عناوين بوست – خاص:
صنعاء-أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عن تفجير زورق حوثي كان يستعد لاستهداف ناقلة نفط سعودية في الممر الملاحي الدولي في البحر الأحمر.
وقال الناطق باسم التحالف تركي المالكي ان قوات التحالف دمرت قاربا مفخخا قبل وصوله إلى ناقلة نفط سعودية يوم السبت بالقرب من ميناء الحديدة، لافتا إلى أن الميناء تحول إلى “نقطة انطلاق لعمليات تهدد الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب”.
وجاء الكشف عن العملية بعد أيام قليلة من تهديدات أطلقها رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للانقلابيين صالح الصماد اثناء لقائه بنائب المبعوث الأممي إلى اليمني في صنعاء، حيث لوح الصماد باستهداف الممر الملاحي الدولي، في حال استمرت عمليات تحرير الساحل الغربي في شق طريقها نحو ميناء الحديدة الاستراتيجي.
وترافق التصعيد الحوثي مع تصريحات غير معهودة أطلقها قادة حوثيون أكدوا على رغبتهم الدخول في مرحلة مختلفة من الحوار مع الحكومة الشرعية والتحالف العربي.
وأكدت مصادر خاصة لعناوين بوست حدوث تحول هائل في الخطاب السياسي للحوثيين أثناء لقائهم نائب المبعوث الاممي إلى اليمن في زيارته لصنعاء التي استمرت خمسة أيام، التقى خلالها بالعديد من قادة الجماعة الحوثية، ووفقا للمصادر أبدى الحوثيون حرصا على استئناف المسار السياسي وعقد جولة جديدة من المشاورات، في ظل تعهدات منهم بتقديم تنازلات غير مسبوقة.
ووفقا لمراقبين تسعى الميليشيا الحوثية لامتصاص نتائج المعطيات الميدانية والسياسية الجديدة وكسر حالة العزلة التي تفاقمت منذ اقدامهم على قتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح وامين عام حزب المؤتمر عارف الزوكا، إلى جانب تكبدهم خسائر غير مسبوقة في مختلف الجبهات واقتراب الجيش الوطني والمقاومة من آخر منافذهم البحرية التي لازالوا يستخدمونها في استقبال شحنات الأسلحة المهربة من ايران.
ونقلت مصادر إعلامية عن الصماد قوله أثناء لقائه نائب المبعوث الاممي الى اليمن معين شريم، ان جماعته مع السلام، وأنها مستعدة” للتفاهم والنقاش والدخول في تفاصيل أكثر عمقاً وتعمقاً، فيما لو تم الجلوس على طاولة الحوار”.
ويهدف الحوثيون لإقناع المجتمع الدولي بالواقع الجديد الذي فرضوه في المناطق التي لازالت تحت سيطرتهم، عقب قتل واعتقال الالاف من قيادات وكوادر حزب المؤتمر الشعبي العام، إضافة إلى استغلال أي مدة زمنية يمكن ان تهدر في الحوار معهم لإعادة تجميع قواهم العسكرية المنهارة.
وفي تغريدة له على “تويتر” قال القيادي الحوثي البارز وعضو وفد المشاورات حمزة الحوثي، ان أي جولة جديدة من المشاورات سيمثل فيها الانقلابيون برئيس وفد واحد فقط، بمشاركة كل الأحزاب الموقعة على اتفاق السلم والشراكة التي لم تشارك في “العدوان” حسب تعبيره.
واعتبر محللون سياسيون تصريحات الحوثي أحد أبرز الصقور في معسكر الحوثيين الذي كان يتزعم المطالبة بإنهاء الشراكة مع حزب المؤتمر والانفراد بالسلطة، بأنها بمثابة اعلان صريح بإحكام الحوثيين سيطرتهم المنفردة على مناطق الشمال التي كانوا يتقاسمونها مع الرئيس السابق وحزبه، وتقديم أنفسهم للمجتمع الدولي كطرف وحيد يمكن التفاوض معه من اليوم وصاعدا.
وأشارت مصادر سياسية في تصريحات لعناوين بوست إلى ترتيبات حوثية حثيثة تجري على الأرض لتجاوز تداعيات مقتل الرئيس الراحل صالح، من خلال إحياء نسخة من المؤتمر الشعبي لا تمثل الثقل الشعبي والسياسي الذي كان يحظى به الحزب، والقفز نحو تسويات غير جادة تضمن للحوثيين الاحتفاظ بنفوذهم الثقافي على المناطق الزيدية التي كان ينازعهم صالح النفوذ فيها.
وأضافت المصادر ان الحوثيين باتوا مقتنعين بعدم قدرتهم على الانتصار في الحرب، وأنهم باتوا يفكرون جديا في عقد صفقة سياسية تحول دون خسارتهم التي باتت مؤكدة لما تبقى في ايدهم من مناطق نفوذ، وهو الهدف الذين يعملون على تحقيقه من خلال عدة مسارات، الأول تعزيز نفوذهم العقائدي والمذهبي في مناطق شمال الشمال وكسب الولاءات وانشاء جيل جديد مؤمن بأيدولوجيتهم المتطرفة، بينما يتمثل المسار الثاني في العمل على تأجيل انهيارهم المحتم لأكبر وقت ممكن، حتى اقناع المجتمع الدولي بعدم جدوى استمرار الحرب وعدم قدرة أي طرف على احراز الحسم العسكري، وهي الفكرة التي يسعون لإنضاجها من خلال التلويح المستمر بقدرتهم على إلحاق الضرر بالمصالح الاقتصادية للدول الكبرى عبر استهداف ممر الملاحة الدولي الأهم قبالة السواحل اليمنية.
ويرى العديد من الخبراء ان قبول الحكومة الشرعية بأي صيغة حوار في هذه المرحلة مع الحوثيين سيمنحهم قبلة الحياة، عبر إعادة فتح القنوات الدبلوماسية الموصدة في وجوههم منذ احداث ديسمبر 20117 ومغادرة آخر البعثات الدبلوماسية لصنعاء، إضافة إلى الاعتراف الضمني بهم كطرف وحيد يمثل معظم مناطق شمال اليمن التي لازالت في قبضتهم، مقابل تعدد الأطراف السياسية الممثلة لجبهة الشرعية.
Advertisements
أحدث التعليقات