شهدت العاصمة صنعاء، خلال الأيام القليلة الماضية، تدفق كثيف لجثث قادة وعناصر بمليشيات الحوثي الانقلابية، الذين قتلوا في المعارك الدائرة في جبهات القتال بمحافظة مأرب.
وشيعت المليشيات، في أمانة العاصمة لوحدها، أكثر من 70 قياديًا ميدانيًا ونحو 230 عنصرا من مقاتليها خلال العشرة الأيام الماضية فقط.
وتحولت العاصمة صنعاء، إثر ذلك إلى مجلس عزاء كبير، لم يخل من إلقاء قيادات حوثية، محاضرات طائفية فيه، تحرض المعزين للقتال في صفوف المليشيات، وإرسال أبنائهم إلى الجبهات.
وفي الصدد أكدت مصادر طبية إن الثلاثة الأيام الماضية شهدت تدفقاً هائلاً لقتلى وجرحى ميليشيات الحوثي العائدين من جبهات مأرب الى أقسام الطوارئ وثلاجات الموتى بعدد من مستشفيات العاصمة، موضحة أن عشرات الجثث وصلت متفحمة، مايعكس هول المحارق التي تزج المليشيات عناصرها فيها.
من جهتها، أفادت مصادر عسكرية إن قوات الجيش والمقاومة، واصلت إحباط سلسلة من الهجمات الحوثية في مختلف جبهات مأرب دون أن تتمكن المليشيات من إحراز أي تقدم يذكر.
وأسفرت المعارك المستمرة، والمترافقة مع تغطية جوية مكثفة من مقاتلات التحالف العربي عن تحويل حشود مليشيات الحوثي التي اندفعت في عدة جبهات الى “عهن منفوش” وتدمير كمية مهولة من الآليات والعتاد العسكري.
ويتضح أن خسائر المليشيات في معارك الأيام القليلة الماضية والتي لازالت متواصلة، أصابتها بالارتباك وفقدت صوابها، مما جعلها تلجأ إلى شن حملات تجنيد قسرية موسعة، استهدفت المدارس، والمساجد في صنعاء ومناطق سيطرتها.
وكان قائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء الركن منصور ثوابه، أكد في حديث لموقع الجيش “سبتمبر نت” أن مليشيا الحوثي تكبدت أكثر من عشرة آلاف قتيل، منذ يناير الفائت، فيما تمكنت قوات الجيش من كسر أكثر من ثلاثمائة هجوم للمليشيات على جبهات مأرب، موضحا أن العام 2021م، مثّل محرقة للمليشيات في مختلف الجبهات.