استضافت منظمة أَوَرْ رايت”Our Right “ البريطانية والمؤسسة الجنوبية للدراسات والابحاث الاستراتيجية يوم السبت ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٢م ، البروفيسور توفيق جازوليت، أستاذ القانون الدولي بجامعة الملك محمد الخامس في الرباط بالمملكة المغربية في ندوة نقاشية تحت عنوان “مسارات استعادة الدولة الجنوبية وفقًا للقانون الدولي”، وهو أيضًا كآن مراسلًا حربيا والذي غطى حرب غزو واحتلال الجنوب من قبل الجمهورية العربية اليمنية في العام 1994م وكان شاهداً على كمية الفضائع والجرائم والانتهاكات بحق شعب الجنوب.
واقيمت الندوة في مدينة شفيلد البريطانيه وحضرها نخبة كبيرة من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين بالشأن في الجنوب واليمن وعدد من ابناء الجالية الجنوبية.
وأدار الندوة الدكتور عيدروس النقيب رئيس المؤسسة الجنوبية للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
واستهل د.النقيب الندوة بتحية الترحيب بالدكتور جازوليت مقدرا له تفاعله مع نضالات الشعب الجنوبي وحقه في أن يستعيد دولته الجنوبية المستقلة.
ثم قدم الدكتور توفيق جوزليت ورقته البحثية عن مسارات استعادة دولة الجنوب وفقًا للقانون الدولي العام والقانون الانساني الدولي بالإضافة الى التغيرات والتحديثات التي طرأت على القانون الدولي الجديد.
ووضع الدكتور جوزليت مقاربات حول المسارات في القانون الدولي وحقوق الانسان والاجراءات التي يتم من خلالها استعادة دولة الجنوب وفك الارتباط بين الجنوب والجمهورية العربية اليمنية.
وفي حديثه للمشاركين في الندوة استعرض د.توفيق إلى بعض مضامين القانون الدولي الجديد، الذي جاء للتناغم مع المتغيرات الدولية التي نشأت بعد سقوط جدار برلين العام ١٩٩٠م معرجاً على منحيين في القانون الجديد (المنحنى الداخلي ويتعلق بحقوق الأقليات في الدولة الواحدة، والمنحنى الخارجي ويتعلق بحقوق الشعوب والبلدان المظلومة وهذا ما ينطبق على القضية الجنوبية).
وفي استعراضه لقضية النقاش تعرض الدكتور جازوليت إلى أهمية ومكانة المجلس الانتقالي الجنوبي مؤكداً أن المجلس الانتقالي اليوم صار قوةً وازنةً ولها حضورها على الساحة الجنوبية والإقليمية.
وقال: “ينبغي الحفاظ على المجلس الانتقالي وعدم السماح بهدمه إو محاربته، لكن بنفس الوقت يجب نقده لمساعدته على التخلص من عيوب الممارسة ومن اي عناصر مندسه وانتهازية بين صفوفه وفي اجهزته المختلفة.
وشدد د. توفيق على اهمية العمل مع العالم الخارجي وعلى وجه الخصوص الدول الحاسمة في صناعة القرار الدولي، مؤكدا ان مواقف الدول تتخذ بناء على مصالحها، ولا توجد دولة إلا ولها مصالحها في الإقليم وفي الجنوب.
وقال توفيق جازوليت إن امام القضية الجنوبية ثلاثة آماد زمنية:
– الأمد القريب العاجل وتكتنفه صعوبات متعددة وعوامل متداخلة قد لا تسمح بتحقيق الحسم النهائي للقضية لكنها لا تمنع العمل من اجل تأصيل الحق الجنوبي وتثبيت مسار القضية الجنوبية.
– الأمد المتوسط وتحقيق نتائج ملموسة فيه تعتمد على مهارة القيادة الجنوبية في التعاطي مع متطلبات المرحلة والتمسك بمشروعية وعدالة القضية.
– المدى البعيد وفيه يمكن للقضية الجنوبية ان تحقق مكاسب تراكمية لصالح حسم الأمور باتجاه استعادة الدولة الجنوبية بحدودها المعروفة عام ١٩٩٠م قبل اعلان الجمهورية اليمنية.
وأشار إلى أن كل ذلك يعتمد على وحدة الصف الجنوبي وتكثيف حضور القيادة الجنوبية والتحامها بالشعب ومعالجة معاناة الناس، والعمل مع القوى الفاعلة على الصعيد الإقليمي والدولي.
كما قدم د. جازوليت مقارنة بين الحالة الجنوبية والحالة في الصحراء المغربية مبيناً أن الصحراء الغربية تتوزع بين عدة دول هي الجزائر والمغرب وموريتانيا ومالي، وإن الصحراء المغربية اخذت مسارها كجزء من تاريخ وأرض المملكة المغربية، مستعرضاً قرار الملك الحسن الثاني الذي منح بموجبه حكما ذاتيا كامل الصلاحية لابنا الصحراء في إدارة شؤونهم، مؤكدا انه لا وجه للمقارنة بين قضية شعب الجنوب التي تعبر عن دولة ذات حضور ومكانة دولية وعضوية في كل المنتظمات الدولية والإقليمية وبين ارض الصحراء التي تحررت من الاستعمار الإسباني وصارت جزءً من المملكة المغربية.
وفي الختام، شهدت القاعة مناقشات شارك فيها الحاضرون بعدد من الملاحظات والتعقيبات والاستفسارات أجاب عليها الدكتور توفيق