أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الخميس، أن اليمن يعيش وضع حرج، داعيا الأحزاب والقوى السياسية إلى توجيه الجهود نحو أولويات المرحلة القادمة، وتجاوز المماحكات السياسية، والتعاطي بمسؤولية والحفاظ على الثوابت الوطنية.
الرئيس هادي أكد خلال لقائه بقيادة الأحزاب والقوى السياسية والهيئة التنفيذية للتحالف الوطني في العاصمة السعودية الرياض، على مكانة ودور الأحزاب والقوى السياسية الوطنية التي تعد جزءً أصيلا من مكونات الدولة ومنظومة الحكم في البلد باعتبارهم شركاء في إدارة الدولة من خلال تمثيلهم وتواجدهم بالحكومة ومفاصل الدولة المختلفة وقاعدة مجتمعية يعتد بها أسهمت وتسهم في إيجاد المخارج والرؤى لواقع البلد حاضره ومستقبله.
وبحسب وكالة الأنباء اليمنية سبأ، فقد أشار رئيس الجمهورية إلى مشاركة الجميع الفاعلة في مؤتمر الحوار الوطني الذي مثل كل شرائح المجتمع وقواه السياسية وما تمخض عنه من مخرجات ومسودة دستور كفيلة بخروج البلد إلى مسارها الآمن والقويم (…) والتي انقلب على توافقها ومخرجاتها المليشيات الحوثية الإيرانية في سعيها لعودة عجلة التاريخ للوراء لتنفيذ المخططات والأجندة الإيرانية في اليمن.
وشدد الرئيس على أهمية توجيه الجهود نحو أولويات المرحلة القادمة وأن يتجاوز الجميع المماحكات السياسية، وقال إن “البلد أمام مرحلة هامة تستدعي مننا جميعا مسؤولية الحفاظ عليها، وعلى ثوابتنا الوطنية المتمثلة بوحدة اليمن والنظام الجمهوري والنهج الديموقراطي التي لا يمكن التفريط أو المساس بها”.
ولفت إلى “المتغيرات الدولية في كشف وتعرية ممارسات المليشيات الانقلابية ومنها قرار المجتمع الدولي الأخير رقم 2624 بتوصيف المليشيات الحوثية الانقلابية بالجماعات الإرهابية”.
وجدد الرئيس هادي، سعيه الدائم نحو السلام باعتباره خيارنا الوحيد لحقن الدماء وهذا ما تؤكد عليه الحكومة الشرعية في كل محطات السلام والمحافل الدولية والذي يواجه للأسف بتعنت وصلف الانقلابين الحوثيين الذين لا يكترثون أبدا لمعاناة شعبنا اليمني.
كما شدد على أهمية تنفيذ اتفاق الرياض لمصلحة البلد وتوحيد جهود الجميع وصولاً لتحقيق هدفنا الوطني المشترك في بناء الدولة الاتحادية العادلة وهزيمة مشروع إيران في اليمن والمنطقة حيث لا مكان مطلقا للتجربة الإيرانية في بلادنا التي لم ولن يقبلها شعبنا اليمني مطلقا.
وقال هادي، إن “اللقاء اليوم يأتي في وضع حرج ومرحلة صعبة على مختلف المستويات، ونحتاج أن نتعاطى بمسؤولية كبيرة وتجاوز التحديات ونحن في حالة حرب مع عدونا الوحيد وهو مليشيات الحوثي الإيرانية، وعلينا أن نعزز تماسك القوى السياسية المناهضة للمشروع الحوثي والبعد عن أي مكايدات أو خصومات أو تناولات إعلامية”.
كما ثمن صمود وتضحيات حماة الوطن من أفراد الجيش الوطني وأبناء اليمن قبائل وشيوخ وشباب وكهول التي سطروها في ملاحم بطولية مشرفة في مختلف خطوط التماس، وحيا جهود تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية تجاه اليمن وعلى مختلف المستويات.
من جانبهم، قادة الأحزاب والقوى السياسية قالوا إن “هذا اللقاء يأتي في إطار تبادل المشورة وتحمل المسؤولية المشتركة في هذه المرحلة والظرف الحساس من تاريخ بلدنا ومجتمعنا”.
كما أكدوا “دعم خطواته وجهوده الحميدة والحكيمة في التعامل مع مختلف القضايا والأزمات التي تشهدها البلد والذي يعد العنصر الإيراني ومليشياته الحوثية العدو المشترك الأول للجميع والذي استهدف اليمن ونسيجه المجتمعي وأضر بالمنطقة والسلام بصورة عامة”.
واعتبروا أن ما تناوله وتطرق له الرئيس في حديثه يعد “انعكاسا لما يحمله قادة الأحزاب والقوى السياسية باعتباره هم وطني عام وجوهر قضايا شعبنا وأجيالنا المتعاقبة والذي سنقف جميعًا صفًا واحدا خلف شرعيتنا الدستورية للانتصار لإرادة شعبنا وثوابته الوطنية”.