تصاعدت وتيرة حرب المعلومات بين المخابرات الأمريكية والإيرانية في البحر الأحمر مؤخرا بعد قيام الحوثيين باختطاف سفينة قالوا إنها إسرائيلية، وتهديد السفن الأمريكية والبريطانية في الممرات الملاحية الدولية .
وقال مصدر استخباراتي يمني إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية طلبت معلومات من الحكومة اليمنية حول آلية دعم إيران للحوثيين بأسلحة متطورة وطرق نقل وتهريب وشحن وتخزين الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة من إيران إلى اليمن.
وأشار المصدر، بحسب تقرير لوكالة شيبا إنتليجنس، ترجمه “المشهد اليمني” اليوم، إلى أن الأميركيين طلبوا أيضاً من الحكومة اليمنية تقديم أي معلومات تعرفها عن المكونات الإلكترونية في الصواريخ والطائرات المسيرة وكيفية رصد الحوثيين لأهدافها خلال السنوات الماضية.
والتقى الملحقون العسكريون من السفارتين الأمريكية والبريطانية بمسؤولين في وزارة الدفاع اليمنية في الرياض عدة مرات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
كما تناول البحث القدرات المسلحة والتدريبية للقوات البحرية اليمنية، وانتشار القوات في الجزر اليمنية، وسير العمليات خاصة في البحر الأحمر.
الحوثيون والوحدة 340 في فيلق القدس
وأكد مصدر في أحد الأجهزة الاستخبارية في إحدى الدول الخليجية للوكالة أن الأميركيين طلبوا معلومات حول طرق تهريب الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية إلى اليمن ودور دول المنطقة في التهريب.
وأشار إلى أن هناك فحصا وتدقيقا أمريكيا وإسرائيليا للهجمات الصاروخية التي نفذها الحوثيون من البحر الأحمر على جنوب إسرائيل منذ أكتوبر الماضي.
وقال المصدر، إن “التركيز ينصب على مدى ارتباط الحوثيين بالوحدة 340 التابعة لفيلق القدس والحرس الثوري، التي تزود حلفاء إيران في المنطقة بالأسلحة”.
وعمل الوحدة 340 مسؤول عن تأمين طرق نقل الأسلحة إلى الموالين لإيران في الشرق الأوسط عبر البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك المقاومة الفلسطينية والحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان.
وتقدم السفن الإيرانية في البحر الأحمر الدعم اللوجستي للحوثيين
وقالت المصادر إنه منذ اختطاف الحوثيين لسفينة الشحن جالاكسي ليدر في 19 نوفمبر الماضي، أثار الموساد والشاباك تساؤلات لدى أجهزة المخابرات الإقليمية حول دور سفينة “بهشاد الإيرانية” في دعم الحوثيين لوجستيا وكيف حصل الحوثيون على معلومات استخباراتية حول ملكية السفينة. السفينة المستهدفة واختيارها من بين عشرات سفن الشحن التي تمر قبالة اليمن يوميا.
وبحسب مصادر استخبارات شيبا، فإن الإسرائيليين تبادلوا معلومات مع أجهزة أمنية خليجية، بما في ذلك تأكيدهم أن جالاكسي ليدر أوقف مؤشراته الملاحية قبل عدة ساعات من الهجوم الحوثي ومرور بجوار بهشد التي تمتلك أجهزة ملاحية متطورة. وهذا الأمر نفسه حدث عندما هاجم الحوثيون يوم الأحد ثلاث سفن تعبر مضيق باب المندب. ورغم إغلاق المؤشرات الملاحية للسفن، إلا أن السفن تلقت رسائل تحذيرية مباشرة من الحوثيين، ومن ثم تعرضت للهجوم.