قال الصحفي خالد سلمان لن تدافع إمريكا عن المنطقة بل ستدافع عن مصالحها ، ولن تبني تحالفاً لخدمة إستقرار المنطقة بل لتعزيز وجودها وترسيخ حضورها السياسي العسكري ، لن تغادر مساحة التقارب مع الحوثي إلى مربع الصدام معه ،مالم يكن في ذلك نقلة أُخرى في توسيع مجالات نفوذها وأمنها القومي.
واضاف سلمان : وإذا كان الحوثي في مرحلة ما مصلحة أمريكية لفرض وجود عسكري مستمر في خارطة ومفاصل الإقتصاد والصراع التنافسي الدولي ، فإن هذا الفهم آخذ في التراجع ، وإن ما وفره الحوثي بالأمس من تمدد إمريكي ، يصبح الآن بتغول قوته خطراً يهدد مصالح واشنطن وحلفائها في المنطقة.
وتابع: الجميع يدرك أن واشنطن ليست جمعية خيرية، ولا منظمة لاهوتية لها أفكارها وقيمها الإنسانية المطلقة ، وبالتالي هي لا تعمل ولا تجيش ولا تخوض الحروب خارج نطاق مصالحها وأمنها القومي ، فإن كان الحوثي في مرحلة ما يتساوق مع السياسة الإمريكية ، فإنه الآن يمثل علامة سالبة يربك إستراتيجيتها ويرمي في طريقها حفنة مسامير ومطبات إعاقة ، تصيب خط سيرها بالبطء ويراكم من حولها حُزّم المخاطر.
وأوضح: نعم وفر الحوثي مسوغاً لعسكرة البحر الأحمر ، ووضع واشنطن أساطيلها في المياه الدافئة بصورة أكبر ، ومع ذلك فإن جردة حساب الفوائد والخسائر الراهنة ، يجعل من هذا الجسم المسلح عقبة واجبة الزوال، ليس بضرورة مصلحة اليمن بل لتشابكه مع ملفات دولية تبدأ من حروب الطاقة ، وحتى التحالفات الدولية ومن مصالح واشنطن في دول النفط وحتى المعارك في أوكرانيا، ومن الصراع مع إيران وحتى الصراع مع موسكو وبكين.
ولفت : إذا كانت واشنطن لها محاذيرها في عدم توسيع الحرب مع إيران ، فإن الوسيلة الوحيدة لتحقيق ذلك هو إضعاف أدوات إيران في المنطقة، وحرمانها من المزايا الإستراتيجية لموقع اليمن ، بما يمنحه لطهران من تغلغل في نسيج المنطقة إقتصاداً وسياسةً، وحضوراً ملزماً بقوة السلاح وفعالية الأدوات لا بالمصالح المشتركة .
وقال أيضا أن المقاربة الأمريكية الجديدة الآن تمضي بخطى أكيدة لإضعاف إيران في اليمن وعموم الجوار ، والخلاص الملِّح من ذراع متعدد المخاطر ، يرمي بظلاله من البر المتاخم للسعودية ، وحتى هيمنتها على المضائق وشريان الإقتصاد وحركة أعالي البحار.
ما هو مفيد للسياسة الأمريكية بالأمس هو عبء عليها اليوم وواجب التخفف منه، وصياغة موازين قوى داخلية ، هي قطعاً لغير صالح إيران والحوثي.
وأختتم: صحيح لا شيء معلن رسمياً بشأن دعم عسكري للقوى العسكرية الموكل لها إطاحة الحوثي ، ولكن هناك مايمكن التعويل عليها يجري في الغرف المغلقة ويلوح في الأفق.