الحوثي لتعز، يكشف عن بعض الصعوبات التي سيواجهها الدبلوماسيون.
ولأجل تحويل وقف إطلاق النار الحالي إلى سلام دائم، شدد المركز في تقريره على ضرورة مواصلة مبعوثي الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى اليمن، الضغط من أجل تمديد الهدنة، وعلى ضرورة مواصلة الضغط العلني على الحوثيين لوقف انتهاكات وقف إطلاق النار.
على الرغم من ذلك، فإن استمرار الهدنة ليس مضموناً، حيث تستمر الانتهاكات مثل سقوط قذيفة حوثية في 24 يوليو في تعز أسفرت عن مقتل طفل وإصابة 11 آخرين.
في الواقع تُظهر البيانات من موقع (Acled) الأمريكي المختص بتتبع ورصد النزاع المسلح حول العالم مسؤولية الحوثيين عن حوالى 93 في المائة من جميع أحداث خرق الهدنة حتى 12 أغسطس، بالإضافة إلى هجوم آخر في تعز في 28 أغسطس.
ويوضح التقرير أن مليشيات الحوثي رفضت فتح الطرق المؤدية إلى تعز، حيث قدم المبعوث الخاص للأمم المتحدة عدة مقترحات لمعالجة هذا الأمر، وتم قبول أحد هذه المقترحات في يوليو من قبل الحكومة المعترف بها دوليا ولكن الحوثيين رفضوا. وهذا يعني ان أهالي تعز سيستمرون في المعاناة الإنسانية. علاوة على ذلك هبطت رحلة تجارية واحدة فقط من صنعاء في القاهرة، وبعد ذلك أغلقت المخاوف الأمنية المصرية الطريق.
من وجهة نظر التقرير، تتمثل إحدى المشكلات الرئيسة في أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ليس لديهما نفوذ كاف على الحوثيين لضمان بقائهم نشطين في المفاوضات، ومع ذلك فإن هذا لا يمكن التغلب عليه، لسبب واحد، وهو أن الهدنة خلقت زخما خاصا بها، إذ أصبحت الهدنة الآن هي القاعدة، ومن المرجح أن يعاني كلا الطرفين من عواقب إذا ما انسحبوا.
ويشدد التقرير أن الحكومة اليمنية تشعر بالقلق من أنها قدمت بالفعل الكثير من التنازلات، وأن الحوثيين يستخدمون فترة الهدنة لإعادة تجميع صفوفهم وإعادة انتشارهم.
يحذر التقرير من أن المجتمع الدولي سوف يوقع ببساطة صفقة ما ويبتعد عن اليمن تماما، مما يسمح للحوثيين بأن يصبحوا سلطة الأمر الواقع.