صنعاء – يتيح سد في منطقة ريفية على مشارف العاصمة اليمنية صنعاء فرصة نادرة للترفيه بالنسبة إلى سكان المدينة، بعيدا عن الحرب الأهلية المستعرة فيها منذ ست سنوات.
وتتحرك الدراجات المائية والقوارب الصغيرة جيئة وذهابا على سطح البحيرة حيث تتعالى صيحات الفرح التي يطلقها الأطفال وهم يقفزون في المياه ويخرجون منها في البحيرة التي تقع على بعد نحو ساعة بالسيارة من صنعاء.
وقال محمد إسماعيل زبيبة، الذي فر من الزحام الذي زاد في صنعاء في السنوات الأخيرة مع فرار الناس من العنف في أماكن أخرى باليمن “العاصمة اليمنية أصبحت مزدحمة بسكانها إضافة إلى ورود النازحين من كل المحافظات التي فيها المشاكل والحروب”.
ولا تتوفر في المدينة التي تكتظ بالسكان الكثير من المقاصد السياحية، لاسيما وأن مطار صنعاء مغلق أمام الرحلات الجوية غير التابعة للأمم المتحدة، والسفر الداخلي يخضع لقيود مشددة بسبب القتال.
ويعاني اليمن، المعروف بمناخه شبه جاف وأمطاره الموسمية، من نقص شديد في المياه، حتى قبل أن تتسبب الحرب في نزوح الملايين. كما أدى نقص الوقود إلى انخفاض ضخ المياه الجوفية. وهو يعتمد على السدود، وبعضها من عصور قديمة، لتخزين المطر من أجل استخدامه لاحقا. وأصبحت بعض هذه السدود أماكن شهيرة للترفيه تقصدها الأُسر بهدف الاستجمام.
ويرى زبيبة أن صنعاء، المعروفة بمدينتها القديمة المدرجة على قائمة منظمة التربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بمنازلها القديمة المميزة من الطوب اللبن والتي تعود إلى ما قبل القرن الحادي عشر، تحتاج إلى المزيد من أماكن الترفيه مثل تلك البحيرة.
وشدد على أن المدينة بحاجة ماسة إلى فضاءات مثل البحيرة لتكون متنفسا يقصده الجميع كبارا وصغارا، حتى يحصلوا على بعض الراحة والاستجمام بعيدا عن ازدحامات المدن الخانقة.
وعلى الرغم من سنوات الحرب، فإن اليمن لا يعدم وجود مناطق تمتلك كل مقومات السياحة بما في ذلك أرخبيل سقطرى الذي يشكل بجباله التي تنتشر على مد النظر وحياته النباتية والحيوانية الفريدة وبحره الفيروزي المليء بالدلافين، جنة بمنأى عن النزاعات. ويطمح اليمنيون في الحصول على مواقع ترفيه مشابهة لاسيما مع عدم تمكن الكثير منهم من زيارة المواقع السياحية على قلتها في اليمن.
ولفت أحمد عبدالملك المطري، وهو يلاعب طفلته الرضيعة على صفحة المياه، إلى أن البحيرة، التي تتناثر القمامة على سطح بعض أماكنها، تحتاج فقط إلى بعض الاهتمام لتصبح مكانا سياحيا رائعا.
وتابع المطري أن “المنطقة سياحية بامتياز، لكن ينقصها بعض الاهتمام والعناية، حتى تتحول إلى مكان يجتذب السكان والسياح أيضا”.
أما علي أحسن السياني، وهو من وجهاء المنطقة التي بها السد، فيأمل في أن تتوفر استثمارات للمنطقة يوما ما لتجميلها أكثر.
وقال “المكان المحيط بمنطقة السد أصبح نقطة جذب مهمة للسكان، وهناك مساع حثيثة لتلافي النواقص والتقصير في توفير الخدمات في القريب العاجل، كما سيكون هناك عمل على بناء الحواجز المائية حتى يأمن الزوار على أبنائهم، بالإضافة إلى نشر المظلات الشمسية والإنارة وبعث مطاعم وسوبرماركت”.