عناوين بوست-خاص:
صنعاء-تعهد نجل الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح في أول رسالة منسوبة له تعليقا على مقتل والده على ايدي الميليشيات الحوثية بمواجهة من سماهم “أعداء الوطن والإنسانية الذين يحاولون طمس هويته وهدم مكتسباته وإذلال اليمن واليمنيين، وطمس تاريخهم المشرق والضارب في أعماق التاريخ، بترويج الخديعة والخرافات والأفكار الضالة والمشبعة بالوهم والخديعة”.
وكف العميد أحمد علي عبدالله صالح الذي تتحدث بعض المصادر عن تواجده حاليا في العاصمة السعودية الرياض عن مقتل والده أمس الاثنين في منزله وهو يدافع عن نفسه، مضيفا ان الكثير من مرافقيه وحرسه الخاص وعائلته لايزالون في عداد المفقودين حتى اللحظة.
وحول تفاصيل وملابسات مقتل الرئيس السابق، أورد شهود عيان ومقربين من صالح رواية جديدة تؤكد مقتله في باحة منزله في وسط العاصمة صنعاء عقب اقتحام الحوثيين له، وقالت المصادر ان صالح رفض مغادرة المنزل بالرغم من انهيار الحراسات المدافعة عن المنزل تحت وطأ الأسلحة الثقيلة التي استخدمتها الميلشيات الحوثية بما في ذلك مدافع الهاون والدبابات.
وأضافت المصادر ان صالح قتل في منزله ظل يتواجد فيه حتى اللحظات الأخيرة برفقة نجليه خالد ومدين ونجل شقيقه طارق محمد صالح، إضافة إلى الأمين العام لحزب المؤتمر عارف الزوكا الذي تأكدت أنباء تصفيته من قبل الحوثيين عقب اسعافه إلى احدى مشافي صنعاء.
وأماط مقربون م صالح النقاب الغموض الذي لف خبر مقتله في مسقط راسه سنحان، مؤكدين انه تم نقل جثته إلى هناك وتصويرها للترويج لرواية غير حقيقية لمقتله تظهر انه قتل بينما كان يحاول الفرار مستفيدا من وساطة قبلية ، واستشهدوا على ذلك بقرائن من الفيديوهات والصور التي سربها الحوثيون والتي أظهرت قدرا كبيرا من التناقض ومن ذلك اظهار متعلقاته الشخصية التي كان يحملها ساعة مقتله، مثل بطاقة هويته وبطاقة العضوية في حزب المؤتمر في منزله قبل اظهار جثته في فيديو مجتزأ في منطقة نائية قيل انها تقع في الطريق بين صنعاء ومنطقة سنحان جنوب العاصمة.
وفي جانب آخر اشارت مصادر خاصة إلى رفض الحوثيين حتى اللحظة تسليم جثمان الرئيس السابق لذويه، مشترطين لذلك ضرورة مواراه جثمانه في مسقطة رأسه في “بيت الأحمر” بسنحان، دون أي مشاركة شعبية في الجنازة التي طلبوا ان تقتصر على اقربائه فقط، في الوقت الذي يطالب المقربين من صالح بدفنه في باحة مسجد الصالح بصنعاء حسب رغبته.
وتزايدت المؤشرات حول تورط قطر في مقتل الرئيس اليمني السابق، حيث تداول ناشطون يمنيون صورا لنجل تاجر السلاح اليمني الشهير الموالي للحوثيين فارس مناع وهو يشارك في عملية قتل صالح.
وأكد الناشطون تورط رشيد فارس مناع الذي ظهر في فيديو مقتل صالح بعملية الإعدام، الامر الذي يعزز من فرضية دخول قطر على خط الأزمة بين صالح والحوثيين، نظرا للعلاقة التي تربط الدوحة بتاجر السلاح مناع الذي لعب دورا كبيرا في توفير السلاح للحوثيين عقب الوساطة القطرية بين الدولة اليمنية ومتمردي صعدة في لعام 2007.
وعن الاهداف القطرية التي تقف خلف رغبة التخلص من الرئيس صالح، أشار مراقبون إلى حالة عدم الثقة بين الريس اليمني الراحل والقطريين والتي تعززت عقب تورط الدوحة من خلال رئيس لجنة وساطتها في حرب صعدة الرابعة سيف بن مقدم البوعينيين في دعم الميليشيات الحوثية من خلال اقامته في منزل فارس مناع بصعدة لشهور عمل خلالاها على إعادة بناء القوة العسكرية والاجتماعية للحوثيين، ومن ثم دعم الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام صالح في العام 2011 ، ومحاولة افشال المبادرة الخليجية وصولا إلى استثمار الحوثيين في اقلال أمن السعودية والحيلولة دون انهيار معسكر الانقلاب، وهو الأمر الذي اتضح جليا من خلال الوساطة القطرية بين الحوثي وصالح التي رفضها الأخير.
وعن تداعيات مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على ايدي مسلحين حوثيين، قالت مصادر محلية لعناوين بوست من العاصمة صنعاء ان الهدوء يعم مختلف مناطق العاصمة التي باتت تحت سيطرة الحوثيين بشكل كامل، في الوقت الذي لازال الغموض يلف مصير معظم قيادات حزب المؤتمر واقرباء صالح، في ظل أنباء عن قيام الحوثيين بحملات اعتقال ومداهمة طالت قيادات من الصفين الأول والثاني في قيادة المؤتمر، وتعرض العديد من العسكريين والمدنيين الذين لعبوا دورا بارزا في الانتفاضة ضد الجماعة الحوثية للتصفية الجسدية.
ورجح مراقبون سياسيون يمنيون حدوث تحولات هائلة في خارطة الاصطفافات خلال الفترة المقبلة حيث من المتوقع انتقال الجزء الأكبر من القيادات العسكرية والسياسية والقبلية الموالية لصالح إلى جبهة الشرعية، فيما سيعمد الحوثيون إلى تنصيب قيادة جديدة لحزب المؤتمر في صنعاء من المولين لهم.
كما يذهب العديد من المراقبين إلى إمكانية لعب نجل الرئيس السابق دورا محوريا في معارك تحرير صنعاء التي أعلنت عنها الحكومة الشرعية وهو الأمر الذي سيترافق مع انهيار محتمل في الجبهات التي يتولى فيها الحرس الجهوري السابق مهاما رئيسية، كما هو الحال في جبهات نهم وصرواح المتاخمة لمناطق قبلية يسود فيها الولاء لصالح وحزب المؤتمر مثل خولان وسنحان وبني بهلول.
Advertisements
أحدث التعليقات