من موقع Thought Catalog.
للكاتبة: Danielle Bertoli.
ترجمة (بتصرف): جميل عبداللطيف.
————————————
عشر طرق ستجعل كل يوم من حياتك يوما سعيدا:
جميعنا لديه أياما سيئة أي من شاكلة تلك الأيام التي يبدو فيها أنه محكوم علينا بالفشل من أول لحظة نستيقظ فيها من نومنا في الصباح. المشكلة هنا أن أمرا بسيطا لا نقوم بتفعيله في أمزجتنا و عندها حتى شعرنا لن يظهر لنا كما نريد مهما بذلنا من جهد في تسريحه. مثل هذه الأيام السيئة ملزم حدوثها من وقت لآخر ففي نهاية المطاف هكذا الحياة.
لكن ماذا لو قمنا في المرة القادمة بالتحكم بأفكارنا عند اسيقاظنا من النوم و نحن بحالة مزاجية نكدة؟ ماذا لو صرنا سادة أفكارنا و اخترنا أن نوطئ القدم على ملاحظة تكون أكثر إشراقا و إيجابية؟
نحن نميل إلى أن ننسى أن تصورنا و نظرتنا للحياة تعتمد علينا بشكل كلي. في مقدورنا أن نختار طريقة التفكير و كيفية الشعور، وعند التحكم بهذين العنصرين سنتمكن من الشروع في صناعة حياة نشعر بجودتها بحيث أنه في النهاية ستجعلنا أسعد من ذي قبل لأنه اختيارنا أن نكون كذلك.
هذه عشر طرق تساعد في بناء و صيانة عقلية إيجابية تسهل لك أن تكون شخصا أسعد، أكثر إمتاعا و مواصلا لتطويرها -أي هذه الطرق- لتكون نهج حياة لا مجرد تمرين عابر:
الأولى: في الصباح استيقظ من نومك شاعرا بالإمتنان عن كل ولكل ما بحوزتك من الأشياء. الشكر و الإمتنان يمكن أن يكون أفضل طريقة أحادية لمحو أي شعور أو تفكير سلبي.
هناك سبب ما يبدو من خلاله أنه من الطبيعي أكثر أن يتمحور اهتمامنا على أشياء بعينها في حياتنا، أشياء نحن معها لسنا سعداء لكن عندما نصير ممتنين و شاكرين لكل الأشياء صغيرها و كبيرها فإننا نفسح المجال للحياة لكي تزيد من حسناتها و متاعها الذي نشعر عنده بالفرحة.
حاول فعل ذلك قبل مغادرتك للسرير صباحا. خذ خمسة أشياء حالفك الحظ بامتلاكها في حياتك. اعترف بما فيها من الحسنات و البركات و كن ممتنا، شاكرا لأنك قد حزت عليها فتعطي هذه الحياة قدرها.
الثانية: استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية:
هناك سؤال قيم عليك توجيهه لنفسك عندما تحوم فوق رأسك أفكارا سيئة.
السؤال هو: هل هذه الأفكار مفيدة لي؟ أستطيع أن أضمن أن إجابة هذا السؤال هي “لا”. “لكل سحابة بطانة من فضة” فحاول العثور عليها بين أفكارك و بهذا الأسلوب ستنشأ لديك عادة إبصار الجيد في جميع الأشياء.
الثالثة: كن لطيفا مع الشخص الذي ليس من الضروري أنك تحبه.
هناك قول مأثور نصه: “كونك لطيفا مع أشخاص تحديدا لا تحبهم، هذا لا يجعلك ذو وجهين بل هذا ما يطلق عليه إرتفاع مقامك”.
دائما سيكون هناك أشخاص لن تندمج معهم و بسهولة سيلازمك هذا الشعور. أفضل حل لتجاوز هذه المعضلة هو أن تدرك أنه لربما هؤلاء الأشخاص هم من بين “معلميك الأفضل”! فكما يقولون إن كل ما لا نحبه في شخص ما هو انعكاس لما لا نحبه في أنفسنا.
لمن الشيق فعلا أن تتأمل هذا الشيئ في المرة القادمة حين تنزعج من زميل عملك المتذمر أو من صديقتك المتطرفة في أحكامها.
الرابعة: إضحك.
أحيانا كم هو بسيط حين ترفع بالكامل حالتك المزاجية بمجرد الضحك و الإبتسامة!
الحياة لا يجب أن تؤخذ بكل هذه الصرامة. قم و على أساس يومي بالعثور على ما يجلب الضحك و الابتسام.
الضحك مفيد ليس فقط لمزاجك بل ولك كذلك! فهو يدعم جهازك المناعي، يرفع معدل ضربات قلبك، يحسن أدائك العقلي و فوق ذلك هو ترويح.
الخامسة: انظر للبشر كما هم – بشر.
نحن مجتمع يترعرع على الإتصال الدائم، مع ذلك فهذا الإتصال قد جعلنا منقطعين تماما! نميل نحن لشطب أشخاص من أجندتنا عند رؤيتنا لهم لأول وهلة لأننا في حكمنا السلبي عليهم نعتمد وعن سبق إصرار على المدلول المستلهم من مظهرهم لا من واقع شخوصهم.
في المرة القادمة عند انتظارك لدورك أو عند جلوسك في مترو الأنفاق أو حتى في قاعة تعليمية انظر في الناس من حولك عوضا عن الانقطاع عنهم للنظر في شاشة ما. قل مرحبا لشخص غريب، إعطي مجاملة عشوائية، إعرض مساعدتك لأحدهم. لا تستطيع التكهن بمن من هؤلاء ستلتقي أو مع من ستنشئ صداقة بانفتاحك و بقائك منفتح العقل.
السادسة: خصص وقت للأشياء التي تهبك شعورا جيدا.
بعض الناس لا يشعرون أنهم منتجين أو ناجحين إلا إذا بقوا على خط الإنتاج بشكل ثابت.
العمل و سلم الترقيات يأخذ الكثير من وقتنا لكن لا يجب أن يأخذا الوقت كله. خصص وقتا للقيام بأشياء تحبها و اقضي وقتا مع أناس تحبهم.
هذه الفواصل في جداول أعمالنا هي بمثابة “إجازات مصغرة” تعطينا الطراوة لأحايين فيها يستمر عملنا على مدار الأسبوع. إنك تستطيع العمل طيلة الوقت و ممارسة الحياة طيلة الوقت.
السابعة: كن معايشا لحاضرك و لحظتك الراهنة.
خصص لحظة من وقتك و توقف فيها عن أي عمل مهما كان وانظر في محيطك. ماذا ترى؟ ما الأصوات التي تسمعها؟ كيف تشعر؟
تنفس بعمق.
قم بذلك بشكل منتظم حتى تعيد اتصالك بالحياة و بذاتك و بلحظتك المعاشة.
الثامنة: مارس الإصغاء.
لا أظن أن جميعنا مدرك لمدى رغبتنا في التحدث عن أنفسنا أو مدرك لمدى رغبتنا في مجرد التحدث بشكل عام.
أكثر الأوقات أجد نفسي قد غصت في أعماقي في حين أن الناس يتحدثون إلي أو أجدني مشغولا بانتظاري لدوري في الحديث حتى أخبر عن قصتي، عن رأيي، عن تجربتي.
عند ممارستنا للإصغاء بعقلية واعية فإننا بذلك نزيح نقطة الإضاءة الكاشفة و المسلطة على حياتنا نحن. في واقع الأمر نقطة الإضاءة هذه ستصير مهتمة بحياة شخص ما آخر.
الطريقة هذه رائعة كذلك لإعادتنا إلى حضيرة واقعنا المعاش لأننا نركز اهتمامنا على ما يجري أمامنا بدلا من ترك عقولنا تجول بلا هدف.
التاسعة: تحرك خارج البيت للنزهة.
استنشاق الهواء الطري و مراقبة كل الجمال القادم مع الفصل الجديد من العام، كل هذا يسد النقص في طاقتك و يعطي الإنتعاش لانطباعاتك.
الأخيرة: مساءا عند النوم إغمض عينيك بنفس الطريقة التي استيقظت بها صباحا.
كما أن الاستيقاظ من النوم شاعرا معه بالإمتنان يعتبر حافز مفيد لتبدأ يومك، فاستسلامك للنوم حاملا نفس مشاعر الشكر و الإمتنان له نفس الفعالية.
لقد قرأت عن وصايا في كتب عدة كلها تحرض على مراجعة أحداث يومك المنصرم كاملة و ذلك عند ذهابك للنوم. عد بفكرك إلى كل حدث و إلى كل شخص وكل معاناة مررت بها، و من بين كل ذلك إنتقي الأشياء التي كنت معها أشد فرحا. قل بعقلك أو انطق بشفتيك “شكرا لكم” على هذه الذكريات الجديدة.
كلما ازداد شعورك الإيجابي اتجاه “الأمور و الأشياء حتى الصغير منها”، اتجاه اللحظات و الأشخاص الذين هم جزء من حياتك كل يوم فسوف يزداد عندك الإحساس بحلاوة الحياة و ستبقى حاضرا. كما أنه لن تكون فقط إنسانا أكثر سعادة بل و أكثر إمتاعا و رغبة من قبل الآخرين في التواجد حولهم.
أحدث التعليقات