ناشدت أسرة السجين اليمني القابع في معتقل غوانتانامو منذ 20 عاما، عبد السلام الحيلة، المساعدة في حل معضلته، وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة استعدادها للإفراج عنه، ثم دخول جهود إطلاق سراحه “حلقة مغلقة”.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قررت يونيو/حزيران 2021 الإفراج عن رجل الأعمال اليمني عبد السلام الحيلة، المعتقل في سجن غوانتانامو منذ عام 2004، لكنها اشترطت وجود طرف ثالث يقبل استضافته.
وأظهرت الوثائق الصادرة عن مجلس المراجعة في البنتاغون أن مجلس المراجعة الدورية قرر بالإجماع أن استمرار اعتقال الحيلة -للحماية من استمرار التهديد لأمن الولايات المتحدة- لم يعد ضروريا.
من جهته، يقول شقيقه نبيل الحيلة -في تصريح لمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان- إن “جهود الإفراج تقف الآن ضمن دائرة مفرغة”، ويحمل الحكومة اليمنية المسؤولية عن ذلك.
ويوضح أن الحكومة اليمينة تريد مذكرة رسمية من الولايات المتحدة تعبر فيها عن استعدادها للإفراج عن شقيقه عبد السلام، وإن الأميركان يطلبون موافقة من طرف ثالث كشرط للإفراج عنه، وإن الطرف الثالث -الذي قد يكون إحدى دولتين في المنطقة- يشترط وجود طلب رسمي من الحكومة اليمنية لاستضافته، ويردف نبيل الحيلة أن “هنا تكتمل الدائرة المغلقة، وتتعثر كل الجهود”.
ويلفت إلى أن جهود الحكومتين اليمنيتين -الحكومة الشرعية بقيادة رشاد العليمي، وحكومة الأمر الواقع في صنعاء بقيادة الحوثيين- “دون مستوى الصفر”، مضيفا أنهما تتصارعان على السلطة ونسيتا حقوق المواطن. ويتابع أنهم “يتعاطفون معنا، ويعطوننا من طرف اللسان حلاوة، ولكن جهودهم للإفراج عن مواطن يمني مظلوم -بقي في السجن لمدة 20 سنة من دون محاكمة- منعدمة”.
وتقول عائلة عبد السلام الحيلة إنه أخضع لتعذيب وحشي وتغذية قسرية، وجرت محاولة اغتياله أكثر من مرة، مرة بدواء فاسد، وأخرى بخنجر مسموم سلم له بعد علمه بمقتل ابنيه في اليمن لدفعه للانتحار. ويقول نبيل إن أخاه عبد السلام -عبّر رسالة رتبها الصليب الأحمر- حذرهم من مغبة تصديق رواية انتحاره إن ادعاها الأميركيون، ويضيف أنه إذا مات، فسيكون قد قتل؛ وإنه بوصفه مؤمنا لن يقدم على الانتحار.
يذكر أن عبد السلام الحيلة جرى اعتقاله في مصر عام 2002 حيث تعرض للإخفاء القسري، وسُلم للولايات المتحدة التي نقلته إلى سجن باغرام في أفغانستان، ثم إلى غوانتنامو عام 2004.
وكان الحيلة ضمن 92 معتقلا يمنيا في غوانتانامو، من بين المعتقلين البالغ عددهم نحو 800، وبدأ اعتقالهم في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، وذلك في أعقاب هجمات سبتمبر/أيلول 2001، ضمن “الحملة الأميركية على الإرهاب”.
وتم الإفراج عن معظم هؤلاء المعتقلين، وبقي نحو 40 معتقلا منهم ينتظرون إطلاق سراحهم في عهد الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن.
وفي واقع الأمر، لم تكن هناك تهمة رسمية موجهة للحيلة، وجل ما قالته السلطات الأميركية إن “لديها مخاوف من أنشطة يمارسها” الرجل قد تضر بالمصالح الأميركية.
ويقول أخوه إن الولايات المتحدة عبرت مرارا لعبد السلام الحيلة -بداية الأمر- عن استعدادها لإطلاق سراحه مقابل شهادته ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح أو علي محسن الأحمر أو مدير المخابرات اليمنية السابق اللواء غالب القمش، وإن الأميركان منذ عام 2009 موافقون على إطلاق سراحه إن أقر بالذنب، وهو الأمر الذي ظل يرفضه.
ويأتي قرار الإفراج عن الحيلة ضمن وعود بايدن بإغلاق معسكر غوانتانامو “سيئ السمعة”، إذ وعد في أثناء حملته الانتخابية بإغلاق المعتقل نهائيا، وهو تعهد سبق أن أطلقه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما أكثر من مرة، لكنه لم يف به.