وضعت مليشيات الحوثي الموالية لإيران في اليمن قبائل محافظة ذمار أمام خيارين أحلاهما مر.
وفي خضم شعور حوثي بتراجع الحضور القبلي على الجبهات، كثفت المليشيات الإرهابية من الضغوط التي تمارسها على القبائل في محافظات ذمار وإب وتعز.
ومنذ اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح في ديسمبر، عام 2017، تشهد المشاركة القبلية في الاصطفاف إلى جانب مليشيات الحوثي تراجعا ملحوظا، عمقه تشكيل قوات المقاومة الوطنية في 2018 في الساحل الغربي.
وقالت مصادر قبلية أن القيادي النافذ في المليشيات محمد علي الحوثي وجّه دعوات شخصية لزعامات قبلية في ذمار لحضور لقاء واسع لمشائخ وشخصيات اجتماعية في المحافظة.
ويأتي ذلك بعد توبيخه من قبل زعيم المليشيات مع قيادات أخرى، إثر فشلهم في مهام استقطاب مقاتلين جدد ومنع توجه آخرين إلى معسكرات في المناطق المحررة.
وأضافت المصادر أن “محمد علي الحوثي أراد أن يشكل الاجتماع القبلي رسالة، مفادها أنه أصبح هو صاحب الحضور الأقوى بالمحافظات الثلاث ابتداء من ذمار، التي يكثف تحركاته فيها لبناء شبكة تحالفات خاصة به وموالية لتوجهاته وطموحه في لعبة الصراع داخل هيكل قيادة المليشيات”.
وكشفت المصادر أن محمد علي الحوثي وجّه تهديدات صريحة في اجتماعات منفصلة عقدها مع عدد من مشائخ قبائل “الحداء” و”عنس” و”آنس”، وكذلك مشائخ ينتمون لمناطق “صاب” و”بلاد الشرق” و”المنار”، بدون حضور محافظ ذمار الحوثي محمد البخيتي الذي تم تهميشه بشكل واضح في تحركات الرجل.
وأضافت المصادر أن القيادي النافذ محمد علي الحوثي وجه تهديدات خلال تلك الاجتماعات وخيرهم بين الوقوف إلى جانبه أو مواجهة مصير قبائل أخرى في “بني مطر” و”همدان” و”أرحب” و”بني حشيش” في محافظة صنعاء، والتي تعرضت وتتعرض لحملات قمع من قبل مليشيات الحوثي تنوعت بين الاعتقالات ونهب الأراضي.
وبحسب المصادر فإن القيادي الحوثي خاطب عددا من شيوخ قبائل ذمار في اجتماعاته بهم بقوله: “إما ووقفنا سويا وأنا أحميكم وإما برؤوسكم شيء آخر يكون ضيفكم أبوعلي (القيادي الحوثي البارز أبوعلي الحاكم) وخبرته حتى الحصى ما يسلم منه”، وهو تهديد صريح بإعلان الولاء أو نهب الأرض على يد أبوعلي.
وأشارت المصادر إلى أن عددا من مشائخ ذمار مولوا حشد رموز قبلية للمشاركة في اللقاء الذي دعا إليه محمد الحوثي وعقد الأربعاء الماضي في محافظة ذمار، نزولا عند تهديدات القيادي الحوثي لهم بنهب أراضيهم.
وخرج بيان اللقاء بموقف داعم للقيادي محمد علي الحوثي.
وكانت مصادر أمنية رفيعة في صنعاء قالت في وقت سابق، إن استجابة القبائل والسكان في 7 محافظات، إب، ذمار، تعز، الحديدة، المحويت، عمران وريمة لرفد جبهات الحوثيين بالمقاتلين تراجعت بشكل غير مسبوق وهو ما دفع زعيم المليشيات لتشكيل لجنة من المقربين منه لتقييم الوضع.
ووفقا للمصادر فإن اللجنة رفعت تقارير لزعيم المليشيات تحدد صراحة وقوف القيادي في المليشيات محمد علي الحوثي خلف مسؤولية فشل التجنيد، كونه من رشح أسماء قيادات محافظات ذمار، إب، تعز، ريمة والحديدة لتولي إدارة فروع التعبئة والتحشيد.