تابعت حلقة بالتفصيل التي أجراها الاستاذ انور الأشول مع أحمد الكحلاني على قناة اليمن اليوم قبل أيام، وفي النصف الأول للحلقة لم أجد الا الحقيقة من الرجل، عن الربيع العربي وتمزيق اليمن وتسليم صعدة وعن سقوط عمران وصنعاء، وهذا الكلام نقوله نحن كل مرة..
لكن .. فوجئت بكلام الكحلاني عن الكهنوت، يطلق عليهم أنصار الله، وهذا لا يجوز، ولولا أن أنور الأشول يلقنه صفتهم الدموية لما ذكرها وهو يتدارك أحيانا بعد أن يطلق عليهم أنصار الله فيصفهم بصفتهم..
بعيداً عن هاشمية أحمد الكحلاني، كل حديثه شرعنة للمليشيات، وشرعنة لوجودهم، وإعترافاً بهم بمبرر الحامل الذي حملهم الى صنعاء من صعدة، وإن صدق بقوله أن الإعتراف بهم كان في مؤتمر الحوار الوطني فلا يعني ذلك الاستمرار بالغلط وقد أعلنها الشهيد صالح مجلجلة في البلاد للسماء والأرض ونحن نسير على دربه وعلى وصاياه وقد تجاوزنا إعتراف الدولة بهم أنذاك وتحالف المؤتمر معهم أيضاَ وهذه جماعة إنقلابية متمردة والشرعية شرعية الشعب والبندقية لا شرعية الأخطاء التي حدثت، والكحلاني يريد شرعنة شرعية الأخطاء.
الكحلاني، لا يعترف بالمجلس الرئاسي اليمني، يؤكد أن الكهنوت حركة سياسية، ويقف ضد تجريم الهاشمية السياسية، ويسقط شرعية البرلمان ولا أدري ما هو مبرره، ويريد من برلمان الشرعية الإنعقاد في صنعاء مع الكهنوت حتى يصبح شرعياً، وللضرورات أحكامها وطبيعة أن الجماعة الإنقلابية مسيطرة على صنعاء فشرعية المكان تمنحه شرعية المعركة وهو لولا أن أنور الأشول يحاول إفهامه أن برلمان صنعاء غير شرعي لما قال كذلك، ومع ذلك نفى شرعية برلمان المعركة الوطنية وإن أتى مصاحباً لنفيه شرعية برلمان صنعاء فالمستفيد هو الكهنوت، فالعالم بأجمعه لا يعترف ببرلمان صنعاء أصلاً، ولا يضيرهم قوله ولكن يفيدهم بنفيه شرعيتنا نحن، شرعية التضحيات، وشرعية معركتنا المقدسة .
أما عدم إعترافه بالمجلس الرئاسي فهو إعترافاً بالكهنوت، مجلس المشاط السياسي، وموافقته عبدالعزيز جباري الذي ينخر المعركة في العمق يوضح أنهما معاً يخدمان توجهاً واضحاً خدمة لهذه السلالة ..
الكحلاني، ونحن في معركة وطنية، يقف في المنتصف وقال بالكلام الواضح أن لا فرق بين الكهنوت وبين رجال الجمهورية، ويساوي بين إيران والتحالف، وبين الكهنوت السلالي وبين رجال الجهورية، سواء بسواء، وقالها بالفم المليان، وهذه خيانة، خيانة كبيرة، وسقطة ومثلبة.
قد يكون هناك فشل في الشرعية الجمهورية، وكلنا ننتقده، ولكن لا نستطيع أن ننكر القيمة الوطنية، فالكحلاني لم يهاجم مكونات البلاد في الجبهات من باب سد الضرر بل يهاجم وينكر المعنى الوطني وفي المعارك الأخلاقية لا مجال للحياد، الحياد كذبة وخيانة، والكحلاني لم يحايد بل ينتمي لجنس قوله، وهنا تظهر هاشميته، ويريد أن يكون هو وأمثاله ثمرة المستقبل وقد أعلن نيته، كصاحب صلح، وسيذهب الرجال الى مثاويهم وستهرق التضحيات ويأتي الكحلاني لقطف الثمرات ..
أما قوله عن الساحل الغربي أن لديه برلمان فكذبة كبيرة، هم كتلة برلمانية من ضمن البرلمان الشرعي ولا يؤسس لبرلمان، والجميع يفهم ويدرك معنى الكتل البرلمانية، وهذا تحريض من الكحلاني على جبهة الساحل الغربي، وعلى المقاومة الوطنية، والآن أدركت معنى تأسيس المكتب السياسي، كانت أهم خطوات العميد طارق، فالمؤتمر الذي على خطاب الكحلاني ليذهب الى الجحيم والشرعية شرعية البندقية ..
أمام هذا الخطاب السافل يجب أن نقف وبقوة، كما وقفنا بوجه كل الذين خدموا بخطابهم المليشيات، وأشد ما قاله الكحلاني أن التحالف هو من صنع الشرعية، وأن الفائدة منها فقط وجود سفارات للسفر وللرايحين والجايين، يعني بما يحقق له ولأمثاله التهادي بين المدن والعواصم الخارجية، فائدة نفسه وفائدة خارجية، ولا يرى من وجود معنى الشرعية للداخل أي معنى وفائدة، ومعنى قتال الكهنوت، والذود عن المكتسبات الجمهورية، فهو ضد قتال الكهنوت ويعلن كهنته.
الرجال الذين في الجبهات لا يلعبون، الشهيد صالح وعارف الزوكا والألاف من الشهداء في كل جبهات البلاد ليسو لعبة، ولا مجرد تمضية وقت، الشجعان في الساحل الغربي لم يخرجوا بأرواحهم لتكون أنت مهندس القيمة الوطنية بما يخدم المليشيات، بل خلف قائد عظيم اسمه الطارق وهو الرهان ولو أنه يعتمد عليكم لما أستطاع فعل أي شيء بل على الرجال بالميادين، هم فرسانه،ونحن ننتمي له لا لكم، ونحن نعيش سنوات التشرد والتضحيات وأنت في ملاهيك لا يحق لك الحديث .
الدفاع عن الكحلاني باسم المؤتمر دفاعاً عن قتلة اليمن وقتلة صالح.