من اليمن إلى السودان، بات “العبث” الحوثي سلاحه الوحيد لتصدير الموت إلى دول الإقليم عبر استغلال الهدنة الأممية في بعثرة أمن المنطقة.
تلك الخطة الحوثية كثفت بموجبها المليشيات مؤخرًا من تهريب الأسلحة والمواد المتفجرة انطلاقا من سواحل اليمن الغربية، غير عابئة بالهدنة الأممية، ولا بالمجتمع الدولي الذي يرى دون أن يتكلم.
وكانت السلطات السودانية أعلنت في بيان لها أول أمس، أنها ضبطت زورقًا يستقله أربعة من مليشيات الحوثي، يحملون الجنسية اليمنية داخل المياه الإقليمية بالقرب من جُزر السبعات.
وبحسب البيان، فإن الشحنة المضبوطة تتكون من 90 بندقية كلاشينكوف و162 صندوق ذخيرة رشاش قرنوف و182 صندوق ذخيرة أعيرة متنوعة و43 كرتونة أسلاك متفجر فورتكس و45 كرتونة فيوز تفجير.
مسار التهريب
وأشار بيان السلطات السودانية إلى أن عناصر البحرية كانت نجحت في وقت سابق في ضبط كميات من المواد المخدرة وأسلحة ومتفجرات يتم تهريبها من قِبل عناصر يمنية وسودانية خارجة عن القانون.
لكن الأدلة التي بحوزة الأجهزة الأمنية اليمنية، تشير وفق مصدر أمني تحدث لـ”العين الإخبارية” إلى تورط القياديين الحوثيين البارزين أحمد حلص ومنصور السعادي، عبر باستخدام جزيرة كمران والحديدة كقاعدة إيرانية لتهريب السلاح للدول في الضفة الأخرى من البحر الأحمر.
وقال المصدر الأمني، إن أحد عناصر خلايا مليشيات الحوثي المتخصصة بتهريب السلاح عبر البحر الأحمر وقعت في قبضة شعبة الاستخبارات في المقاومة الوطنية والتي حددت مسار تهريب بحري يبدأ من وإلى جزيرة كمران شمالي الحديدة وقرب جزر السبعات السودانية.
تطور خطير
يأتي ضبط شحنة السلاح وخلية التهريب الحوثية من قبل القوات السودانية العاملة ضمن قوات التحالف، تتويجًا لجهود دول تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية في محاصرة خطوط تهريب مليشيات الحوثي.
كما يعد أحد ثمار جهود المقاومة الوطنية اليمنية والذي بثت الشهر الماضي اعترافات 7 خلايا لمليشيات الحوثي غالبيتها متخصصة في التهريب البحري، مما ساهم في تعرية مسارات وطرق التهريب الحوثية العابرة للبحار.
وفي سياق متصل، اعتبر خبراء يمنيون ضبط شحنة السلاح في ذات المسار من اليمن للسودان قرب جزيرة السبعات، تطورًا خطيرًا يكشف استغلال مليشيات الحوثي لاتفاق الحديدة والهدنة في دعم أنشطة إيران في الدول الأفريقية المطلة على البحر الأحمر.
وقال خبير الشؤون العسكرية اليمنية المقدم وضاح العوبلي، في حديث لـ”العين الإخبارية”، إن مليشيات الحوثي دائما ما تستغل أي ثغرات لتهريب وإيصال السلاح إلى اليمن، مشيرًا إلى أن سواحل بعض دول القرن الأفريقي المطلة على البحر الأحمر وجزرها كانت دائمًا محطات في مهمة التهريب لقربها من الساحل اليمني.
موطئ قدم
وأوضح الخبير العسكري أن “إيران تحاول العثور على موطئ قدم لها في الدول الأفريقية المضطربة أوضاعها كالسودان”، مشيرًا إلى أن ضبط شحنة الأسلحة يأتي “ضمن تحركات النظام الإيراني الساعية لفرض السيطرة على البحر الأحمر من ضفتيه الشرقية والغربية، للتحكم بحرية الملاحة العالمية”، على حد قوله.
وأكد الخبير اليمني أن “السفن الإيرانية تنشط بغطاء تجاري وإنساني، لكنها ذات مهام متعددة؛ منها استقبال شحنات الدعم العسكري واللوجستي، وتوزيعها على قوارب صغيرة لتهريبها إلى الحوثيين عبر سواحل الحديدة وأخرى لدول القرن الأفريقي”.
استعادة الحديدة ضرورة
من جهته، اعتبر وكيل وزارة الإدارة المحلية اليمنية عبداللطيف الفجير، ضبط القوات السودانية شحنة أسلحة حوثية دليلا جديدا على تهديدات مليشيات الحوثي للملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأكد المسؤول اليمني في تصريح لـ”العين الإخبارية”، أن مليشيات الحوثي تعمد إلى تهريب السلاح تارة من ميناء الحديدة وأخرى من جزيرة السبعات، محذرًا من بقاء محافظة الحديدة تحت سيطرة الحوثيين باعتبارها آخر المنافذ البحرية لـ”الانقلابيين” والتي يتم استغلالها في نشر الخطر للمنطقة ودول الجوار وليس على اليمن فحسب.
وشدد المسؤول اليمني على أن بقاء مليشيا الحوثية في الحديدة وشمال اليمن ككل يهدد الأمن القومي بل ويهدد الإقليم بأسره، “لأنها جماعة إرهابية تعتاش العنف وتقتات على الحروب”.