قالت مجلة فورين أفيرز الأمريكية، في تقرير جديد، إن الولايات المتحدة اقتربت من نهاية نفوذها الممكن لإنهاء الحرب اليمنية؛ مع تضاؤل نفوذها على السعودية والإمارات، ولا تملك نفوذاً على الحوثيين المدعومين من إيران لجلبهم إلى طاولة المفاوضات.
وأضافت في التقرير الذي نشرته في عددها الصادر هذا الشهر إنه وعلى الرغم من أن الإدارة تحركت بسرعة لسحب دعمها للمجهود الحربي السعودي ودعم السلام عبر الوساطة (تعيين مبعوث خاص لليمن)، إلا أن سقوط الهدنة يظهر التحديات بعيدة المدى التي يواجهها صانعو السلام المحتملون في اليمن.
ورفض الحوثيون تمديد الهدنة في اليمن التي انتهت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد استمرارها ستة أشهر، وسعت فيها الأمم المتحدة؛ وطالبوا بشروط وصفت بالغريبة مثل دفع مرتبات العسكريين التابعين للجماعة المسلحة. لكن لم يحدث تصعيد رئيسي للقتال.
وأشارت المجلة في تقريرها إلى أنه “من غير الواضح ما إذا كان المأزق الحالي (عدم تجديد الهدنة) سيؤدي إلى تصعيد دراماتيكي جديد من قبل أي من الجانبين، ولكن إذا حدث ذلك، فلا يوجد طريق واضح للسلام، وليس هناك الكثير الذي يمكن لواشنطن القيام به في حال حدث مثل هذا التصعيد. ومهما كان التأثير الإيجابي لجهود إدارة بايدن – وقد كان لها تأثير – فقد اقتربت الولايات المتحدة من نهاية ما يمكن أن يحققه نفوذها المتضائل على السعوديين والإماراتيين، ولا تملك النفوذ اللازم لجلب الحوثيين إلى طاولة المفاوضات”.
ولفتت إلى أنه بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، فإن الحرب في اليمن هي إرث مأساوي ونهاية فضفاضة غير مريحة. عندما تولى بايدن منصبه، لم يخف رغبته في فصل الولايات المتحدة عسكريا بسرعة عن الصراع، الذي كان يقترب من عامه السابع، لكنه ألزم إدارته أيضا بالعمل من أجل حل الحرب. وكان العديد من مساعديه في السياسة الخارجية، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، يعملون في عهد الرئيس باراك أوباما عندما وافقت إدارته في مارس 2015 على دعم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في حربهما ضد التمرد الحوثي. بالفعل في عام 2018، أصدر العديد من هؤلاء المسؤولين الأمريكيين بيانا عاما يعترف بالتكاليف الرهيبة للحرب على الشعب اليمني ويشير إلى أن الولايات المتحدة لم تكن تنوي أبدا تسليم التحالف الذي تقوده السعودية “شيكا على بياض”.
في آذار/مارس 2021، كتب مسؤولان سابقان في إدارة أوباما مقالا لمجلة “فورين أفيرز “يتوقعان فيه خريطة الطريق لإنهاء الحرب التي ستحاول الإدارة اتباعها”. لكن المساعدة في بدء حرب أسهل من المساعدة في إنهائها.
وتسببت مواقف الولايات المتحدة من هجمات الحوثيين على منشآت النفط السعودية والإماراتية بموقف صادم أدى لتوتر العلاقات بين الحكومتين وإدارة بايدن، إضافة إلى إزالة الحوثيين من قوائم الإرهاب.
وتقول المجلة الأمريكية إنه وعلى الرغم من عدم وجود نفوذ كافي للولايات المتحدة لإنهاء حرب اليمن، “هناك أسباب أخلاقية وعملية مقنعة لواشنطن لمواصلة المسار الذي تنتهجه في اليمن”. قد تفتقر الولايات المتحدة في حد ذاتها إلى الوسائل اللازمة لإنهاء هذه الحرب متعددة الأوجه، لكن مشاركتها الدبلوماسية لا تزال مهمة.
مضيفة “إذ تفتح الدبلوماسية الأمريكية الأبواب في الخليج للوسطاء الذين قد لا يستطيعون الوصول إلى حكومات المنطقة، كما يمكنها أن تقوم بتشحيم عجلات عقد الصفقات (في كناية عن الإسراع في عقدها-المترجم). وعندما يحين الوقت، يمكن لواشنطن أيضا الترويج لصيغة لمناقشات التسوية التي لا تشمل فقط الخصوم الرئيسيين ولكن أيضا الفصائل الأصغر في اليمن، والتي لديها مصالحها ونزاعاتها الخاصة والتي سيكون لها تأثير حول المستقبل السلمي الذي يخبئه لهذه الدولة التي مزقتها الحرب”.
وأشارت إلى أنه “وفي الوقت نفسه، يجب على الولايات المتحدة أن تتعلم ما يمكنها تعلمه من مغامرتها في اليمن. وهذا يعني أنه يجب على صانعي السياسات تطوير ضمانات داخلية يمكن أن تساعد في توجيه البلاد بعيدا عن أن تصبح طرفا في مثل هذه الكوارث في المستقبل”.
وفي ابريل/نيسان 2022، حققت الأطراف المتعارضة في الحرب اليمنية إنجازًا نادرًا. بعد ثماني سنوات من الصراع الوحشي، وقعوا على هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة والتي حدت بشكل كبير من القتال الذي دفع دولة فقيرة بالفعل إلى أزمة إنسانية ضخمة.
وينشر “يمن مونيتور” في وقت لاحق ترجمة للتقرير الذي كتبه “ستيفن بومبر”، رئيس السياسات في مجموعة الأزمات الدولية. وخلال إدارة أوباما، شغل منصب المساعد الخاص للرئيس والمدير الأول للشؤون المتعددة الأطراف وحقوق الإنسان في مجلس الأمن القومي. و”مايكل وحيد حنا” مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية.