علق الصحفي اليمني الشهير فتحي بن لزرق على حديث العطاس يوم أمس والذي آثار الرأي العام اليمني .
و قال بن لزرق في مقال طويل عبر صفحته بفيس بوك جاء فيه :
ما الذي اغضبهم في حديث العطاس؟
هل كذب الرجل او أختلق أشياء لاوجود لها، قال الحقيقة التي تأخر قولها لعقود .
الحقيقة التي جبن كثيرون عن قولها ، المظالم التي لم ينتصر لها احد .
هذه هي الدولة التي كانت قائمة في جنوب اليمن قبل الوحدة اليمنية .
بركة دماء كبيرة ،سيل من المظالم التي نالت من ظالميها لاحقا..
شلة من المراهقين القتلة والمجرمين ،تسلموا دولة هي الأبرز في الجزيرة العربية واحالوها خلال عام واحد الى سجن كبير بلا أبواب ولا نوافذ ولا حاضر ولا مستقبل.
منظومة اكلت الالاف من رفاق الكفاح والزمالة.
دولة كانت فيها عدد الانقلابات العسكرية اكثر من قادتها.
دولة انقلبت على رئيسها عقب عام واحد،سلمت امرها للخبير السوفيتي عقب عام ونصف من استقلالها، حكمها السفير الروسي 20 كاملة لاتزيد ولاتنقص..
ما الذي اغضبهم ؟؟
هل كذب العطاس؟
لا والله لم يقل الا حقا لعل مراهقي اليوم ومجانينه يتعضون
دولة عبثت بها سكرة “نايف حواتمة” .
دولة اخذت حقوق الناس بالقوة وهجرت عشرات الالاف من الناس الى الشمال والشرق والغرب.
دولة اخذت ارض الفلاح وأغلقت البحر في وجه صياديه..
هل يستطيعون انكار ذلك؟
ثمة قضية جنوبية أولى هنا ويجب ان يٌنصف الضحايا، مالم فليكن تصالحا وتسامحا لايستثني يمنيا واحدا.
منظومة تسلمت عدن وهي رائد المدن ولؤلؤة الجزيرة وخلال عام واحد احالوها الى مدينة اشباح يتزاحم الناس للحصول على رأس بصل.
لاتحاكموا العطاس ولاتشتموه ..
لم يُرمى جنوب اليمن كخرقة بالية في صنعاء الا بعد ان مزقته خناجر هؤلاء.
هل تعي ان تكون مدينة ما في عام قبلة العالم اجمع وبعد عام لايزيد ولاينقص يخرج الناس فيها بحثا عن قطعة خبز واحدة.
هذا هو تاريخهم وهذه هي الحقيقة المرة..
هل كذب الرجل بحرف واحد ؟
قطعا لا ،بل ان الواقع أسوأ بمليون مرة مما عبر عنه “العطاس”.
لم يقل العطاس الا احرف عابرة عن تاريخ دولة ومنظومة مخضب بدماء الأبرياء ،دولة سحلت رجال الدين وصلبت رجال الفكر ونهبت رجال المال ، عن خيانة الرفاق وسوئهم ووضاعتهم ثمة تاريخ يجب ان يٌقرأ للأجيال .عن البلاد التي بيعت للعابرين وبلا ثمن ثمة صوت يجب ان يرتفع لكي لاتباع البلاد مجددا وبلا ثمن .