* حرب الخدمات جزء من الحرب العسكرية على الجنوب لكنها الأكثر فتكًا بالناس
* هناك جهود حثيثة من قبل محافظ عدن لحل المشكلات
* استمرار تعنت الإخوان وتحشيدهم عسكريًّا قد يدفع المجلس الانتقالي لإعلان الحكم الذاتي
* الإصلاح لا يملك نية صادقة لتنفيذ بنود اتفاق الرياض ذات الشق العسكري
* الإعلام الجنوبي يواجه آلة إعلامية إخوانية تستمد قوتها من تنظيم دولي عابر للقارات
قال الإعلامي الجنوبي جمال حيدرة، إن حزب الإصلاح يهيمن على القرار في الشرعية ويمنع حكومة المناصفة من العودة للعاصمة عدن، لتباشر مهامها، واصفًا حرب الخدمات التي يتعرض لها الجنوب بأنها “الأكثر فتكًا”.
وأضاف في حوارٍ مع “المشهد العربي”، أن المجلس الانتقالي الجنوبي لن يقف مكتوف الأيدي تجاه ما وصفها بـ”سياسات التعذيب” التي يتعرض لها الجنوبيون، متحدثًا عن إمكانية اللجوء إلى إعلان الحكم الذاتي في الجنوب.
وأشار حيدرة، إلى أن حربًا شاملة قد تندلع في الفترة المقبلة بين القوات المسلحة الجنوبية ومليشيا الشرعية الإخوانية، في ظل إصرار الأخيرة على التحشيد ضد الجنوب، ضمن الخروقات المتواصلة لمسار اتفاق الرياض.
إلى نص الحوار:
– لماذا تعرقل الشرعية عودة حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن؟
حزب الإصلاح يمنع الحكومة من العودة إلى عدن للقيام بمسؤوليتها ومهامها، والمجلس الانتقالي ما يزال يدعوها للعودة إلى عدن لكنها تمتنع بتوجيهات من حزب الإصلاح بغرض معاقبة الناس بالخدمات، إلى جانب التهرب من المسؤولية الوطنية والأخلاقية.
– ما دلالات حرب الخدمات التي يتعرض لها الجنوب من قِبل الشرعية؟
حرب الخدمات هي جزء من الحرب العسكرية على الجنوب، لكنها الأكثر فتكًا بالناس، حيث أن المتضرر منها هو الشعب بأكلمه، وهي وسيلة يلجأ له حزب الإصلاح بشكل دائم ومستمر بهدف تأليب الناس على المجلس الانتقالي الجنوبي، لكن شعبنا في الجنوب يدرك تلك المخططات الخبيثة، ويعلم أنها جزء من الحرب، ولهذا هو يتصدى لها بوعي.
أعتقد أن هناك جهودًا حثيثة من قبل المحافظ أحمد حامد لملس لحل المشكلات منها الكهرباء، حيث وقع مؤخرا عقد بتوفير 100 ميجاوات مع شركات تجارية، وذلك خلال 50 يومًا، واعتقد أن هذه الخطوة ستعقبها خطوات أخرى لحل مشاكل الخدمات في عدن.
– ما خيارات الانتقالي للتعاطي مع هذا الوضع؟
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي تحدث في أكثر من مناسبة وقال بوضوخ إن المجلس الانتقالي لن يقف مكتوف الايدي أمام سياسات التعذيب لشعبنا، وسيكون له موقف حازم وحاسم بما يضمن حياة كريمة للناس.
أعتقد أن المجلس سيعمل في الوقت الحالي مع المحافظ لمعالجة الخدمات، لكن إن استمر تعنت الإخوان وتحشيدهم عسكريًّا، فقد يلجأ الانتقالي إلى إعلان الحكم الذاتي، بدلًا عن الإدارة الذاتية.
– ما قراءتكم لما يمكن أن تسفر عنه اجتماعات السعودية لإعادة إحياء مسار اتفاق الرياض؟
لا أعوّل كثيرًا على ما يمكن أن تسفر عنه نتائج اللقاءات الحالية بين أطراف اتفاق الرياض، لعدد من الأسباب، أهمها أن حزب الإصلاح لا يمتلك النية الصادقة لتنفيذ بنود اتفاق الرياض ذات الشق العسكري، ولا يمكن أن يسحب قواته من شقرة وشبوة، ناهيك من أنه يعززها بقوة إضافية.
هذا توجه لا يمكن أن يستقيم أمام بنود اتفاق الرياض التي تلزمه بالانسحاب من الجنوب والتوجه شمالًا لمواجهة الحوثي.
الإخوان حزب كذوب ومنفلت أخلاقيًّا وله تجارب كثيرة في عدم الإيفاء بالالتزامات، ودائمًا ما ينكث بالعهود، ويغدر بحلفائه قبل خصومه، وهذا ما نراه اليوم في تصريحاته قياداته التي تهاجم التحالف والمملكة، وبالتالي هذه أسباب كافية في عدم الثقة بحزب الإصلاح الإخواني.
– بالنظر لتجربة العام ونصف الماضية وحجم الخروقات الإخوانية، هل يُتوقع التزام الشرعية بأي مسار تفاوضي ونتائج تنبثق عنها؟ وكيف السبيل لمواجهة ذلك؟
حينما نتحدث اليوم عن الشرعية فنحن نتحدث بالضرورة عن حزب الإصلاح الإخواني، فهو من يصنع القرار ويتحكم في الجوانب المالية والإدارية، والعسكرية، وكما أسلفت سابقًا لن يلتزم الإخوان بأي اتفاق، ولن ينفذوا أي بنود تقضي بانسحابهم من الجنوب لأن الجنوب هو الوطن البديل لهم، وفيه ثروات وموارد تعوضهم عن ما خسروه في الشمال من أموال وبنوك وعقارات وشركات وحتى غرف نوم.
– هل تتوقعون اندلاع حرب شاملة بين القوات الجنوبية والشرعية في ظل التحشيد الإخواني المتواصل؟
المعارك قائمة بالفعل وهناك خروقات تقوم بها مليشيا الإخوان في شقرة والشيخ سالم، عوضًا عن استخدامهم لعناصر من القاعدة التي هاجمت في وقت سابق نقاط للحزام الامني في مديرية أحور، وقد أظهر فيديو بثه تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب يظهر العمليات الإجرامية التي نفذوها ضد الحزام الامني، وظهر كذلك خالد با طرفي زعيم التنظيم وهو يتوعد الجنوبيين بالقتل والدمار.
بكل تأكيد، الإخوان يهربون من مأرب ةيحشدون قواتهم إلى شبوة استعدادا لمعركة كبيرة مع المجلس الانتقالي، وأعينهم على عدن، وأعتقد أن المعركة على وشك أن تندلع.
– سياسيًّا، ما أهمية إشراك الجنوب في أي مفاوضات سياسية شاملة في المرحلة المقبلة، وتأثيرها على القضية الرئيسية “استعادة الدولة”؟
لا سلام ولا أمن واستقرار في اليمن والمنطقة العربية دون حل عادل للقضية الجنوبية، ولا يمكن لأي مفاوضات أن تنجح دون أن يكون الجنوب شريكًا أساسيا فيها، وقد جربوا ذلك في الحوار الوطني وفشل، واتفاق السلم والشراكة وفشل، ومفاوضات جنيف والكويت والسويد وفشلت أيضًا.
القفز على القضية الجنوبية في أي مفاوضات قادمة يعني السقوط في سحيق مظلم من الفشل، وستكون عواقبه وخيمة على الجميع، والجميع يعلم ماذا قدم الجنوبيون من تضحيات خلال ست سنوات من الحرب.
– ما تقييكم لدور الإعلام الجنوب في دعم قضية استعادة الدولة؟
الإعلام الجنوبي يكافح بكل قوته في سبيل إظهار الحقائق، ويواجه آلة إعلامية إخوانية تستمد قوتها من تنظيم دولي عابر للقارات، وتحظى بدعم تركي قطري مهول، وآلة إعلامية حوثية تحظى بدعم إيراني كبير، وبرغم كل ذلك استطاع الإعلام الجنوبي أن يتفوق عليهم، ويكشف الأقنعة المزيفة لهاتين الجماعتين الإرهابيتين.
الإعلام الجنوبي اليوم أكثر تماسكا واحترافية ومطعم بكوادر على قدر عالٍ من الثقافة والخبرة، واستطاعت ان توصل للآخرين بخطاب إعلامي قائم على الحقائق.
– كيف يمكن فضح جرائم الشرعية ضد الجنوب أمام المنصات الدولية؟
هي جرائم الإخوان الذين يتغطون بجلباب الشرعية، وهذا الجرائم موثقة بالصوت والصورة منذ مسلسل الإغتيالات الذي طال 156 قيادي جنوبي في صنعاء قبل حرب 1994م ومرورا بجرائمهم في الحرب نفسها، وليس انتهاء بجرائمهم الحالية ضد اهلنا في شبوة وابين، وحضرموت والمهرة.
ونعمل في مختلف وسائل الإعلام الجنوبية على نشر هذه الجرائم وتوثيقها من خلال الإفلام الوثائقية، والبرامج التلفزيونية، إلى جانب عرضها في جلسات حقوق الانسان، ولدينا الكثير من المنظمات العاملة في هذا المجال تقوم برصد وتوثيق كل صغيرة وكبيرة .