دعت لجنة الإنقاذ الدولية -المكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- السلطات الليبية، إلى سرعة الإفراج عن المهاجرين وطالبي اللجوء، منهم يمنيون، في مراكز الاحتجاز.
وأكد إلياس أبو عطا، مدير الإعلام والتّواصل لدى اللجنة في تصريح لـ”المشاهد“، أن هناك احتمال كبير بتواجد يمنيين ضمن المحتجزين في مراكز الاعتقال بليبيا.
ويبلغ عدد المحتجزين نحو 5000 مهاجر ولاجئ من جنسيات مختلفة، يتواجدون في مراكز احتجاز “خطيرة ومكتظة”، بالعاصمة الليبية طرابلس.
وقال أبو عطا: “يوجد يمنيون ضمن المحتجزين، لكن من الصعب علينا معرفة عددهم، لأننا لا نملك تصريح الدخول إلى جميع مراكز احتجازهم”.
مضيفًا أن الأعداد تتغير، كون بعض المحتجزين يتم الإفراج عنهم، والبعض يستطيع الهروب، بالإضافة إلى الجدد الذين يتم اعتقالهم.
وعن الإجراءات التي ستقوم بها السلطات الليبية، قال: “لا نعلم بالتحديد، لأنه لا توجد إجراءات معينة أبلغ عنها موظفينا”، معتقدا أنه قد يبقى المعتقلون داخل المراكز إلى أن يتم الإفراج عنهم، أو تتخذ السلطات إجراءً معينًا بشأنهم.
وحذرت لجنة الإنقاذ الدّولية من أنه، وبعد حدوث مداهمات غير مسبوقة في غرب ليبيا، يفيد المهاجرون المحتجزون عن تعرّضهم لسوء معاملة خطير وعنف، ونقص في الوصول إلى الخدمات الأساسيّة.
كما وردت تقارير متعدّدة تفيد باستخدام القوة المفرطة في المداهمات والاعتقالات التعسّفية، مما أسفر عن مقتل شخصٍ واحد على الأقل، وإصابة العديد من النّاس، وتدمير المنازل.
ومن الجدير بالذّكر أنّ من بين المعتقلين المئات من النّساء والأطفال الضّعفاء.
وأبلغ موظّفو لجنة الإنقاذ الدّولية الذين زاروا بعض مراكز الاحتجاز، عن ظروف مزرية بسبب الاكتظاظ الشّديد وضعف الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي والغذاء.
كما يوجد المئات حاليًا في أحد المراكز، محتجزون في ساحة مفتوحة دون سقف فوق رؤوسهم يحميهم ويجبرون على النوم على الأرض بلا فرشات أو بطانيات كافية، ولم يتلقوا سوى وجبة واحدة في اليوم منذ احتجازهم قبل أسبوع تقريبًا.
ويحتاج المختبئون دعمًا عاجلًا، مثل الغذاء والماء والدّواء، إلا أن الوكالات الإنسانية لا تستطيع الوصول إليهم بسبب الأوضاع الأمنية المنفلتة.
ودعت لجنة الإنقاذ الدّولية السّلطات اللّيبية إلى اتّخاذ التّدابير المناسبة لحماية المهاجرين واللّاجئين من المزيد من العنف والاحتجاز التّعسفي.
ومن المرجح أن تدفع المداهمات المستمرّة الأشخاص الأكثر ضعفًا إلى أحضان شبكات التّهريب، إذ يحاول المهاجرون واللاجئون اليائسون الفرار من احتمال توقيفهم واحتجازهم.
وحثت السلطات على الإفراج الفوري عن الفئات الأكثر ضعفًا، ولاسيّما النساء والأطفال؛ وريثما يتم الإفراج عن جميع المحتجزين بشكل تعسّفي، طالبت اللجنة ضمان الوصول الآمن من دون عوائق من قبل الجهات الفاعلة الإنسانيّة التي تقدّم المساعدة المنقذة للحياة للسكان المحتجزين.