سان فرانسيسكو – يعد سرطان القولون ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعا في العالم، حيث يصيب مليوني شخص جديد سنويا. وعند اكتشاف الأورام السرطانية في القولون أو المستقيم، يتم استئصالها جراحيا ثم إخضاع المريض للعلاج الكيميائي لتلافي تجدد الإصابة، غير أن الدراسات الإحصائية أظهرت أن المرض يعود إلى مهاجمة الجسم مجددا لدى نسبة تتراوح ما بين 20 إلى 35 في المئة من المرضى بعد استئصال الورم.
ويرجع العلماء سبب هذه الانتكاسة إلى ما يعرف باسم الانبثاث، ويقصد به انتقال الخلايا السرطانية من عضو إلى آخر، وبالتالي تتجدد الإصابة بالمرض الخبيث، وتعتبر هذه النقائل السرطانية السبب الرئيسي لوفاة مرضى مختلف أنواع السرطان بما في ذلك سرطان القولون.
ونجح فريق علمي من مركز أبحاث الطب الحيوي في برشلونة بإسبانيا في التعرف على خلايا سرطانية تكون مختبئة داخل الكبد والرئة بعد استئصال الأورام السرطانية من القولون، وأكدوا أن هذه الخلايا هي المسؤولة عن حدوث انبثاثات وهجرة مرض السرطان إلى أعضاء أخرى من الجسم.
وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “نيتشر”، نجح الفريق البحثي في ابتكار تقنية علمية لعزل هذه الخلايا السرطانية المختبئة داخل الكبد ومنعها من الانتشار في باقي الجسم.
ونقل الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث العلمية عن الباحث أدريا كانيلاس سوكياس وهو أحد المشاركين في الدراسة قوله إن “النموذج العلمي الذي نجحنا في ابتكاره سمح لنا بتوصيف ديناميكيات عمل الخلايا السرطانية المنبثة، ولقد درسنا انبثاثات يتراوح حجمها ما بين ثلاث إلى أربع خلايا سرطانية، وغيرها أكبر حجما، وحددنا طريقة عملها خلال مراحل تطور السرطان في جسم المريض”.
وأكد الباحثون أن هذه الدراسة تفتح الباب على مصراعيه أمام نوعية جديدة من أبحاث علاج السرطان حيث أنها تتيح إمكانية تحديد العوامل التي تؤثر في تكون هذه الانبثاثات وطريقة تطورها، بهدف منع تكونها وبالتالي الحيلولة دون انتكاس المرضى بعد استئصال الأورام الرئيسية من الجسم.
وسرطان القُولون هو أحد أنواع السرطانات التي تبدأ في الأمعاء الغليظة (القُولون). والقُولون هو الجزء النهائي من السبيل الهضمي. ويؤثِّر سرطان القُولون بشكل كبير في البالغين الأكبر سنًّا، على الرغم من ظهوره في أي عمر. ويبدأ عادة في صورة تكتُّلات صغيرة غير سرطانية (حميدة) من الخلايا تُسمَّى سلائل تتكوَّن بداخل القُولون. وبمرور الوقت قد تُصبِح بعض تلك السلائل سرطانات في القُولون.
وقد تكون السلائل صغيرة، وتنتُج عنها أعراض قليلة، إن وُجِدَتْ. ولهذا السبب، يُوصِي الأطباء بالخضوع لفحوصات منتظِمة للمساعدة في الوقاية من سرطان القُولون بالتعرُّف على السلائل واستئصالها قبل أن تتحوَّل إلى سرطان.
وفي حالة الإصابة بسرطان القُولون، توجد العديد من العلاجات المتاحة للمساعدة في السيطرة عليه، وتشمل الجراحة، والعلاج الإشعاعي والعلاجات الدوائية، مثل العلاج الكيميائي، والعلاج الموجَّه، والعلاج المناعي. ويُطلَق على سرطان القُولون في بعض الأحيان سرطان قولوني مستقيمي، وهو مصطلح يجمع بين سرطان القُولون وسرطان المستقيم، ويبدأ في المستقيم.