تختار كثير من السيدات صبغ شعورهن بصورة دورية، سواء كان ذلك بقليل من اللون الأشقر على بعض الخصلات المتناثرة في الرأس للشعور بتغيير بسيط في المظهر، أو من خلال اختيار لون مختلف تماما للتجديد الجذري.
ومع ذلك، فقد ترغب بعض الحوامل في تجنب أي مخاطر محتملة من صبغات وعلاجات الشعر الكيميائية، إذ يتأثر الجسم بها بشكل كبير، وقد يتسبب في حدوث تشوهات للجنين ومشاكل في مراحل نموه.
مخاطر صبغ الشعر أثناء الحمل
يُعد صبغ الشعر من الأمور الممتعة التي تعزز الثقة بالنفس، لكن بما أن الألوان التجارية الشائعة في الأسواق تحتوي على مواد كيميائية ضارة، فمن الأفضل معرفة تأثيرها على الصحة قبل استخدامها.
وتأتي العلاقة الخطيرة بين الحمل وصبغ الشعر من تطبيق اللون نفسه، حيث تتضمن عملية الصبغ تلامسا مباشرا بين مكونات صبغة الشعر والجلد، والتي يُعتقد أنها تضر بالجنين، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، بحسب موقع “إن إتش إس” (NHS) البريطاني، للصحة والمعلومات الطبية.
ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من الجدل حول ما إذا كان تلوين الشعر آمنا أم لا أثناء الحمل، إذ إن المواد الكيميائية الموجودة في صبغات الشعر الدائمة وشبه الدائمة محدودة السمية. لكن لا يزال من الضروري الانتباه إلى تلك المخاوف تجنُّبا لأي احتمال بالخطر على صحة المرأة الحامل وجنينها.
التغيرات الهرمونية ومخاطر الصبغة
وتقترح أخصائية الشعر والصبغات آمي ويلسون، تجنب صبغ الشعر كليا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل على الأقل، وتشير ويلسون في تصريح لموقع “ماذر آند بابي” (Mother And Baby) للمرأة والطفل “بسبب التغيرات الهرمونية في الجسم أثناء الحمل، يمكن أن تصاب المرأة بالحساسية فجأة تجاه المواد الكيميائية في صبغة الشعر”.
وبينما قد يكون رد الفعل بسيطا أو نادرا، من المهم إجراء اختبار حساسية على رقعة من المعصم أولاً في كل مرة تقوم فيها المرأة الحامل بصبغ شعرها، على أن تنتظر لمدة 48 ساعة على الأقل قبل التلوين للتأكُّد تماما.
مكونات صبغات الشعر في الأسواق
أولا: تحتوي الغالبية العظمى من أنواع الصبغات الموجودة في الأسواق على مادة الأمونيا، وهي مادة مهيجة للجهاز التنفسي وقد تسبب اختلالات هرمونية.
كما تحتوي على مركب يُدعى “بي فينيلين ديامين” والذي اتضح بحسب الدراسات العلمية المتخصصة أنه قد يسبب تسمم الكبد وعيوبا خلقية وتهيج الجلد عند الاستخدام.
كذلك لكي تصبح تركيبات الصبغة فعالة في تلوين الشعر، فهي تحتوي على قطران الفحم، وهي مادة مسرطنة. أما “التولوين” و”الريسورسينول”، فهي بعض من العناصر الكيميائية الخطيرة المستخدمة في تصنيع صبغات الشعر، والتي تُعد سما عصبيا مهددا لسلامة الحمل، وقد تسبب تشوهات.
دراسات عن مخاطر الصبغة على الحمل
وبالرغم من أن بعض المؤسسات الطبية قد تشير إلى “ضعف” الدليل العلمي حول خطورة الصبغة على المرأة الحامل والجنين، فقد وجدت دراسة علمية أجريت عام 2005 في جامعة نورث كارولينا بالولايات المتحدة الأميركية، أن استخدام الأمهات لصبغات الشعر قد يزيد بشكل معتدل من خطر الإصابة بالورم الأرومي العصبي لدى الأجنة.
كذلك اتضح أيضا أن تلوين الشعر المؤقت قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، على عكس صبغات الشعر الدائمة، لأن الصبغات المؤقتة تحتوي على مواد كيميائية أكثر وأخطر على الصحة.
في السياق ذاته، وجدت دراسة أخرى أن تعرُّض الأمهات لصبغات الشعر أثناء مرحلة الرضاعة الطبيعية قد يزيد من خطر الإصابة بأورام الخلايا الجرثومية للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة بعد إنجابه، وخاصة عند الفتيات.
كيفية صبغ الشعر أثناء الحمل دون مخاطر
هناك عدد من النصائح التي يمكن للمرأة الحامل اتباعها لضمان الحصول على عملية صبغ شعر مرضية لها، مع حماية الطفل من أي مخاطر صحية مُحتملة. وهي:
-
الانتظار حتى الثلث الثاني من الحمل
العديد من الخبراء ينصحون الأمهات الحوامل بالانتظار حتى بداية الفصل الثاني تقريبا من الحمل، لتجنُّب أي عواقب مُحتملة، بحسب موقع “فلو” (Flo) لصحة المرأة. ففي الأسابيع الـ13 الأولى، تكون هذه هي فترة تطور الطفل الحساسة والمحورية لسلامة تكوينه.
وعلى الرغم من أنه لم يثبت بعد أن الجسم يمتص هذا المزيج المقلق من المواد الكيميائية في صبغات الشعر، فقد يكون هناك خطر لم يتم اكتشافه أو إثباته بعد، لذلك لا يجب المجازفة أبدا.
-
اختيار المنتجات الآمنة لصبغ الشعر أثناء الحمل
بمجرد الدخول في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، والحصول أولاً على موافقة الطبيب المتابع للحالة، من الضروري اختيار أقل خطوات صبغ الشعر خطورة، لتجنُّب أي آثار جانبية مُحتملة.
على سبيل المثال، تُعتبر عمليات صبغ الجذور، وتغيير لون الشعر بالكامل من الجذور حتى الأطراف، إحدى العمليات التي لا يُنصح بها أبدا أثناء الحمل؛ لأن هذا يعني أن الصبغة ستوضع على الشعر وفروة الرأس مباشرة، وهنا تمتص المسام الموجودة في الجلد المواد الكيميائية، وتدخل مجرى الدم وتصل للجنين من خلال الحبل السري.
للحصول على بديل آمن أقل خطورة، يمكن تجربة أساليب صبغ الشعر من الأطراف، أو اختيار تقنية الخصلات الملونة بشكل تدريجي بعيدا عن جذور الشعر، بحسب موقع “وات تو إكسبكت” (What To Expect) للأمومة.
-
استخدام ألوان ألطف لصبغ الشعر
من المهم أيضا وضع اختيار اللون في الاعتبار عند اتخاذ قرار صبغ الشعر أثناء الحمل.
يمكن الاستعانة برأي مصففي الشعر في هذه المرحلة لاختيار أقل ألوان الصبغات ضررا، مثل اللون الذي يحتوي على قاعدة خالية من الأمونيا.
البدائل الطبيعية
-
الحناء
يتم تحضير بعض الصبغات الطبيعية من خلال مسحوق أوراق نبات الحناء المتوفر بسهولة في أي متجر للعطارة والأعشاب الطبيعية، أو حتى في بعض المتاجر الكبرى. ومع ذلك يجب التأكد من أن الحناء خالية تماما من المواد الكيميائية، المعززة لثبات اللون.
-
عصير البنجر
يعطي عصير البنجر أو الشمندر لونا أحمر خفيفا للشعر بشكل طبيعي دون أضرار، ويظهر اللون أكثر عند التعرُّض للضوء المباشر أو الشمس.
يمكن تحضير هذه الصبغة من خلال خلط البنجر النيء وطحنه لكي يكون في هيئة معجون، ودهنه في الشعر جيدا وتركه لعدة ساعات، أو حتى يجف، للحصول على التأثير الأمثل. مع ملاحظة أن اللون سيكون مؤقتا بالطبع وسيزول مع كل غسل.
-
الشاي
الشاي المغلي المركز يمكن أن يساعد في تغميق الشعر وحتى تغطية الشعر الرمادي؛ إذ تبين أن الشاي الأسود يحتوي على نفس مركبات الحناء تقريبًا. ومن ناحية أخرى، فإن شاي البابونج له تأثير مبيض وقد يساعد في تفتيح الشعر بشكل طبيعي ودون آثار جانبية.
القهوة
في حال الرغبة في تغميق لون الشعر وتعزيز صحته في آنٍ واحد، فإن القهوة تُعد خيارا مثاليا لذلك.