من الضروري أن يعمل الشريكان على حل الخلافات التي تحول دون التعايش بينهما، وذلك من أجل التقدم في الحياة، وهناك العديد من الطرق لإدارة هذه الخلافات الزوجية التي نشرتها صحيفة الكونفدنسيال في مقال للكاتبة آدا نونيو.
الشجار والخلافات بين الأزواج تجربة مريرة، ولكن إذا تعلمنا كيف نعبر عن رأينا ونتوصل إلى نتائج مرضية للطرفين ونحترم وجهة نظر الآخر فإن النقاشات قد تصبح مفيدة.
وإذا لم ينجح الطرفان في الالتزام بهذه القواعد فإن الضغط النفسي الذي يسببه
الشجار المتكرر يمكن أن يدمر صحة الطرفين، ويزيد احتمالات إصابتهما بالأمراض المزمنة، إذ إن بعض الدراسات توصلت إلى وجود علاقة وطيدة بين الخلافات الزوجية ومتلازمة الأمعاء المتسربة.
وفي هذا السياق، يقول الطبيب النفسي مارك بورغ “إن الغياب التام للخلافات بين الزوجين ليس ظاهرة صحية، حيث إنه يعني أن أحد الطرفين ليست لديه الثقة الكافية لإظهار اختلافاته في الرأي، لذلك فإن هذا الأسلوب ليس هو الحل المناسب، وفي المقابل، ليس من السهل الالتزام بالنقاش الهادئ والرصين، إلا أن هذه تمثل مهارة يجب أن يطورها الإنسان مع مرور الوقت”.
لماذا تتخاصمان؟
عندما يتعلق الأمر بحل الخلافات غالبا ما ينتهي الأمر بالزوجين إلى فتح ملفات الماضي.
وبحسب الدكتور بورغ، هنالك طريقتان رائجتان لحل الخلاف، حسب شخصية الزوج أو الزوجة: إما أن تحاول القتال بشراسة حتى تفوز في النهاية، أو أن تبقي الخلاف مفتوحا، وتحاول تجاهل الأشياء التي تزعجك، وكلا الخياران ليس مناسبا لصحة الإنسان ولديمومة العلاقة.
من المهم جدا بالنسبة للزوجين تعريف طبيعة الخلاف وأسبابه، والبدء بالعمل لحله بشكل جماعي.
وفي العام 2011 نشرت دراسة في مجلة العلاج الجنسي والزوجي تشير إلى أن الشركاء الذين تبنوا أسلوبا تعاونيا في إدارة الخلافات بينهم كانوا الأكثر راحة في حياتهم الزوجية.
تعلم كيفية الاعتذار
يعتقد البعض أن الأحبة ليس عليهم أبدا قول كلمة آسف، ولكن هذا ليس صحيحا، إذ إنه من المؤكد أن طلب الصفح من الشريك هو الأسلوب الأفضل، ولكن دون توقع أن تزول كل الخلافات بمجرد نطق كلمة آسف، إذ إن خبراء العلاقات يؤكدون أن واحدة من أكبر المشاكل في هذا السياق هي أننا أحيانا نعتذر بشكل سطحي دون أن نحاول فهم الأسباب التي أغضبت الطرف الآخر.
ويؤكد بحث أنجز في 2013 أن الشركاء الذين شعروا بأن الطرف الآخر اعتذر لهم بشكل صادق تمكنوا من التجاوز والصفح في وقت أسرع.
وهذا لا يعني أن توجه النقد إلى نفسك بشكل متواصل وتتحمل اللوم دائما، بل هو فقط تحمل للمسؤولية من أجل المساهمة في البحث عن حل، وهذا الأمر ليس ضروريا أن يتم بعد نشوب الخلاف مباشرة، لأنه سيبدو مزيفا، بل يجب أخذ بعض الوقت للتفكير والهدوء، عندها سوف يشعر الشريك بأنه يتقبل اعتذارك.
لا تغلق الباب على نفسك
الأزواج المرتبطون حديثا الذين لديهم مصادر خارجية للدعم النفسي، مثل العائلة والأصدقاء، لا يشعرون بنفس القدر من التوتر عند نشوب الخلافات مع الشريك كأولئك الذين ليس لديهم شخص يلجؤون إليه.
إذ إن طرح هذه المشاكل مع طرف ثالث والاستماع لرأي مغاير يمكن أن يساعدانا على فهم حقيقة ما يحصل في حياتنا الزوجية، ومن الأفضل البحث في المحيط العائلي أو الأصدقاء عن شخص يتمتع بما يكفي من الوعي والمهارات الاتصالية حتى يقدم لنا النصح والإرشاد، وهذه المحادثات يمكن أن تساعدنا على فهم أشياء كثيرة وتوسيع آفاقنا.
انتبه إلى كلماتك
يجب على كل من الطرفين عند تصاعد الخلافات والشجار أن ينتبه إلى كلماته ويختارها بعناية، ومن الأفضل أخذ بعض الوقت للتفكير قبل رد الفعل، ثم خوض النقاش من خلال تقديم حجج ذكية عوضا عن الصراخ.
ويستحسن في هذه الحالة التركيز على وصف المشاعر حتى يتمكن الطرف الآخر من فهمك بدلا من مواصلة لومك على الأخطاء، وعلى سبيل المثال يمكن أن نقول للطرف الآخر “أنا أشعر بالوحدة عندما تنشغل أنت بالرد على الهاتف” عوضا عن القول “لماذا دائما تنشغل بالهاتف؟”.
تحديد القواعد
هناك ثلاث مشاكل أساسية يتناقش بشأنها الأزواج، هي الأطفال، وتوزيع الأعمال المنزلية، وإدارة الأموال، ومن الضروري الوعي بتأثير هذه المواضيع الشائكة على العلاقة بين الزوجين.
كما أن التوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات السابقة -مهما كان موضوعها- يمكن أن يساعد الزوجين على الاستعداد للنقاشات في المستقبل.
ومن المهم وضع قواعد وحدود لا يسمح لأي طرف بتجاوزها حتى تتم إدارة الخلافات بشكل صحيح وفي حدود معقولة، مثل الاتفاق على تأجيل الحديث إلى أن يهدأ كل طرف.