قالت مصادر محلية، اليوم الجمعة، إن جماعة الحوثي المسلحة سيطرت على مدينة التحيتا بمحافظة الحديدة غربي اليمن، بعد انسحاب القوات الموالية للحكومة الشرعية منها.
وذكرت المصادر أن “الحوثيين سيطروا على كامل مدينة التحيتا جنوبي الحديدة في غضون ساعات ومن دون قتال، وذلك عقب انسحاب قوات العمالقة الموالية للحكومة منها خلال الساعات الماضية”.
وأظهر فيديو متداول على مواقع التواصل، جنود حوثيون وهم يجوبون شوارع مدينة التحيتا، دون أي مواجهات أو قتال، وسط تخوفات من حملة اعتقالات تشنها الجماعة بحق المواطنين المدنيين المناهضين لهم.
يأتي ذلك، بعد يوم واحد من سيطرة الجماعة ايضاً على “مديرية الدريهمي، وكيلو 16 والمنظر، والنخيلة، ومناطق أخرى قريبة من ميناء الحديدة الاستراتيجي”.
وقال مصدر عسكري في القوات المشتركة التي تضم “المقاومة الوطنية، والعمالقة، والمقاومة التهامية”: إن طارق صالح يشرف بشكل شخصي على عملية الانسحاب، وأن القوات أعادت الانتشار في مديرية الخوخة، وأقصى مديرية الدريهمي من الجنوب.
وأضاف أن القيادة في القوات المشتركة: لم تقدم أسباباً للانسحاب من تلك المناطق المهمة، رغم الخسائر الكبيرة.
وسيطرت القوات المشتركة على تلك المناطق في 2018، مع تقدمها باتجاه مدينة الحديدة التي توقفت بموجب اتفاق ستوكهولم، الذي لم ينفذ معظم بنوده.
وقال مصدر في الحكومة الشرعية لـ”يمن مونيتور”: إنهم لا يملكون أدنى معلومة حول أسباب الانسحاب.
والقوات المشتركة يقودها طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي بدّل تحالفه من الحوثيين إلى التحالف العربي الذي تقوده السعودية بعد أن قتل الحوثيون عمه في ديسمبر/كانون الأول 2017م. ولا تخضع هذه القوات لهيئة الأركان اليمنية وتتلقى دعمها من دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويأتي الانسحاب بعد لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ مع “طارق صالح” في منطقة المخا يوم الأربعاء.
وقالت المصادر إن سكاناً نزحوا مع القوات إلى “الخوخة، وبعضها وصل إلى منطقة المخا”.
وقال المصدر في القوات المشتركة إن “الهدف الذي يجري الحديث حوله أن اتفاقاً حول منطقة خضراء جرى التوافق عليه مع الأمم المتحدة، لكنه استغرب من سيطرة الحوثيين عليها!”.
ولم تعلق بعثة الأمم المتحدة إلى الحديدة على التطورات الجديدة.
ومهمة بعثة الأمم المتحدة في الحديدة لمتابعة تنفيذ “اتفاق” عام 2018، حيث توصلت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي للاتفاق في ديسمبر/كانون الأول2018 إثر مشاورات في ستوكهولم، ويتعلق بحل الوضع في محافظة الحديدة الساحلية (غرب)، إضافة إلى تبادل الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين، الذين يزيد عددهم عن 15 ألفا.
وتعثر تطبيق اتفاق ستوكهولم للسلام بين الجانبين، وسط تبادل للاتهامات بالمسؤولية عن عرقلته.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.