أكد محافظ محافظة شبوة، الشيخ عوض الوزير العولقي، أن شبوة ستكون جزءًا من أي مشروع يطرح عندما تستقر الظروف سواءً مشروع الانفصال أو نظام الأقاليم، مشدداً على ضرورة بناء المحافظة سواءً كانت الحكومة في صنعاء أو في عدن.
جاء ذلك خلال رده على سؤال لجريدة “اندبندنت عربية” في حوار أجرته معه، حول ما إذا كان يخشى نشوب صراع بينه وبين المجلس الانتقالي الجنوبي، لافتاً في حديثه إلى الصراع الذي عاشته المحافظة بين السلطة السابقة والمجلس الانتقالي.
وقال “عندما أتينا عملنا على تهدئة النفوس، وتواصلنا مع جميع القوى السياسية والاجتماعية بالمحافظة بمن فيها المجلس الانتقالي، وقلنا شبوة للجميع، والحرية السياسية مكفولة حسب الأنظمة والقوانين، ولا نريد إقصاء أحد، ووجدنا قيادات واعية من كل الأطراف”.
وأضاف “محافظة شبوة لن تكون من يوحد اليمن لكنها لن تكون من يقسمه، عندما تستقر ظروف اليمن ويصبح مشروع الانفصال أو نظام الأقاليم مطروحاً ستكون شبوة جزءاً من هذا المشروع أو ذاك، وعلينا أن نبني المحافظة سواء كانت الحكومة في صنعاء أو في عدن، ولدينا قيادات في المجلس الانتقالي والأحزاب عندهم الحكمة والإدراك والمعرفة لهذه الأمور، والحكمة والعقل سيسودان، فشبوة عانت كثيراً الصراعات وحان الوقت أن نجنب محافظتنا مربع الصراع”.
وثمن العولقي الانتصارات التي حققتها قوات العمالقة الجنوبية في تحريرها لمديريات بيحان ضمن عملية “إعصار الجنوب” مطلع هذا العام، وقال “الذي حدث في شبوة أمر عظيم، بتحريرها خلال فترة وجيزة، ورفع العبث الذي أحدثته جماعة الحوثي الخارجة عن النظام والقانون والسلم الدولي، حتى إن هيمنتها على مديريات شمال غرب شبوة، أثر في المجتمع والبيئة والمنشآت العامة والخاصة، وكان لقوات العمالقة الدور الكبير في دحر الحوثيين من المحافظة، ولا شك أن تضافر الجهود من كل الأطراف ساعد كثيراً على النصر”
وحول أسباب النصر السريع الذي حققته العمالقة، لا سيما أن القوات الحكومية التي كانت في شبوة فترة الثلاثة الأشهر التي أعقبت سيطرة الحوثي على مديريات شمال غرب المحافظة، لم تخض معركة التحرير، قال “عندما توجد العزيمة والصدق والجدية يأتي الحسم، وعلى العكس عندما تحضر المكايدات السياسية والمصالح الخاصة، فإن ذلك ينقلب على أرض الواقع لا سيما في الحرب”.
وتابع “أضف إلى ذلك عدم وجود قادة أكفاء وارتفاع صوت المناكفات الحزبية والسياسية والولاءات الضيقة التي لا شك أنها لعبت دوراً فيما حدث في المحافظة، وأثر ذلك ليس في شبوة فحسب، بل في الوطن كله، لهذا متى ما وجد الصدق والعزم يأتي النصر”.
وتطرق المحافظ العولقي إلى فساد سلطة بن عديو ومزاعمها بشأن إنجاز مئات المشاريع خلال ثلاث سنوات، وسبب إصداره منتصف الشهر الماضي قراراً قضى بتشكيل لجنة لتقييم المشاريع التي نفذتها السلطة السابقة، وقال “وجدنا أن هناك مشاريع صرف عليها من حصة المحافظة من الإنتاج النفطي، مبلغ وقدره مئة مليون دولار، وهي الآن ديون على المحافظة، نريد أن نعرف أين وكيف صرفت تلك المبالغ، وإلى أين وصل تنفيذ المشاريع، ومن هنا شكلنا اللجنة التي هي على وشك الانتهاء من تقريرها”.
وأكد العولقي أن الضرر الذي أحدثته ميليشيا الحوثي في حربها واحتلالها شبوة كبير.. مشيراً إلى تضرر عدد من المصالح الحكومية والطرقات ومشاريع المياه، بالإضافة إلى ممتلكات المواطنين الشخصية، وتعطل أعمال المواطنين، وإغلاق المدارس الأساسية والثانوية.
وأضاف “وما إن تحقق النصر حتى سارعنا في السلطة المحلية إلى تطبيع الأوضاع في المحافظة، لا سيما في مديريات بيحان الثلاث التي كانت تحت حكم الجماعة الحوثية، فقمنا بإرسال الفرق الحكومية من الكهرباء والمياه والتربية والتعليم والصحة لمعاينة الأضرار، ووضع المعالجات السريعة لبعض منها، فتم إعادة فتح المدارس ومراكز الأمن، وهدأت النفوس وعادت الناس لمزاولة حياتها الطبيعية”.
ويرى العولقي أن أكبر الأضرار التي تعانيها اليوم المناطق المحررة هي حقول الألغام حيث زرع الحوثي عشرات الآلاف من الألغام بمختلف أنواعها وأشكالها في مديريات بيحان وبالذات في عسيلان، مما أحدث ضرراً واسعاً ومعاناة إنسانية كبيرة، لافتأً إلى أنه لا تخلو مدينة أو قرية أو طريق من تلك الألغام.
وأشار إلى أن السلطة المحلية تواصلت مع أكثر من جهة محلية وعربية ودولية من أجل المساعدة في إزالة هذه الألغام، وبالفعل قام برنامج مسام السعودي وقوات العمالقة، بالإضافة إلى الجهود المجتمعية المحلية، بالتخلص من كثير منها، معرباً عن اعتقاده أنهم ربما يحتاجون إلى وقت أطول نظراً إلى العدد الهائل من تلك الألغام.
وتحدث المحافظ العولقي عن أولويات خطته الأمنية في إطار تحركاته لإعادة ترتيب وضع الأجهزة الأمنية المتضادة، وقال “الخطته ترتكز على تجميع كل القوات والأجهزة الأمنية، وإنشاء قوات أمنية مشتركة تحت غرفة عمليات واحدة بإشرافه الشخصي، باعتباره رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة، وبالفعل بدأت قوات دفاع شبوة بالانتشار في عدد من مناطق المحافظة، لا سيما عاصمة المحافظة عتق ومديريات بيحان، ويقول المحافظ معلقاً على تعدد الأجهزة الأمنية “شبوة تتسع لكل أبنائها ولن أضع نفسي طرفاً ضد طرف، لا بد من استيعاب الكل”.
ونفى محافظ شبوة أن يكون هناك أي خلاف بشأن مشروع بلحاف للغاز المسال بحسب ما يصوره البعض في الإعلام، وأوضح بهذا الصدد أن مشروع بلحاف مرتبط بقيادات رفيعة كالرئيس والحكومة، وانه جلس مع بعض الأطراف حول هذا الموضوع، وأن القيادة السياسية والتحالف والشركات المتعددة الجنسيات وفي مقدمتها توتال الفرنسية مهتمون بالمشروع، مؤكدأً أنه لن يكون هناك خلاف أو صراع، وأن قيادات الدولة والحكومة هي المخولة بالحديث عن هذا الموضوع.
ونوه العولقي بدعم التحالف العربي لجهود التنمية بالمحافظة، وأشار إلى أنه بالفعل بدأت خطوات في هذا الجانب وأن الإمارات استكملت قبل أيام إنشاء مستشفى في عاصمة المحافظة والتزموا بتشغيله، كما تتم من قبلهم دراسة تنفيذ عدد من المشاريع.
وأضاف “وكذلك الأشقاء في السعودية أرسلوا فريقاً فنياً لدراسة احتياجات المحافظة التنموية والخدمية، ونزلوا إلى مديريات المحافظة، والحقيقة أننا نحتاج كأولويات أساسية إلى تنمية قطاعات الصحة والتربية والتعليم والكهرباء والمياه والطرقات والتعليم العالي، ونسعى معهم ومن الإيرادات الوطنية أيضاً إلى إيجاد تنمية حقيقية على أرض الواقع”.