أعلنت، الثلاثاء، مجموعة لوسِد للسيارات الكهربائية “Lucid Group Inc، المدرجة في بورصة ناسداك، عن توقيع اتفاقيات مع وزارة الاستثمار السعودية، وصندوق التنمية الصناعية السعودي، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية؛ وذلك في إطار التمهيد لإقامة مصنع إنتاج متكامل لسياراتها في المملكة.
ومن المتوقع أن تُسهم هذه الاتفاقيات في تسريع تحقيق الهدف الاستراتيجي للمملكة، الرامي لتنويع الموارد الاقتصادية من خلال تحويل قطاع النقل إلى اعتماد الطاقة المستدامة.
الإنتاج
كما تتوقع ”لوسد” أن ينتج عن اختيارها بناء أول منشآتها الدولية في المملكة العربية السعودية عن حجم أعمال يقارب 3.4 مليار دولار على مدى السنوات الخمس عشرة القادمة، مما سيحقق لــ “لوسد” القدرة على تلبية الطلب المتزايد على منتجاتها.
وقال بيتر رولينسون، الرئيس التنفيذي، والمدير التنفيذي للتقنية في مجموعة “لوسد”: “تسعى لوسِد دوماً إلى إحداث تغييرات إيجابية أينما وجدت، لذلك فإن من المنطقي تماماً جلب تصنيع السيارات الكهربائية إلى واحدة من كبرى دول العالم المنتجة للنفط. ولا شك أن تعزيز حضورنا في قطاع الصناعة الدولي هو خطوة عملية وطبيعية ستمكننا من ترسيخ علامتنا التجارية، وتوسيع نطاق محفظة أعمالنا، من خلال مواكبة الطلب في السوق العالمية، واقتناص الفرص غير المستغلة، وفق معايير رفيعة وجديدة كلياً، مع السعي الدائم نحو الحد من تأثيرات التغير المناخي، عبر تحفيز وسائط النقل المستدام. كما أن علاقاتنا الوثيقة مع صندوق الاستثمارات العامة، ومع شركائنا في وزارة الاستثمار السعودية، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وصندوق التنمية الصناعي السعودي؛ تمنحنا، بمجملها، رؤية فريدة بخصوص الطلب على السيارات الفارهة وسيارات الدفع الرباعي (SUVs) داخل وخارج المملكة، ونحن متحمسون جداً لتوفير أحدث السيارات الكهربائية في العالم للمزيد من الأسواق الدولية”.
وبحثت “لوسد” العديد من الفرص المتاحة قبل اختيارها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في المملكة كأفضل موقع لإقامة أولى منشآتها التصنيعية الدولية. وستكون المنشأة الجديدة مملوكة كلياً لمجموعة “لوسِد”، وهي ستمكّن المجموعة من تلبية الطلب الدولي المتزايد على السيارات الكهربائية الفاخرة.
كما تتوقع “لوسد” أن تستفيد من توافر السلع ومنتجات الطاقة منخفضة التكلفة، إلى جانب اعتماد نهج تدريجي لبناء سلسلة التوريد المحلية، مع الاستفادة من الموقع الاستراتيجي الذي يستفيد من الخدمات اللوجستية العالمية.
وتتوقع الشركة، كذلك، الحصول على قروض لبناء وتجهيز منشأة التصنيع، ولتوفير تدريب متخصص للعاملين في قطاع السيارات.
وتخطط “لوسِد” لتأسيس منشأتها، في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، لتجميع قطع سيارة “لوسد آير” Lucid Air، التي جرى تصنيعها مسبقاً في منشأة التصنيع AMP-1 التابعة للمجموعة في كازا جراندي بولاية أريزونا، على أن يتم لاحقاً إنتاج المركبات الكهربائية كلياً في المنشأة الجديدة.
وتتوقع المجموعة أن تصل ذروة إنتاج هذه المنشأة إلى 150 ألف مركبة سنوياً، ومن المخطط أن تبدأ العمل في النصف الأول من عام 2022.
مراحل التصنيع
وستنحصر منتجات المنشأة، في المرحلة الأولى، في تلبية الطلب في السوق السعودية، لكن “لوسِد” تُخطط لأن تصدر منها مركبات جاهزة كلياً إلى أسواق عالمية أخرى، بما في ذلك طرز حصرية مصممة لتلبية متطلبات عملاء “لوسِد” في المنطقة وخارجها.
وستبقى منشأة AMP-1 في أريزونا مركز التصنيع الأساس للشركة، حيث ستعتمد على “نظام إنتاج لوسد” وتقنيات تصنيع أخرى تم تطويرها في الولايات المتحدة، قبل أن يتم نقل وتطبيق هذا النظام وهذه التقنيات في منشآت التصنيع الأخرى التابعة للمجموعة.
وبدأت “لوسد” فعلياً المرحلة الثانية من بناء AMP-1، التي تتضمن توسيع مساحة المنشأة بحوالي 265 ألف متر مربع، بالإضافة إلى خطط لزيادة قدرتها الإنتاجية السنوية إلى 365 ألف مركبة في أريزونا.
وتقدر “لوسِد” أن القدرة الإنتاجية الإجمالية لمنشأتيها في أريزونا والسعودية ستتجاوز 500 ألف مركبة في العام عند وصول كل منشأة منهما إلى قدرتها المستهدفة.
وإلى جانب ذلك، تتوقع “لوسد” أن جهود المملكة لدعم قطاع صناعة السيارات، في إطار رؤية المملكة 2030، بالإضافة إلى مساعي “لوسد” لبناء سلسلة التوريد والتوزيع والتجزئة في المملكة، ستمكنها من تحقيق تكاليف أقل، بالإضافة إلى الفوائد البيئية الناتجة عن اختصار مراحل نقل المُنتج إلى العميل.
كما ستدعم المنشأة الجديدة جهود المملكة الرامية إلى تحقيق التنويع الاقتصادي، والتحول من استهلاك الوقود الأحفوري إلى الطاقة المستدامة، لا سيما في قطاع النقل.
الوظائف
وتتوقع “لوسد” توفير آلاف الوظائف في منشأة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية عند وصولها إلى قدرتها الإنتاجية الكاملة، كما أن من المتوقع أن يكون معظم موظفيها من المواطنين السعوديين.
وأعدت المجموعة، بالتعاون مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، برنامج تدريب داخلياً يوفر فرص تعليم وتدريب للمواطنين السعوديين في مرافق “لوسِد” في كاليفورنيا وأريزونا، لتطوير الكفاءات اللازمة لتشغيل منشأة المجموعة في المملكة. وعلاوةً على ذلك، ستقوم “لوسِد” ببناء وتشغيل مراكز تدريب متخصصة، في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، تعمل على صقل وتطوير مهارات القوى العاملة.
ومن المعروف أن صندوق الاستثمارات العامة كان قد عمل على تطوير شراكات مع العديد من الجهات الرائدة والابتكارية عالمياً مثل شركة لوسِد، الأمر الذي يعكس التزام الصندوق ببناء اقتصادٍ وطني مستقبلي، وبدعم التحول الاقتصادي في المملكة العربية السعودية بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
وقال خالد بن عبدالعزيز الفالح؛ وزير الاستثمار السعودي: “نحن نقطع اليوم شوطاً مهماً في رحلتنا نحو ترجمة أهداف المملكة العربية السعودية، الرامية إلى تنويع مصادر الاقتصاد، من خلال إنشاء مراكز تصنيعية مبتكرة، بحجم وقيمة منشأة إنتاج سيارات ’لوسِد’، التي تقع في منطقة استراتيجية غرب المملكة العربية السعودية، على ساحل البحر الأحمر، حيث يأتي هذا المشروع انطلاقاً من طموحنا إلى قيادة مستقبل التنقل الذكي في منطقة الشرق الأوسط. ولا شك أن تشجيع الشركات المبتكرة في صناعة السيارات الكهربائية، مثل ’لوسِد’، على تأسيس أول منشأة تصنيعية لها داخل المملكة، يعكس التزامنا بتحقيق عائدٍ اقتصادي، للمملكة ولشركائنا، على المدى الطويل، مع التزام أفضل الممارسات الدولية في مجال الاستدامة والتنمية والشفافية، وهي خطوة تؤكد ثقة المستثمرين في قدرة المملكة على توفير آفاق واسعة من الفرص وتلبية الطلب العالمي على السيارات الكهربائية الجديدة”.
سلاسل القيمة
وقال وزير الصناعة والثروة المعدنية، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الصناعية السعودي؛ بندر بن إبراهيم الخريّف: “إن إنشاء مركز تصنيع جديد لشركة “لوسِد” في المملكة العربية السعودية يتماشى مع استراتيجيتنا الهادفة إلى تنويع القاعدة الاقتصادية، وبالأخص تنمية وتنويع القطاع الصناعي كجزء من رؤية المملكة 2030 وبرنامج تطوير الصناعة والخدمات اللوجستية. ونحن فخورون بهذه الشراكة لتمكين هذه الصناعة الجديدة في المملكة، وتتميز بكونها من صناعات المستقبل الأكثر تعقيداً واعتماداً على التكنولوجيا، وتساهم في تطوير سلاسل القيمة المضافة لها ولصناعات أخرى، تتقاطع مع صناعة السيارات مثل صناعة البطاريات وخدماتها وتطوير سلاسل القيمة
المرتبطة بها”.
وأضاف الخريف “نتطلع إلى العمل مع شركة “لوسِد” وغيرها من الشركات الرائدة، وفي نفس الوقت نواصل بناء خبراتنا العالمية معتمدين على العديد من المزايا النوعية التي تتمتع بها المملكة العربية، بدءً من وجود الكوادر البشرية الوطنية، والبنية التحتية المثالية للعديد من الصناعات، ووصولاً إلى الموقع الجغرافي المميز للسعودية بين دول المنطقة”.
وقال سيريل بيايا، الرئيس التنفيذي لشركة إعمار المدينة الاقتصادية، المطور الرئيس لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية: “يمثل قرار مجموعة لوسِد إنشاء أول مصنع دولي لها في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية نقطة بارزة في رحلتنا لتصبح هذه المدينة رائدة بوجود مركز تصنيع وخدمات لوجستية على مستوى عالمي. ونحن فخورون بأن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ستكون بمثابة منصة عالمية لانطلاق ابتكارات التنقل المستدام الحديثة، مثل السيارات الكهربائية، مما يعزز مكانتها وقدرتها على تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030”.
كذلك، قالت مارتينا سترونق؛ القائمة بأعمال البعثة في سفارة الولايات المتحدة الأميركية في الرياض: “ترحب الحكومة الأميركية بجهود المملكة المبذولة لتنويع مصادر اقتصادها، وتثمّن دورها عالياً في الحد من التأثيرات الناجمة عن التغير المناخي. ولا شك أن هذه الخطوة الجديدة تعكس قدرة المملكة على تحقيق الهدفين معاً، عبر الشراكة والتعاون مع الشركات الأميركية الرائدة في مجال الابتكار”.