كشف مسؤول يمني، مفاجأة وصفت بالمدوية، عن “صاحب” حركة ما تسمى بتحرير الحرمين، والتي ظهرت مؤخرًا بشكل مفاجئ، وزعمت استهداف معسكرات في المملكة العربية السعودية، وتغنى بها الإعلام الحوثي خلال الأيام الماضية.

انغماس استيطاني

وأوضح الملحق الإعلامي للسفارة اليمنية في البحرين، سام الغباري، أن القيادي الحوثي البارز، منتحل صفة نائب وزير خارجية الانقلاب الحوثي، “حسين العزي” هو صاحب تلك الحركة “الوهمية”.

وأشار الغباري في منشور له إلى جلوس القيادي الحوثي حسين العزي ضمن وفد جماعته أمام الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، خلال نقاشات الرياض الماضية.

حيث قال: “كان “حسين العزي” في حضرة الأمير خالد بن سلمان، قبل نحو شهرين ضمن “وفد صنعاء ” – حسب التعبير السعودي المهذب -، غرّد “العزي” طوال شهر تقريبًا عن “الحب” بين جماعتهم والمملكة العربية السعودية، مُدّعيًا وصلًا قديمًا يبربر به على الدوام في استعطاف انتهازي سرعان ما أثبتت الأحداث التالية زيفه وخديعته”.

وأضاف الغباري: “ماذا حدث؟، ظهر قبل أسابيع بيان عن حركة سُميت “تحرير الحرمين” زعمت قصفها لمعسكرات سعودية من الداخل، ونُشر البيان لأول مرة عبر منصة X من حساب شخص وهمي اسمه “حمود أبو مسمار” ، ومن خلال بيان التفاعلات ظهر ارتباط حساب “حمود أبو مسمار” بالقيادي الخوثي “حسين العزي”.

وتابع: “يا سبحان الله، لم يفلح “العزي” في اختيار اسماء أخرى لذلك الشخص الوهمي، فاسم “حمود” هو اسم والده، ولقب “ابو مسمار” لقب عائلته القديم قبل احترافهم اللقب الجديد “العزي” في تطور مشابه لغالبية الأسر المدّعية انتسابها إلى الهاشمية”.

وزاد: “مثلًا: عبدالملك الحوثي، ليس من منطقة حوث، واللقب الذي استعمله أسلافه محاولة لإخفاء لقب جدّهم “نهشل طباطبائي”، رغبة في نيل هوية يمانية تسهل لهم التحرك والعيش دون إثارة التساؤلات عن هويتهم الحقيقية”.

وأتم منشوره قائلًا: “يُمثّل هذا الإنغماس الإستيطاني خطورة فعلية مستمرة في تفجير السلم والاستقرار الإجتماعي باليمن، وهو مستمر لأن تلك العائلات الإيرانية الإستيطانية تبرع على الدوام في تغيير ألقابها عقب كل مذبحة تشارك فيها، كما هي براعتهم في إخفاء توحشهم وأحقادهم على اليمانيين والسعوديين وكل العرب”.

المقر في صنعاء

من جانبه كشف الصحفي الاستقصائي حسين الغاوي، معلومات عن تلك الحركة، موضحا أن مقرها بالعاصمة صنعاء، الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي التابعة لإيران.

وقال الصحفي الغاوي، في منشور رصده “المشهد اليمني” : “منظمة ظهرت مؤخراً باسم ” حركة تحرير الحرمين ” تزعم انها في السعودية وسوف تقوم بعمليات ارهابية .. بعد البحث يظهر أنها في صنعاء أنشأها الحوثي ، يقع مكتبها في مبنى الخطوط الجوية اليمينة ويعمل بها شخص يدعى حمود ابو مسمار ويشرف عليها شخص لبناني يدعى ابو عقيل”.

عملية من ورق

وكانت الحركة المجهولة أصدرت بيانا، الإثنين الماضي، زعمت فيه أنها قصفت قاعدتين عسكريتين في السعودية، وقالت إنها “نفّذت هجومين منفصلين، بطائرتين مسيّرتين، استهدفتا مقر قيادة القوات الأمريكية في قاعدتي الأمير سلطان الجوية بالخرج، وقاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالظهران”.

ولم يصدر أي تأكيد حول هذه المزاعم، في وقت سارعت وسائل الإعلام المحسوبة على إيران ومليشياتها، بتداول الخبر، ونشر البيان الذي يقول إن ما وصفه بالعمليات جاءت ردا على الهجوم الصهيوني على قطاع غزة.

ومن بين وسائل الإعلام المحسوبة على إيران، نشر موقع 26 سبتمبر التابع لما يسمى بوزارة الدفاع في حكومة الانقلاب الحوثية، الخبر تحت عنوان “تحرير الحرمين تقصف القواعد الأمريكية في السعودية” ووصف البيان بأنه “موقف أرعب الأمريكيين قبل النظام السعودي وقضّ مضاجعهم”.

الجدير بالذكر أن هذه التداولات والعمليات الوهيمة، تأتي ضمن مزاعم ما يسمى “محور المقاومة” في المشاركة بالحرب على إسرائيل، ومحاولات من إيران ومليشياتها، في ادعاء البطولة، والتغطية على أكاذيبها وشعاراتها الزائفة بالمقاومة، وتهديداتها التي لا تتوقف منذ سبعينيات القرن الماضي.

مفرقعات المحور

ومر 22 يومًا من العدوان الإسرائيلي، ومجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة، ولم يتحرك ما يسمى بمحور المقاومة الذي تقوده إيران، أو يدخل في حرب حقيقية إلى جانب المقاومة الفلسطينية الباسلة؛ إذ يكتفي حزب الله، ببعض القذائف الخجولة على عمود كهربائي وتبة خالية منذ أكثر من أسبوعين.

ومليشيات أخرى تسمى “ألوية الوعد الحق” وهي محسوبة على إيران في العراق، لكنها ليست المليشيات الرئيسية، الحشد الشعبي الذي ينهب مليارات الدولارات من خزينة الشعب العراقي سنويا، تحت مسمى المقاومة ومحاربة أمريكا وإسرائيل، فقد اكتفى بإطلاق بعض الصواريخ والمسيرات، التي أصابت بعض الجنود الأمريكيين في سوريا والعراق ببعض الجروح، التي لم تدفع الولايات المتحدة لشن حرب على تلك المليشيات، حيث اكتفت بقصف منشأتين في سوريا، بعد إبلاغ من فيها بإخلائها. حسبما أفادت بعض المصادر الصحفية.

فيما تتحدث معلومات غير مؤكدة أن الحوثيين أطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ إلى الهواء لا يُعلم أين ذهب حطامهن، في وقت لم تتبن الجماعة أي عملية رسمية، وما يزال الحزب وطهران وبقية مليشيات الملالي، في “انتظار الوقت المناسب” للرد على إسرائيل، بعد تجاوز اقتراب عدد الشهداء المدنيين في قطاع غزة من 8000 آلاف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء، فيما الجرحى يقترب من 20 ألفا، علاوة على تدمير أحياء سكنية بأكملها وإلقاء ما يوازي قنبلة نووية مرة ونصف، على القطاع المحاصر.