الشيخ المرجع والسياسي المحنك والصديق الوفي الحميم لكل من صادقه، والأب والأخ والصديق.. وأحد مصادر الإلهام والمعرفة والقدوة بالنسبه لي. الشيخ علي القبلي نمران يا إلهي من حين لآخر يذهب غالي ويغرب كوكب من الكواكب المضيئة في سماء الوطن وبالذات من رموز المنطقة الشرقية في هذا الظلام الذى يتمدد في أرض اليمن. بنك الأخلاق تسميه أطلقها على الفقيد الشهيد علي عبدالله صالح وهي تسمية يستحقها الفقيد ويعرفها ويلمسها كل من عرفوه. كرم في الأخلاق وعطى في المد وإقدام في المواقف ورباطة جأش وحكمه في الملمات. أعجبت به وأحببته وصادقته وشاركته كثيراً من المواقف، ولا تسعفني لحظة فراقه أن أقول عنه ما في نفسي وما يستحقه. كنت أزوره بشكل دائم وهو قعيد المرض وهو بذلك الشموخ المعهود فيه. كنت أبتهج وكان يبتهج بزيارتي له. كانت آخر زيارة له في عيد عرفة الماضي بحضور جمع من أهله وقبائله ومحبيه وفي مقدمتهم نجله الخلف الميمون الشيخ عبدالواحد وشقيق الفقيد الشيخ عبد اللطيف. كعادتي أجلس بجواره بشكل حميمي صادق مهما كان الحضور. جلست هذه المرة بجواره أيضا كان برد يده ودفء مشاعره وبشاشة وجهه تقول لي إنه لقاء الوداع، وقد قلت ذلك للشيخ المحافظ عبدالقوي شُريف عند وصوله القاهرة وهو يبادرني بسؤاله عن صحة الشيخ علي قبلي ورغبته الشديده في زيارته وبعاطفة حزينة وكأنه يقول أريد أن أراه قبل أن يلتحق بابي. الفقيد الكبير الشيخ علي القبلي نمران ليس حالة عابرة في حياتي ولا في حياة اليمنيين، بل كان حاضرا وفاعلا في كل المنعطفات والمواقف على المستوى الوطني والسياسي والقبلي خلال ما يقارب 60 عاما. عزائي لنفسي ولكل محبيه أن له خلَفاً سلمه الراية في حياته وهو أهل لها.. الشيخ عبدالواحد علي القبلي نمران. أعزيه وإخوته وأهله وقبائل مراد الأبية وأبناء مأرب وكل اليمنيين في وفاة هذا المعلم والقامة اليمنيه الشامخة. ويكفيه فخراً أن المليشيات السلالية أصدرت عليه الحكم بالإعدام وهو قعيد دون إدراك منها أنها لن تستطيع إعدام تاريخه وقِيَمه على المستوى الوطني والمجتمعي. رحم الله الفقيد وإنا لله وإنا اليه راجعون.