أنا لست سياسيا ولا كاتب أو محلل أنا مجرد شخص عادي ، ولكني عربي وأعتز بعروبتي أحن لبلد الرافدين ولا أدري أهو حب وحنين أم أنها الجينات كما قال لي جدي أن أصولنا من العراق نعم العراق الذي أشعر بالحرقة عليه منذ سنين والذي لا يغيب عن بالي ولا يصفى ذهني وأنا أفكر بمعاناة شعبه الكريم
وكلما أتذكر العراق أتذكر كلمات ذلك الرجل المسن من مصر العروبه عندما قال بلهجته المصريه الجميله” اللي ما عاش في (العراء) اي العراق دا ما عاش ولا تغرب ولا عمل فلوس “
وكبرت وتغربت وعشت في دار الحي دبي الحب وما ان أُتيحت لي الفرصه للسفر سافرت وما تخليت عن رغبتي في رؤية بغداد مجددا فكنت اسافر بلهفه وأروي حنيني بطعم عراقي لا يتغير ولو على مر السنين فالشاي هو هو نفس الطعم الذي لا مثيل له في الكرة الارضيه
والكاهي والقيمر صباح آخر ليس كأي صباح
والى ان يأتي وقت الغداء حتى اعانق المسكوف ذلك الطعم الفريد من ذاك النهر الفريد
وتذوي فرحتي وانا اغادر العراق ودمعي يغص به قلبي
وتبدأ الاسئله من محبين العراق تتساقط علي وكلهم نفس السؤال كيف الحصار ؟؟؟
والله أضحك من قلبي وأقول لكل من سألني
أي حصار ؟!!!
واجاوبهم بالمختصر أي حصار ؟! الشعب العراقي عايش أحسن منا
نعم رغم الحصار رأيت بأم عيني الابتسامه في الشارع في المطاعم في الاسواق في كل مكان حتي سائق التكسي ابتسامته تشعرك بالامان
إبتسامه اختفت من العراق العظيم ما عدت أراها ومن ذلك الحين وأنا أتساءل من السبب في إختفاء تلك الابتسامه الجباره ؟ من سرقها ؟ من أخفاها وأبكى الشعب ؟ حتى العراقيين اسألهم ولا احد عنده جواب
وكلما سافرت الى بلدي الاردن وكلي شوق لعمان ولرؤية أقاربي وكالعاده في يومي الثاني من وصولي أهرول مسرعا الى البلده القديمه لأرى الحجيه نعم الحجيه التي مهما سافرت وتغربت يجب ان اراها كلما جئت الاردن
تلك الحجيه العراقيه تلك العراقيه الشامخه المبتسمه دوما
التي تردد دائما كلمتها التي ما زلت اسمعها” الحمدلله ابني “
تجلس خلف البسطه تبيع السجائر والمناديل
دائما افاجئها عندما اتقدم لتلك البسطه المشرفه واقول لها هاي بيش حجيه واقبل راسها فتعرفني على الفور وتحضنني حضن الام التي افقدتها الحرب ابنائها
اجلس بجوارها اطمئن عن احوالها وكالعاده ترد الحمدلله وتزيد بجملة تقتلني كلما قالتها “بس ارجع العراق آني بخير “
واقول لها “يا امي ترجعي العراق وتخلينا وتقولي لا شنو اخليك تجي العراق وتشوفني”
اه يا امي اه يا كل امهاتي العراقيات اه يا جرح في قلب الوطن العربي بأكمله
واغير المزاج واغير المواضيع علّي لا احملها فوق طاقتها واقسم لها وانا لا ادري على ماذا اقسم انه “يمه بترجع الامور مثل اول واحسن وبترجعي على بيتك بالعراق قولي يارب فتقول يا رب وتزيد كالعاده الحمدلله على كل شي “
اغادرها وهي تقولي “اوعدني اشوفك “واوعدها ككل مره وامشي في شوارع البلده القديمه في عمان الهاشميه
وعقلي يتفجر من التفكير ماذا افعل ما هو الحل كي يعود العراق عراقا هذا تفكيري البريء احلامي الخياليه
وكبرت وانا احمل هم بلد عريق دمرته الحرب
وعشت كي ارى تشرين يحقق احلامي واحلام امي العراقيه
وكأني أرى برج الميزان يحقق احلام الكثيرين ويقول انا العدل أنا ميزان الأرض وما الظلم والجور إلا معول هدم وخراب لكل جميل في العراق
والتصدي لتشرين هو العدوان والقهر وأبشع صور العدوان وأشنعها سفك الدماء والإفساد في الأرض والعلو فيها وجعل أهلها شيعا ضعيفهم مغلوب على أمره وقويهم اللهم نفسي وكأنه صراع الغاب
نعم ولدت امهات العراق شبابا عرفوا ماذا يريدون
جيل رأى جيلا قبله يسحق عن بكرة ابيه ما بين طائفيه و اخطاء سابقه لم يكن له يد فيها لا من قريب ولا من بعيد جيل يريد ابسط حقوقه المشروعه حقه في عيش كريم
اصبح هذا الطلب البديهي في جمهورية العراق محرم على شعبه
العراق لو شاء أغرق الوطن العربي بخيره وخيراته
شباب فهم معنى حق تقرير المصير
(بالإنجليزية self-determination)
هو مصطلح في القانون الدولي يعني منح الشعب أو السكان المحليين إمكانية أن يقرروا شكل السلطة التي يريدونها وطريقة تحقيقها بشكل حر
جيل اليوم له الحق في ما يريد يدهم واحده كلهم واحد كلهم عراقي وصلوا من الوعي ان نبذوا كل الدسائس وكل الطائفيه بعيدا لانهم العراق لانهم واحد لان لهم الحق في تقرير مصيرهم بانفسهم
آن الاوان ان تعوضوا امهات العراق عن بكاء السنين وتعيشوا حياة كريمه
آن الاوان ان تعبد الشوارع وتبنى المباني والمدارس والمساجد والكنائس
آن الاوان ان يرجع العراق وجهه سياحية
آن الاوان ان نمشي في شوارع بغداد الى مطلع الفجر لا نخاف من ان نموت بعبوة أو نخطف او نقتل بلا ذنب ولا سبب
شباب تشرين محب لكم يرجوكم ان تقفوا صفا واحدا وميزانا لا يجور .
أحدث التعليقات