توعدت جماعة الحوثي رسميا، ولأول مرة، جناح الرئيس السابق علي صالح عفاش في المؤتمر الشعبي العام، وطارق عفاش، قائد قوات ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” في الساحل الغربي، منذ احداث انتفاضة عفاش بصنعاء مطلع ديسمبر 2017 التي سرعان ما انتهت خلال يومين بمقتله.
وأعلنت الجماعة لأول مرة، أنها على علم ودراية كاملة بما يعد له جناح عفاش وطارق وتحركاتهما، تفوق بكثير ما تداولته وسائل الاعلام من تسريبات خطة جناح عفاش لتفجير الوضع من داخل العاصمة صنعاء ومحافظات ومناطق سيطرتها، بالتنسيق مع السعودية والامارات، وقيادة طارق عفاش، لاسقاط الشرعية والحوثيين.
جاء ذلك في تغريدة لنائب وزير خارجية الحوثيين، ورئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمكتب السياسي لجماعة الحوثي، القيادي البارز حسين العزي، وسلسلة تغريدات لأحد ابرز الناشطين السياسيين والاعلاميين المقربين من قيادة الجماعة، الناشط علي الصنعاني، اتفقت في كشف مخطط جناح عفاش في صنعاء وطارق.
وقال القيادي حسين العزي في تغريدته: “مرتزقة هبل (عفاش) يعرضون أنفسهم كراقصات، والغريب أن الداعمين ظنوهم بديلا أفضل من الإصلاح، لذلك فرحوا بهم وكادوا كيدهم وليتهم قرأوا: “وأكيد كيدا” أو جنحوا لسلمنا ونصحنا، ولكن لاضير وحتى يكونوا بصورة العواقب نقول لهم: أقسم برب العاديات لنجعلنهم عبرة ثم لا تستطيعون لملمتها”.
مضيفا في ما اعتبره مراقبون “انذارا اوليا” لقيادات وجناح الرئيس السابق علي صالح عفاش في المؤتمر الشعبي العام بصنعاء ومحافظات سيطرة الحوثيين ولطارق عفاش والتحالف العربي لدعم الشرعية الذي بدأ مؤخرا توجها لافتا لإعادة نظام عفاش إلى واجهة المشهد سياسيا وعسكريا، بقوله: “وهذا بعون الله وعد الصادقين”.
من جانبه، أكد الناشط السياسي والاعلامي الحوثي البارز، علي الصنعاني، في سلسلة تغريدات له على حسابه بموقع “تويتر”، دراية جماعته بكل تفاصيل مخطط جناح عفاش في المؤتمر الشعبي داخل وخارج اليمن، بقيادة طارق عفاش ودعم السعودية والامارات وعدد من الدول الكبرى الخمس دائمة العضوية بمجلس الامن.
وقال القيادي الحوثي علي الصنعاني: “اليقظة مطلوبة. التحالف يحارب بيد ويرتب اوراقه باليد الاخرى. ونحن لا ينبغي لنا فقط ان نجعل كل تركيزنا على الجانب العسكري فقط (رغم اهميته القصوى) ونتناسى الشق غير العسكري في الحرب، فالمعركة متكاملة. نعم مازلت مصر على ان التحالف يعد طارق للمرحلة المقبلة”.
مضيفا: “صحيح ان طارق اجبن من ان يفتح معركة في الساحل لانها ستكون وبالا عليه لكن هذا لا يمنع ان نراقب المشهد من بعيد قبل حدوثه. عندما حدثت فتنة ديسمبر كان الكثير منا قد توقعها وحذر منها قبل حدوثها باشهر. فمن المعيب علينا كسياسيين ان ننظر فقط تحت اقدامنا ولا نرى المشهد البعيد ونحذر منه ونحاول افشاله”.
وتابع مشددا على ضرورة كشف وافشال المخطط “وهو في مهده والا فلا قيمة لنا ولفهمنا. أنا على يقين في النهاية ان اي زعيم جديد سيصنعه التحالف سيكون مصيره نفس مصير الزعيم السابق وعليه ان يتعظ بمن سبقه قبل فوات الاوان. يعرف الجميع ان ماحدث في 2ديسمبر كان تحت انظار الانصار منذ اشهر قبل الفتنة لذلك فشل المخطط بسرعة وسهولة”.
القيادي الحوثي علي الصنعاني، مضى يسرد تفاصيل خطة جناح عفاش، قائلا: “لذا يجب علينا ان نفشل اي مخطط قادم حتى لو كان سلميا طالما انه سيخدم تحالف العدوان لأنه بالتأكيد لن يصب في مصلحة الوطن مطلقا”. واستدرك: “نحن عندما نحذر من مخطط جديد لم تتضح معالمه بعد، لا نقول ان طارق عنترة بن شداد فمن هرب بالبرقع لا يمكن ان يعود فاتحا”.
مضيفا: “فهذا هو المستحيل بعينه، والذي لم يستطع ان يحققه علي عفاش بكل دهائه وخبثه وشعبيته لن يستطع ان يحققه طارق الفاقد لكل تلك الامور. لكننا لانريد ان يتكرر اي مشهد مماثل حتى ولو كان سلميا طالما انه سيكون في خدمة التحالف. عندما نحذر من هذا الامر فنحن نقرأ سياسية ولانضرب المندل او نستحضر الجن , وانما نعتمد على معطيات سياسية”.
وتابع: “وأهمها: انشاء طارق مجلس (مكتب) سياسي ليقول ان مكتبه يعادل في الميزان المجلس السياسي في صنعاء. حديث الكثير من اعلاميي المرتزقة عن ان طارق واسرة عفاش والموتمر هو طريق خلاص اليمن الوحيد وفي مقدمة الاعلاميين بن لزرق, وغيره الكثير. خروج بعض الشخصيات الموتمرية المتواجدةفي صنعاء خارج الوطن مؤخرا علانية بدواعٍ علاجيه او بصورة سرية”.
مردفا في سرد معطيات بدء تنفيذ مخطط اعادة نظام عفاش : “عودة شخصيات قبلية بارزة لها ثقلها الشعبي من الخارج بعد غياب طويل الى المناطق التي يسيطر عليها الاصلاح لتكون بديلة عنه,مثلا عاد الشيخ عوض بن محمد الوزير العولقي قبل ايام ليتكلم ويقول ان شبوة اكبر من الاحزاب، تمهيد لازاحة الاصلاح. وترحيب عيدروس الزبيدي بكلمة طارق وانضمام الانتقالي لجوقة الاتباع”.
ومضى الصنعاني في سرده، قائلا: “الاغتيالات التي نشطت لقيادات الصف الاول من الاصلاح في عدن (عقلان) والاهدل في تعز وغيرهما. وهذا لا يعني ان الاصلاح ليس ورقة رخيصة في يد التحالف ولكن لأن التحالف لا يثق في تلك الورقة ويريد ورقة مضمونة اكثر لمخططه القادم”. مضيفا: “في الختام، بصراحة المخطط ليس واضحا الى حد الان ولكني اتمنى على شرفاء مؤتمر الداخل ان يتنبهوا”.
وتابع محذرا قيادات المؤتمر في الداخل ومخاطبا من سماهم “شرفاء مؤتمر الداخل” من مخطط التحالف بقوله: أتمنى “أن لا ينجروا إليه وان يضعوا علامة استفهام حول كل شخصية مؤتمرية تمجد طارق في هذه الاونة او تغادر الوطن لاي سبب كان”. وأردف: “اما الانصار فانا على يقين ان اعينهم مفتوحة ويرصدون كل التحركات المشبوهة”. في اشارة لمعلومات عن تسريب جهاز مخابرات عربي المخطط للحوثيين.
في السياق، كان مسؤول حكومي كشف مطلع الشهر الجاري عن نذر “حمامات دماء” وشيكة مع بدء انقلاب واسع في العاصمة صنعاء ومحافظات ومناطق سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية وفي عدد من المحافظات المحررة، مزيحا الستار عن تفاصيل مخطط انقلاب واسع على الشرعية والحوثيين ينفذ بالتزامن، بدعم من قطبي التحالف السعودية والامارات وتأييد عدد من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن.