اعترف إنني كل ما رفعت يدي لأكتب عن طارق محمد صالح بما يسوء ارتجفت أحرفي وضاعت التعابير والأحرف وغابت الكلمة والقدرة على الإقناع ، كان هذا حالي منذ بدء قضية طارق في عدن واثارتها في كل مرة .
لا اعرف طارق محمد صالح ولاتجمعني به أي مصلحة ولم التقيه وليس بيننا اي تواصل، ولكنه بالنسبة لي ذكرى من زمن جميل لدولته لا لشخوصه نتمنى عودته كيمنيين وأخر ماتبقى من الدولة التي تكالبنا عليها ذات يوم وانهالت عليها معاولنا وهدمناها وبكينا كثيرا كثيرا على اطلالها.
“الجمهورية اليمنية” التي حطمتها أطماعنا وآمالنا الفاشلة بغدا أفضل ، الجمهورية اليمنية التي كان لديها جيش عربي عظيم ، ودولة مؤسسات ومطارات ودنيا، الجمهورية التي كان يسير فيها اليمني من صنعاء إلى “المهرة” لايخشى على ماله ولا نفسه من احد لايسأله فيها احد من أنت والى أين تسير..؟؟
لكل ذلك كل ماهممت ان اكتب عن “طارق محمد صالح” غرقت في تأوهات كثيرة جدا وغصت وسط الم كبير وكبير جدا وتسألت ما الذي يدفعك ان تكتب وتنهال بالسوء على رجل يحاول لم ماتبقى من شتات لكم وسط كل هذه الفوضى .
ذات يوم كان طارق جزء من شكل الدولة التي انتفض عليها اليمنيون في 2011 ، وسط ساحة التغيير بصنعاء وساحات كثيرة وحطموها ، وعد الاصلاحيون يومها اليمنيين بغدا أفضل لم يأت هذا الغد وخيم علينا ليلا طويل طويل حتى أنهم غادروا هذه البلاد تاركينا للجوع والحرب وذهبوا يبحثون عن غدهم في بلاد الغير.
كانت الساعة الخامسة عصرا حينما مساء الخميس حينما اتصل بي احد أصدقائي العائد للتو من جبهة المخا حيث يعمل مسعفا هناك .
قال :” دعني أحدثك عما رأيته هناك ..
تحدث كثيرا كثيرا عن قوات طارق محمد صالح وعن تنظيمها وترتيبها وجاهزيتها والتزامها بالنظم والقانون .
قال الرجل انه شاهد انضباطا لم يشهده في أي وحدات عسكرية أخرى .. صمت قليلا وبادرني بالسؤال؟
ما السبب يافتحي ؟
– قلت له :” ماتبقى من اثر الدولة يجمعه الرجل ويشكله بمخزون الدولة في عقله ..
سألته .. هل كل قوات طارق شمالية ..!!؟
قال :” لا فيها من كل المحافظات الشمالية والجنوبية ..
ذات يوم انسل “طارق” من بين أنياب الحوثيين وتلقفته الإمارات وصنعت له جيشا وطنيا من الصفر ، كان الإماراتيون يجتازون عامهم الثالث مع “كراكيس الجنوب وشقاتها” يحرثون في بحر من “العقم والبلادة والارتزاق”.
مدد “طارق” رجليه على سجادة التحالف وقال لهم :” أريده جيشا وطنيا واحدا مرتبا وعرض قائمة طويلة من المطالب الكبيرة.
حمل الإماراتيون مطالب الرجل إلى ابوظبي كانت المطالب مختلفة ولأول مرة ، لم تتضمن مطالب الدعم الشخصي ولم يرد فيها وشاية بالقائد الأخر وليس فيها تعهدا بقشط الآخرين .
تأمل الإماراتيون بعضهم وقالوا :” دعونا نراهن على الرجل وراهنوا وعلى مايبدو أنهم في طريقهم إلى كسب الرهان .
في حياتي ناهضت صالح كثيرا ونظام حكمه وكم تمنيت ان تكون لليمن حياة أفضل من عهد صالح ورجاله ولكن ولكثرة الخيبات التي رأيناها جنوبا وشمالا أدركنا انه كان لليمن ذات يوم دولة قادها صالح ورجاله ولم يكونوا أفضل حالا لكنها كانت دولة نشتاق لها جميعا لشدة مانعانيه من الم اليوم.
في مدينة كعدن حيث تتناهشها الميليشيات والمرتزقة وتسود الفوضى ويتقدم الصفوف المتاجرين بأحلام الناس يصبح حلم العودة إلى الماضي القريب حلما يراود كل “عاقل”.
في المدينة التي يتصدر مشهدها قيادات تستلم الأوامر بالواتس وتتلاعب بمشاعر الناس وليس لها من أمرها شيء / يصبح “طارق محمد صالح” خيارا اقل سوءا من كل ماحوله..
الحالة الوحيدة التي سأناهض فيها طارق محمد صالح هي حينما ستتصدر المشهد جنوبا قيادات صادقة في طرحها مخلصة لقضيتها لاقيادات يتم التلاعب بها بمصروف جيبها الشخصي.
سأدعم كل شخص سيحاول إخراج اليمن من ميليشيات الشمال والجنوب على حد سواء .
ولذلك احترم طارق محمد صالح لأنه حتى وهو يعيد ترتيبه الحرس الجمهوري كان كبيرا كاليمن التي نحبها ونفتقدها..
20-يوليو-2018

أبوالعز السادة، أبو عدي العولقي العولقي و٧٫٥ ألف شخصًا آخر
٤٫٣ ألف تعليقًا
٦٥٧ مشاركة
أعجبني
تعليق
مشاركة