قال نائب رئيس جمعية الصحفيين العمانية والباحث في الشئون الدولية، سالم بن حمد الجهوري، اليوم الإثنين، إن الأزمة اليمنية تحتاج إلى إرادة استثنائية، وهي لا تتوافر الآن.
وأشار الجهوري في حوار أجرته معه صحيفة الإهرام المصرية، إلى أن الجهات المنخرطة في الصراع، تعيش حلم الانفراد بالسلطة، ومن الصعب التخلي عن ذلك الحلم الذى تغذيه قوى من خارج الحدود.
وأفاد أن اليمن من الأزمات المستعصية في الحل، نظرا إلى عدم قبول الحوثيين بمعظم المبادرات التي طرحت، ورغبتهم الواضحة في تكريس تقسيم اليمن إلى أكثر من يمن، وعدم التنازل عن أي من المكاسب التي حققها الحوثيون منذ أن دخلوا صنعاء.
ولفت الجهوري إلى أن جماعة الحوثي فئة قليلة في المكون اليمنى، كما أنهم لا يبدون أي اهتمام بما يقدم من طرح للحوار بين الفرقاء، ثم إنهم اختلفوا مع المبعوثين السابقين.
وأوضح الباحث العماني أن الحكومة الشرعية في المقابل لديها قدرة على استيعاب الجهود العربية والدولية، لإيجاد حل لإدارة الدولة اليمنية، قدرة للتعامل مع المبادرات التي تقدم فى إطار رؤية شاملة للسلام، وأكثر انفتاحًا على المبادرات المطروحة.
ويرى الجهوري أن المبعوث الأممي الرابع لليمن منذ عام 2011 السويدي هانز جرودنبرج الذى كلفته الأمم المتحدة خلال الأيام الأخيرة، يمثل مرحلة مهمة لإنهاء الصراع في اليمن ودفع الفرقاء فيها للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وأفاد أن مهمة المبعوث الجديد ستكون أصعب من سلفه، نتيجة أنه خرج من اليمن خالي الوفاض، بسبب المواقف المتصلبة التى أبدتها صنعاء، خلال السنوات الماضية، والتي أسهمت فى إفشال مهمة مبعوثي السلام.
وأضاف: كمال أنه أمام تحد غير عادى، وما لم يستطع تهيئة الظروف الداخلية بين الخصوم، والخارجية من القوى الفاعلة في المحيط الإقليمي والعربي والدولي، فإن نجاح مهمته سيكون ضربًا من الخيال، وقد يكون هذا الخيال واقعًا فعلًا.
وحول الدور الإقليمي يقول الباحث العماني إن كل ذلك يحتاج إلى المزيد من الحنكة والمقاربة من قبل الممثل الأممي الرابع، الذى لابد له من الاستعانة بالدور العماني والاتكاء على المبادرة السعودية والتوجهات الأممية، والأخذ بالمطالب الحوثية لقطع الطريق على محاولات الفشل، وإن لم تكن كلها، التي تقبل الأطراف الأخرى الداخلية والخارجية، لاسيما المبادرة السعودية التي تحمل الكثير من النقاط المضيئة، وتمثل فرصة تاريخية قد لا تتكرر، ودون هذه الاتجاهات، فإن جرودنبرج سوف يعانى كثيرا صلف بعض الأطراف، التي ترى أن بسط القوة هو الرهان الذى تستند إليه.
يتابع الجهور في الحوار مع الصحيفة أن هذه المرحلة بالذات وصلت فيها جميع الأطراف إلى حالة من الاستنزاف والملل لحرب عبثية، تستمر حتى الآن، وتحرق كل ما حولها وأهلكت البشر والحجر، التي دافعت عن حدودها لنشوء كيان يهدد بقاءها كالمملكة العربية السعودية وبعض دول المجلس.
وأشار إلى أن ازمة اليمن ليست قضية اختلاف سياسي بين أبناء اليمن، بل هي أكبر من ذلك، حيث يقترب الأمر من طموح عقائدي تقوده بعض الجماعات لتصفية جماعات منافسة لها، للاستفراد بالوطن الممزق.
وشدد على أهمية أن يحدد المبعوث الدولي خارطة طريق واضحة المعالم، زمنية التنفيذ لأطراف الأزمة والداعمين الإقليميين لها، أبرز نقاطها وقف إطلاق النار، وجمع السلاح تحت إشراف الأمم المتحدة، والبدء في الحوار لتشكيل حكومة مؤقته، ثم العودة إلى المرجعيات الثلاث السابقة من خلال مؤتمر جامع شامل، ينتهى بإجراء انتخابات برلمانية وتشكيل حكومة من أبناء اليمن الذين يمثلون أطياف الأحزاب والجماعات، وحشد الدعم الدولي لذلك، يعقبه مؤتمر لإعادة إعمار اليمن، وتمكينه ماليا وصحيا واقتصاديا وأمنيًا وعسكريا، ويؤول كل ما جمع من سلاح إلى الدولة الجديدة، لبدء قطار السلام في التحرك إلى أهدافه التي يحلم بها اليمنيون.