بدأت الولايات المتحدة الامريكية تصعيدا عسكريا لافتا في اليمن ضمن عملياتها المتواصلة بزعم “تدمير القدرات العسكرية للحوثيين وانهاء تهديداتهم البحرية”، وانتقلت الى مرحلة جديدة تتجاوز قصف المواقع العسكرية الى قصف المنشآت المدنية وفي مقدمها المنازل السكنية.
ونفذ الطيران الحربي لتحالف “حارس الرخاء” الامريكي البريطاني، ليل الاثنين غارة جوية على مديرية الحوك في محافظة الحديدة، استهدفت لأول مرة، منزلا في قرية المنظر، بقصف مباشر دمره كليا، وأوقع ضحايا مدنيين، حسب سلطات جماعة الحوثي.
ونقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التابعة لسلطات الحوثيين في صنعاء، عن مصدر امني قوله إن “طيران العدوان الأمريكي البريطاني شن غارة على قرية المنظر في مديرية الحوك التابعة للحديدة. أسفرت عن إصابة مواطن بجروح بليغة وتدمير منزله”.
من جهتها، بثت قناة “المسيرة” الناطقة باسم جماعة الحوثي، في نشرتها الاخبارية منتصف ليل الاثنين (8 ابريل)، تقريرا مصورا لآثار الغارة الجوية الامريكية البريطانية على قرية المنظر، أظهر “تدمير الغارة منزلا بالكامل وإصابة مواطن بجروح خطيرة”.
بدورها، أعلنت القيادة المركزية للقوات الامريكية (سينتكوم) فجر الثلاثاء (9 ابريل)، أنها “ظهر يوم 8 ابريل نجحت في الاشتباك وتدمير منظومة دفاع جوي بصاروخين جاهزين للإطلاق، ومحطة تحكم أرضية، ونظام جوي بدون طيار في مناطق الحوثيين”.
مؤكدة رواية الحوثيين، بأنهم “اطلقوا صباح يوم 7 ابريل صاروخا باليستيا مضادا للسفن (خامسا) باتجاه خليج عدن حيث كانت سفينة تابعة للتحالف ترافق السفينة إم/في هوب آيلاند، وهي سفينة شحن تابعة للتحالف، وترفع علم جزر مارشال ومملوكة لبريطانيا”.
ورأى مراقبون في استهداف الطيران الامريكي البريطاني منزلا لأول مرة منذ بدء الغارات الجوية والضربات الصاروخية لتحالف “حارس الرخاء” فجر الجمعة (12 يناير) “تحولا كبيرا في خطة العمليات العسكرية الامريكية البريطانية يتجاوز المواقع العسكرية”.
يأتي هذا بعدما نفذ تحالف “حارس الرخاء” الامريكي البريطاني ما يفوق 600 غارة جوية وعشرات الضربات الصاروخية من السفن الحربية على ما تسميه “مواقع عسكرية” لجماعة الحوثي في العاصمة صنعاء ومديريات محافظات الحديدة وحجة وتعز وصعدة.
والخميس (4 ابريل)، أدلى زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، ولأول مرة، باعتراف اعتبره مراقبون “هاما وخطيرا”، بشأن المواجهات العسكرية بين الجماعة وتحالف “حارس الرخاء” الامريكي البريطاني وتحالف “اسبيدس” الاوروبي، في البحرين العربي والاحمر، على خلفية هجمات الجماعة بزعم “اسناد فلسطين ودعم غزة”.
معلنا في خطاب جديد متلفز، القاه عبدالملك الحوثي، وبثته قناة “المسيرة” مساء الاربعاء (4 ابريل) بمناسبة ما يسمى “يوم القدس العالمي”، محصلة الغارات الجوية والضربات الامريكية البريطانية، لتحالف “حارس الرخاء” الامريكي البريطاني، المتواصلة على اليمن منذ فجر الجمعة (12 يناير) وحتى اليوم.
وقال الحوثي: “العدوان الأمريكي البريطاني استمر على بلدنا إسنادا للعدو الإسرائيلي وحماية لإجرامه في قطاع غزة، ونفذ وهو يقترب من اكتمال ثلاثة أشهر 424 غارة وقصفا بحرياً، ارتقى خلاله 37 شهيداً و30 جريحاً، نحتسب الشهداء في سبيل الله تعالى وفي موقف مشرف عظيم في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
كما تسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها “ميرسك” الدنماركية و”هاباج لويد” الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.