صحيح أن قوات عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح ليس لها تجربة مواجهة عسكرية مع الحوثيين باستثناء مشاركات محدودة لبعض الكتائب مع العمالقة أثناء التقدم إلى الحديدة ؛ لكن لديها نقاط قوة أخرى أهمها أنها قوة غير مستنزفة وتمتلك سلاحا نوعيا، ومدعومة من الإمارات ، وتمتلك الهيكل التنظيمي لجهاز الأمن القومي السابق والاستخبارات، ولذلك تحصل على المعلومة، وتطلع على قدرات الحوثيين بسهولة .
فهل تستطيع أن تقود هذه القوات المتمركزة في المخا غرب البلاد الحسم العسكري ؟
يمكن لقوات طارق أن تساهم في انهيار قدرات الحوثيين العسكرية ، فحجم الاختراق للجماعة الحوثية يتزايد لصالح هذه القوات مقارنة بحجم الاختراق الحوثي لقوات الساحل الغربي ، والتي كانت في أوجها قبل عامين، والسبب يعود إلى أن بعض المؤتمريبن ورجال القبائل والهاشميين الذين استخدمهم الحوثي في اختراق المكونات أصبحوا أكثر سخطا على الحوثيين المدعومين من إيران، والأخيرين إضافة إلى ذلك تلاحقهم مخاوف الانتقام الشعبي، ويجتهدون لإعادة التحالفات السابقة قبل انقلاب 2014.
تحتاج قوات طارق صالح أن تخوض عملية عسكرية حقيقية مع الحوثيين لقياس مدى الاستعداد وحجم الاختراق ، والقدرة على التنسيق وخلق التحالفات واحتواء اليمنيين.
وفي حال لم تتمكن هذه القوات من القيام بعملية عسكرية والتقدم باتجاه العاصمة صنعاء، فإنها قادرة على خلخلة بنية الحوثيين ودعم انتفاضة شعبية ضدهم في كل محافظات الشمال.
أما بقاء هذه القوات وغيرها من قوات الشرعية للمناورات والتدريب والتحشيد والتوسع داخل جغرافية المناطق المحررة ، دون اختبار لها ، فسيسهم في ضرب معنويات المخلصين فيها، ويدفع بالبعض للعمل مع جهات أخرى ، وينسى أفرادها هدف التحرير والانشغال بأهداف جزئية لا تتعدى حماية ساحل من بضع كيلو مترات.