البعض يعتقد بأنك عندما ترفض التعبئة ضد منظومة الشرعية في هذه المرحلة الحساسة، بأن المسألة عبارة عن “تطبيل” لأشخاص وهذا فهم قاصر للغاية.. أما البعض الآخر فهو يستخدم هذا الأسلوب بهدف التسفيه والتشكيك بكل من يدافع عن قضيته خدمة للحوثي.. يعني هذه وظيفته.
المسألة ليست مصالح وعلاقات، بل مواجهة للطرف الذي يسخّر منظومته الإعلامية والمالية لإتلاف الثقة التي يجب أن تكون بين الناس والحامل السياسي للقضية الوطنية كما حدث في 2011 وفي 2014.
هناك من يحرص بصدق ومسؤولية على تصحيح الاخطاء ومعالجة القصور وإن كان قاسيا في طرحه، وهذا النوع نحن معه وهو يستحق كل الإحترام والتقدير والدعم. لكن ثمة نوع آخر ينشط بهدف وضع الطرف الجمهوري بنفس مستوى الحوثي.
الحكومة اليمنية هي الحامل السياسي للقضية الوطنية، وهي التي تعطي مشروعية للجندي الذي يقاتل في الميدان.
عندما تستخدم نفس مفردات الحوثيين وتقول بأن الحكومة اليمنية عميلة للخارج، فأنت تستهدف الحامل السياسي للقضية بهدف التعطيل وليس الإصلاح، وبهذا الشكل أنت ترفع الغطاء السياسي عن الجنود الذين في الميدان ليتحولوا إلى مجرد مليشيا تقاتل من أجل دول وليس من أجل قضيتهم تماما كالحوثيين الذين يقاتلون من أجل إيران، وبالتالي يتم صياغة المفاهيم والحلول بناء على هذا التعريف الخاطئ.
لا تسمحوا بذلك. لدينا حكومة شرعية معترف بها وجيش يمني كلهم في الداخل وليسو عملاء لأحد بل في شراكة وتحالف مع دول عربية شقيقة وإن كان هناك أخطاء يجب العمل على معالجتها بكل حرص ومسؤولية وليس عبر وصف مؤسسات بلادك بالعميلة.. ما الفرق بينك وبين الحوثيين إذن؟!
العميل هو الذي يعمل لصالح دول بعيدا عن حكومته ومؤسسات دولته.
لا تتعايشوا مع أي خطاب يستهدف حكومتكم -استهدافا وجوديا- تفاعلا مع الخلافات الإقليمية، وذلك لأننا بحاجة إلى الثقة التي يجب أن تتوفر بين المجتمع والحامل السياسي للقضية والممثل الشرعي للدولة.
انتقدوا الأخطاء وأوجه القصور وطالبوا بحقوق المجتمع بمسؤولية وحرص، لكن لا تسمحوا بأن تستغلكم بعض القوى لتمرير أهدافها.. علينا أن نتعلم من أخطاء الماضي.