ربما كثير من الجيل الراهن لا يعرفون محمود الحاج، لكنهم حتما يعيشون معه، وكل يوم يمضي نحو المستقبل سيعرفونه أكثر، فمن “أغنية شموخ وطن، و “يا نديمي” و “مشتاق لك مشتاق”، ومن برنامج “سهرة مع فنان” وبرنامج “إكليل” يطل محمود علي اليمنيين داخل وخارج اليمن، وذلك جزء ونزر يسير من إرث واسع ومتعدد قدمه هذا الرجل.
محمود شخصية يمنية مخضرمة، لا تستطيع معها أن تحدد من أين تبدأ، فقد عاصر أحداثا جسيمة في الشمال والجنوب، وتعددت مواهبه طوال مسيرته الممتدة لأكثر من خمسة عقود، كان خلالها هو الشاعر والمثقف والأديب والوجه التلفزيوني الذي انغرست صورته وصوته في أذهان الناس.
محمود البالغ من العمر سبعة وسبعين عاما، لايزال يحتفظ في ذاكرته بالعديد من الأحداث والمواقف والأماكن والشخصيات، والتي شكلت في مجموعها هذه الشخصية الفريدة والمؤثرة، فقد عرفه الجمهور شاعرا ومؤلفا للعديد من القصائد الغنائية، وعرفه مذيعا ومستضيفا للفنانين والأدباء والمثقفين، وعرفته الصحافة صحفيا محنكا ومبدعا، متنقلا من دولة لأخرى يحمل فيها الحرف والكلمة.
كان من الرعيل الأول الذي شهد نشأة الإعلام اليمني، وكان شاهدا على أحداث كثيرة متقلبة في اليمن، واستطاع أن يقدم تجربة لا يمكن وصفها سوى بالناجحة والمتميزة، رغم المعاناة والمرارة التي اتصلت بها في عدة فترات من حياته.
في هذا الحوار الذي أجراه الموقع بوست، يتحدث محمود الحاج عن قطوف من حياته وذكرياته، موجها العديد من النصائح للجيل الراهن من الإعلاميين اليمنيين، محتفظا بوهجه في الحياة، كما كان.
إلى الحوار:
– من هو محمود الحاج؟ الميلاد والدراسة والعائلة؟
**محمود علي الحاج عبدالله المقطري، من مواليد الشيخ عثمان في محافظة عدن، عام 1945م، درستُ الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية في عدن، ولدي ستة أبناء، اثنين ذكور، وأربع إناث.
– كيف التحق محمود بالصحافة والإعلام؟ وما أبرز الجهات والمواقع الصحفية التي عملت فيها حتى اليوم؟
**التحقتُ في الصحافة عام 1970، محرر، ثم مصحح لغوي في صحيفة 14 أكتوبر، وعندما وجدوا كفاءتي عينوني سكرتيرا للتحرير، ومديرا لصحيفة الجندي، ومشرفا على الصفحة الأدبية الثقافية، على الرغم من عدم التحاقي بالجبهة القومية والحزب، وعملت معهم حتى تركت عدن، وذهبت إلى صنعاء ضمن وفد أدبي من الاتحاد والكتاب اليمنيين، وذهبت أنا وأحد أصدقائي، للانخراط في دورة بالعاصمة بغداد حول الإذاعة والتلفزيون.
-كان لك دور في الإعلام عند قيام حركة 13يونيو، كيف تمكنت بعد الدراسة من الالتحاق بالوظيفة والعمل في الإعلام؟
**عدتُ من الدراسة، وعقب حركة 13 يوليو، عينتُ رئيسا لتحرير صحيفة التصحيح الأسبوعية، وكانت لسان حال حركة التصحيح، ورئيس تحرير مجلة اليمن الجديد، وهي ثقافية وشعرية، وفيما بعد تعينت مدير تحرير صحيفة الثورة، وصولا إلى رئيس التحرير، ومديرا عاما للمؤسسة العامة للصحافة والأنباء، التي كانت تشمل مؤسسة الثورة، ووكالة سبأ للأنباء، وصحيفة الجمهورية بتعز التي كانت أيضا تحت إدارتي ومسؤوليتي، ثم حصل الانقلاب، وتفرغتُ للتلفزيون، وقبلما أذهب للتلفزيون كنتُ أقدم برنامج أسبوعي تلفزيوني، وأعود لعملي بالصحافة.
– ما هو أول برنامج تلفزيوني قدمته؟
**أول برنامج تلفزيوني قدمته كان برنامج “لقاء مفتوح”، وأول مقابلة صحفية أجريتها كانت مع الراحل الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني الذي كان حينها رئيسا للوزراء، إبان عهد الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي.
وكنت اقدم برنامج لقاء مفتوح، وتركت أسمه مفتوحا على أي شخصية، ولم يكن محصورا على سياسي، أو أدبي فقط، بل كنتُ أجري لقاءات مع الأجانب الضيوف الذين يزورون اليمن باللغة الانجليزية.
وفي السبعينيات جاء لليمن شعراء كبار من مختلف البلدان العربية من مصر وسوريا والعراق والمجر، وتركتُ الإعلام عندما عينتُ مديرا عاما مساعدا للبرامج، ومدير عام البرامج ومستشار وزير الإعلام بمنصب نائب وزير.
– كيف كان عملك بالتلفزيون، في ظل انشغالك الكبير بالعمل الصحفي الورقي؟
**كنت متفرغ للتلفزيون، أحضر يوميا، وأشارك في اللجان، وأعد برامج بدلا عن برنامج “لقاء مفتوح”، وكنت أعد برنامج “إطلالة على الأدب”، وكان برنامجا خاصا بالأدب والشعر، وخرجنا بالكاميرا لخارج الوطن، وكذلك برنامج “إكليل” وبرنامج “سهرة مع فنان”.
وفي مصر سجلت لقاءات مع العديد من الشعراء والأدباء، ومفكرين وممثلين نجوم وكتاب، وكذلك في سوريا أيضا والاردن، وحصل برنامج “سهرة مع فنان” على صدى كبير، وسافرتُ لتونس وأجريت عدة لقاءات، ومن ضمن اللقاءات لقاء مع الفنانة الراحلة ذكرى، التي كان صوتها جميل جدا وأتذكر أني اقترحتُ عليها أن تغادر تونس إلى مصر، حيث ستلقى هناك ملحنين أكثر، بالإضافة إلى أن مصر كانت مفتاحا للشهرة، وأكدت حينها أنها ستهاجر، وهاجرت فعلا، والتقت ببليغ حمدي، ولحن لها هو وآخرين الكثير، واشتهرت بشكل واسع، وتزوجت ثم قتلها زوجها.
ثم سافرتُ للمغرب، وأجريتُ الكثير من المقابلات، وعدتُ لليمن، وظللتُ أسجل مع العديد من الشخصيات حتى توقف البرنامج، وكانت أخر سهرة قدمتها مع الراحلين الفنان أبو بكر سالم بالفقيه، والشاعر المرحوم حسين المحضار، كلا على حدة، وبقيتُ على برنامج “إكليل” حتى 2006 أو 2008 تقريبا.
صورة للأستاذ محمود الحاج في منزله بصنعاء
– كيف كانت البدايات الأولى للإعلام اليمني ومسارات تشكله ونشأته؟
**الإعلام اليمني تشكل من قبل ما أظهر أنا، وظهر بعد الثورة في صنعاء، وفي عدن كان هناك إعلام مستقل، وبعد الاستقلال كانت الدولة هي من تسيطر على الإعلام، أي أن الصحف والإذاعة والتلفزيون كانت ملكا للدولة والحزب الواحد.
أما في صنعاء بالذات في عهد الحمدي كان هناك انفتاح إعلامي، وجرى إطلاق عدة صحف إلى أن وصلت الأمور إلى هذه النهاية.
– ما أبرز الشخصيات الصحفية التي عملت معها أو تأثرت بها؟
**محمد حسنين هيكل ملك الصحافة، وأحمد بهاء الدين، رحمهم الله، وبهاء الدين كان بمثابة ولي العهد لهيكل، وكان كاتب وصحفي ومفكر، وكان له في الأهرام عمود يومي، بالإضافة إلى أنه كان رئيس تحرير مجلة العربي الكويتية، واستفدت من كتابته التي كانت في مجلة العربي، وكنت أشتريها في وقتها، وأنا لازلتً طالب.
وأتذكر أن أحمد بهاء الدين جاء لليمن وحاورته، وكنت سعيد وفرحان أنه هذا الذي كنت أقرأ له ومعجب به هو الآن أمامي، ولم تمح تلك الصورة من ذاكرتي وبالي، وهناك كثير من الشخصيات لا أتذكرها من مصر وسوريا ولبنان العراق.
صورة للأستاذ محمود في فترة مبكرة من حياته – الموقع بوست
– ما الذي يتذكره الأستاذ محمود من مواقف بارزة في مسيرته الصحفية؟
**من المواقف البارزة عندما عينتُ في منصب تحتم عليا المسؤولية، خصوصا عند تعييني مديرا عاما لمؤسسة الثورة للصحافة والأنباء، هذا أهم موقف في أهم موقع لا أنساه، وهو المنصب الذي لم أستمر فيه سوى سنه واحدة، حتى حاربتنا العنصرية.
– كيف ترى مهنة الإعلام اليوم مقارنة بما كانت عليه في عصركم؟
**اليوم لا يقارن، ليس له مثيل لا نجد أصلا إعلاما حقيقيا، بالعكس الماضي كان أفضل، ربما الآن ظروف الحرب، حيث لا اقرأ الصحف حاليا، وأصبح الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تتابع فيها كل شيء، وما تحتاج تقرأ صحيفة الثورة، وكل الصحف التابعة للحكومة، كما هو الحال في عدن أيضا، وكلاهما وجهان لعملة واحدة.
– كيف ترى واقع الصحافة التلفزيونية اليوم مع هذا التعدد الواسع في الفضائيات؟
**لا اشاهد صحافة تلفزيونية اليوم، ربما كان هذا في الماضي، لكن اليوم الرؤية حجبت بشكل كامل.
– ما أبرز الشخصيات التي حاورتها صحفيا في مسيرتك المهنية؟
**حاورت الكثير من الشخصيات السياسية والأدبية والفنية، مثل أحمد بهاء الدين بالنسبة للصحافة، ومن الفنانين اسامة أنور عكاشة رحمه الله عليه، وكاتب المسلسلات العظيمة الدكتور يوسف إدريس، وهو كاتب رواية وقصة، وكان مرشحا لجائزة نوبل للسلام في مصر، ومن سوريا دريد لحام، وكان ذلك أثناء قيام الوحدة اليمنية، وذكرته بأحد المواقف من إحدى مسرحياته، وقلتُ له “أنت قلت إن اليمن صار يمنيين، والآن اليمن أصبح يمنا واحدا”، فرد بالقول: “هزمتموني في هذه يا يمنيين”، ولم نكن نعلم أننا سوف ننتكس.
– من خلال معاصرتك للكثير من الأحداث في اليمن مأ أبرز حدث عايشته بالنسبة لك؟
**عاصرتُ العديد من الأحداث، سوى في عدن أو في صنعاء، حدث الاستقلال من بريطانيا كان مفرحا في عدن، ولم نكن نعلم أنه سيأتي ما هو أسوأ منه، وأيضا الحرب الأهلية، وكانت محزنة جدا، وانتشر الخوف، واضطربت للهرب إلى مسقط رأسي في البلاد مع أسرتي، وفي صنعاء نفس الشيء خاصة بعد مقتل الحمدي، كان حادث مؤسف، وجرحني كثيرا، وتأثرت لأني كنت قريب منه بحكم عملي كرئيس لتحرير صحيفة التصحيح.
الأستاذ محمود الحاج متوجها بنصائحه للجيل الجديد من الصحفيين اليمنيين
– من خلال معاصرتك للعديد من الأحداث، ما أبرز شخصية يمنية كانت مؤثرة إيجابا في اليمن؟
**إبراهيم الحمدي لا شك.
– لماذا يبدو الأستاذ والشاعر والمؤلف والمذيع محمود الحاج اليوم وكأن لا أحد يعرفه من اليمنيين حاليا، من السبب وراء هذا التغييب للوجوه البارزة والمخضرمة من الإعلاميين والمثقفين اليمنيين؟
**والله هذا من مسؤولي الإعلام، لكن محمود الحاج صار معروف عند الجميع، فقد قدمت برامج اكثر من أحد غيري في التلفزيون، وفي الصحافة كنت مشهور، وعندما انطويت وانعزلت ما زال الناس يذكروني، وقابلتُ (نفس يوم إجراء الحوار) أحد الأشخاص، الذي ذكرني بأني أجريتُ يوما ما معه لقاء، والآن الظروف طوتنا، وخلص العمر.
– الأستاذ محمود كشاعر وأديب.. ماذا عن تجربتكم الشعرية، كيف بدأت، ما القصيدة الأولى؟
**القصيدة الأولى لا تحاكي أمير الشعراء الذي كتب “يا درة الوادي غبت وعادني”، الذي غناها محمد عبدالوهاب، وأنا في عدن طالب في الثانوية كنت أحاول من قبل لكن هذه راضي عنها لأنها نشرت في صحيفة الأيام، وهي:
يا منية القلب الكسيل الباكي
الا سالتي على الحبيب الشاكي
فلا كم تسهد في هواكي
ولم ينال منك اللقاء ولم يزل يرعاكي
وكذلك قصيدة “في ليلا أرقت جفوني وزارني طيف الخيال” سمعها أحمد فتحي، وكان لنا سنوات مع بعض، وقال إنه سيلحنها، وبالفعل لحنها وغناها.
الأستاذ محمود الحاج متحدثا للموقع بوست عن محطات من حياته
– ما هي القصائد التي جرى غنائها لكم من قبل الفنانين؟
**قصائد كثيرة، حيث شكلنا أنا وأحمد فتحي ثنائية بدأت مع أغنية “أجيبيني”، وكان لها صدى كبير عربيا ومحليا، ومازال العطاء بيني وبينه على مدى أربعين سنة أو أكثر، بينما كتبتُ له أخر قصيدة لرمضان، عنوانها “رمضان هلا به وسهلا”، وهذه أخر أغنية كتبتها، ولحنها وسجلها صديق العمر الموسيقار أحمد.
– ما هي القصيدة المغناة المفضلة لديك من مجموعة قصائدك المغناة؟
**صعب أن يختار الواحد، لكن هناك أغنية مشهورة، وأخذت “جو” بالخليج وفي اليمن، وتحديدا في تعز عند الشباب، وهي أغنية “يا نديمي”، وهذه كلماتها:
أكسـرِ الصـمـت بحـلــوِ النغـــمِ وازح عـني جـــدار الـســــأم
يا نـديمي هـا هــو الـليـل دنـــا فاشعل الحب نجومـاً فى دمي
وأنسني آهـــات حـزنـى فـلكــم ضاق صدري بللظي المحتدمِ
وأغـسل الاوجـاع من قلبى فقد صــارمنهـا كتلتاً مـن الـمــي
يا نـديمي هـا هــو الـليـل دنـــا فاشعل الحب نجوماً فى دمي
ليس لي ذنـباً سـوى حبى لمـن كـان بالامـس لـدمعـي ينتمى
غير ان الـزهـو قـد اغــرى بـه فمضى نحـو الطـريـق المعتم
يا نـديمي هـا هــو الـليـل دنـــا فاشعل الحب نجومـاً فى دمي
وارتـمـى فـــوق ثـــراءٍ زائـفٍ كان في عينيه بـالامـس قمي
من يخن عهد الصبى لا يجتنى فى طريق العمـر غير الندمي
يا نـديمي هـا هــو الـليـل دنـــا فاشعل الحب نجومـاً فى دمي
يا نديمي دعك من أمسي وخـذ بـيـدي نحـو الغــد الـمبـتســم
وأقـرع الاوتــار فـى ليـلٍ دنـــا وأشعل الحب نجوماً فى دمي
يا نـديمي هـا هــو الـليـل دنـــا فاشعل الحب نجومـاً فى دمي
وهذه الأغنية منحها الموسيقار أحمد فتحي لحنا فريدا، أقل ما يوصف بأنها كان لحن جبار.
– على ذكر أحمد فتحي متى بدأت علاقتك به؟
**بدأت علاقتنا سويا في العام 1975م، التقينا وتعارفنا في مصر، وكنتُ حينها أدرس، وهو أيضا يدرس في معهد الموسيقى، وفي 1980، غنا لي أغنية “أجيبيني”.
** هذا يقيمها الناقد ليس أنا، والناقد يقيم التجربة بيني وبين أحمد فتحي من وجهة نظر محايدة، لكن أنا أرى أنها تجربة متميزة عن الأخرين، لوجود تفاهم فيما بيننا وانسجام، واعرف ما الذي الذي يريده بالضبط، وهو يعرف أيضا ما الذي ممكن أن أكتبه، وكنا في مصر نجلس مع بعض، ونعد للأغاني، وهي تجربة وصلت إلى حوالي ستين أغنية، ليست قليلة.
– كيف ترى واقع الأدب والشعر والغناء اليوم؟
**ركود بحكم الظروف، لكن عندنا لم يعد موجود سوى أغاني الزفاف والمخادر، بحكم الظروف السياسية القائمة، والناس يبحثون على لقمة العيش، ولم يعد يهمه ماذا يسمعون، بل ماذا وكيف يشترون.
– من الفنان اليمني الذي ترى أنه كان مؤثرا وفريدا خلال العقود الماضية؟
**الكبير الراحل محمد سعد عبدالله، وهذا سيفاجئ البعض لكن هذه هي الحقيقة، وهناك فنانين أخرين كلهم أصدقائي، بس هذا الفنان ظُلم كثيرا، وكان ليس له ثاني، وكان شاعر مجيد، وملحن ممتاز، وصوته أجمل، كان يكتب ويلحن ويغني، كان مدرسة جرى إهمالها، وكان يتمتع أيضا بنفس عزيزة.
– ما الخطوة أو الموقف الذي يرى الأستاذ محمود أنه كان موفقا في اتخاذ القرار بشأنه؟
**الزواج، تزوجتُ زوجة ربة بيت طيبة، وربت الأولاد، خاصة بحكم أن أغلب أوقاتي كانت في السفر، ولكنها تحملت مسؤولية عظيمة في حياة أولادي وبناتي، الذين اليوم أصبحوا جامعيين.
– هل ترى أن الأنظمة المتعاقبة أنصفت الشعراء، والمثقفون، والفنانون، والأدباء؟
**لا، لم تنصف أبدا، بعض الأسماء أخذت بعضا من حقها، لكن ليس الكل، لان عندما يكون المسؤولين مثقفين وهذا نادر يعرفون قيمة الشاعر والفنان والأديب والمبدع، ويعطونه قيمته، والتكريم ليس أن تعطي حد ظرف فيه فلوس، لكن التكريم يكون في أشياء معنوية أكثر.
– لماذا اليوم نجد قطيعة بين الشاعر، والمثقف، والأديب، والجمهور؟
**لأنه لم يعد هناك جمهور، والجمهور اليوم يبحث عن لقمة العيش والأمان.
– هل أصدر الأستاذ محمود ديوانه الشعري الخاص، أو كتب مذكراته؟
**هناك ثلاثة دواوين أصدرتها، وهم “ما اشتعل القلب حبا، “لا تسافر”، “ابتهالات” والرابع والخامس في الطريق، وسوف أذهب إلى مصر نبحث لهما عن نور.
– هل كتبت مذكرات؟
**نعم، نشرتها بالفيس بوك، وسأبحث عندما أذهب للقاهرة عن دار نشر إن شاء الله لنشرها.
– ما نصيحتك لصحفي ومذيعي وشعراء وفنانين اليوم؟
**لازم يكون الصحفي أو الفنان مثقف، لابد أن يقرأ ويطالع ويسمع.
– كيف ترى واقع اليمن اليوم في ظل الأحداث التي يعيشها البلد؟
**واقع محزن جدا، لم نكن نتصور أن تصل اليمن إلى هذا المستوى، وهذا الحال.
– من يتحمل المسؤولية في وصول اليمن لهذا الحال من الاحتراب والتمزق؟
**كل القوى التي تقول أنها وطنية جميعها مسؤولة عن هذا الحال، وكذلك كل الرؤساء الذين ذهبوا، والذين ظهروا.
– هل من الممكن أن يعود اليمن لوضع التشطير على ضوء دعوات الانفصال المرتفعة حاليا؟
**لا نتمنى ذلك، لأن الشعب اليمني عانا من التشطير وفرح بالوحدة، لذلك إذا تشطرت اليمن سيكون العذاب أشد، مما كان عليه من قبل، ولكن هناك من يسعى بالمعاملة السيئة والسياسة القذرة للانفصال.