أثارت مقابلة حيدر أبوبكر العطاس في برنامج “الذاكرة السياسية، على قناة العربية ، يوم أمس الجمعة ، الجدل في الاوساط السياسية الجنوبية وخصوصاً قيادات الإنتقالي الذين انقسموا بين مندد بقناة العربية التي استضافت العطاس متهمين القناة بإثارة الفتنة ، وبين من شبه أول رئيس وزراء لدولة الوحدة ب”عفاش ” وبين ملتزم بـ”الدبلوماسية ” في تصريحاته .
وقال عضو وفد المجلس الانتقالي التفاوضي مع حكومة هادي، يحيى غالب الشعيبي ، إن علي عنتر خط أحمر كجزء من تاريخ الجنوب الوطني، وقناة “العربية” السعودية أساءت لعلي عنتر وعليها الاعتذار و”وقف زرع الفتنة”.
واشار الشعيبي غلى أن الانتقالي لن يجامل السعودية في تاريخ الجنوب، ولن يسكت عن الاساءة لقادته ، ملمحاً بالرد على ذلك بخطوة مماثلة تستهدف قادة السعودية.
واعتبر الشعيبي الذي كان يشغل منصب مدير مكتب الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، فتح قناة “العربية” ملف الصراع الدموي بين “الرفاق” خلال حقبة ما قبل الوحدة و”الاساءة” لعلي عنتر ، اساءة الى شعب الجنوب بأكمله لم “تتجرأ” قناة “الجزيرة” على فعلها.
في السياق ، قال الصحفي عيدروس باحشوان ان حيدر ابوبكر العطاس نافس صالح في نبش يناير وما سبقه من احداث ومنعطفات مر بها الجنوب.
واضاف ، في منشور على حسابه في فيسبوك : “كان صالح يتفرد في كل مناسبة بالحديث عن أحداث يناير 86 ، والهدف إذكاء الكراهية بين أبناء الجنوب وصرف نظر على ملفه الدموي في الشمال ، مشيراً إلى أن العطاس انزلق ومن اللحظة الاولى مع “العربية” بل نافس صالح في نبش يناير وما سبقه من احداث ومنعطفات مر بها الجنوب ومرت به عواصم بلدان حركات التحرر الوطني.
وتساءل باحشوان :” ترى هل الرجل انساق ام ساقوه وفق ترتيبات قادمة ؟!
اما نائب رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي هاني بن بريك فقد التزم “دبلوماسية ” غلبت على رأيه في العطاس قائلاً بأن العطاس :” شخصية جنوبية نعتز بها، ونستفيد من خبرته السياسية الطويلة.
ووصف بن بريك العطاس بأنه رجل وطني ومخلص في حب الجنوب ومشارك منذ الاستقلال عن بريطانيا في صناعة الأحداث بإيجابياتها وسلبياتها مع رفاقه في الدولة الجنوبية ، مضيفاُ :” التجريح لايخدم قضيتنا العادلة “.
وكان المهندس حيدر ابوبكر العطاس ، اول رئيس وزراء لدولة الوحدة ، قد قال ، خلال لقاء تلفزيوني في برنامج “الذاكرة السياسية ” على قناة العربية ، بأن وزير الدفاع الجنوبي الاسبق علي عنتر ملأ الجيش من مناطق الضالع ويافع وردفان وان هذا الامر كان من أبرز المؤاخذات عليه.
وتحدث العطاس عن تفجير طائرة الدبلوماسيين عام 1974 التي اودت بحياة عدد من كبار القيادات الجنوبية آنذاك ، قائلا بان محرضين للرئيس سالم ربيع علي دفعوه الى اسقاط الطائرة.
ولفت العطاس الى ان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كانت مخترقة دوليا منذ اول يوم لاستقلالها وهذا ما ادى الى كثرة المشاكل فيها .
ونفى العطاس أن يكون تحقيق الوحدة اليمنية قد فرض بالقوة كما يحاول الانتقالي تسويق ذلك، مؤكداً أن الرئيس الجنوبي حينها علي سالم البيض، أصر على ان تكون وحدة اندماجية ،ومحذراً من تداعيات فرض واقع جديد في الجنوب، مذكرا الجنوبيين بالتاريخ الأسود للصراع المناطقي الذي أعقب خلافات “الرفاق” في ثمانينات القرن الماضي وخلف نحو 20 ألف ضحية خلال أسبوعين.
العطاس تطرق إلى إعدام وزير الخارجية الجنوبي مطيع والذي تولى المنصب من عام 73- 80 م ، مشيراً إلى أن المكتب السياسي ارتكب خطأ فادحاً بقرار اعدامه لأنه لم يمر عبر محاكمة ولكن المكتب اتخذ ذلك القرار ، لمنع اي تقارب مع الاشقاء في الخليج .
تجدر الإشارة إلى محمد صالح مطيع هو وزير خارجية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية منذ العام (1973 وحتى 1980)، وكان يعد مهندس الانفتاح السياسي على دول الجوار ، ووصف ببعد النظر في قيادة دبلوماسية الجنوب، وعلاقات الدولة السياسية آنذاك على الصعيد الإقليمي والدولي في ظروف غاية في التعقيد، كما عرف عن مطيع بأنه كان صاحب كاريزما قيادية تجيد فن الحوار وإدارة الاختلاف .
اليكم الفيديو :