تتجه أنظار اليمنيين نحو يوم الجمعة القادم الذي يصادف الـ30 من ديسمبر الجاري، وهو ذات الموعد الذي أعلن نشطاء أنه سيكون بداية لانتفاضة شعبية في صنعاء على ميليشيا الحوثي الإرهابية، الذراع الإيرانية في اليمن.
وظهر خلال الأيام الماضية هاشتاج على موقع التواصل الاجتماعي توتير بوسم “#انا_نازل_30_ديسمبر_ميدان_التحرير” حمل دعوة للمشاركة في الانتفاضة التي تستهدف الميليشيات الحوثية رداً على فسادها.
وحظي هذا الهاشتاج بتفاعل قطاع واسع من النشطاء اليمنيين خاصة المقيمين في الخارج الذين اعتبروه بداية ثورة لاجتثاث الميليشيات الحوثية وتخليص اليمن من الهيمنة الإيرانية المستمرة منذ ثماني سنوات، وتسببت بخراب ودمار في مختلف أرجاء البلاد.
أكثر من أثار الانتباه هو تفاعل نشطاء وسياسيين محسوبين على الميليشيات الحوثية مع هذا الهاشتاج على رأسهم الناشط السياسي والإعلامي الحوثي، أحمد العماد، الذي نشر سلسلة تغريدات تحدث فيها عن الاستعدادات الشعبية لهذا اليوم واعتبر هذا اليوم بمثابة الفرصة الأخيرة للتخلص من حكم الميليشيات الحوثية التي اتهمها بظلم الجميع.
كما زعم العماد أنه على تنسيق مع مشرفين أمنيين في صنعاء وإب والمحويت وحجة لمساندة هذه الانتفاضة، وهو ما يفتح تساؤلات حول حقيقة هذه الانتفاضة التي سيشارك فيها مشرفو الحوثي المسؤولون عن ارتكاب مئات الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لإشرافهم.
العماد وغيره من المتفاعلين مع هذا الهاشتاج حددوا ثلاثة مطالب رئيسية لإلغاء ما أسموها الثورة الشعبية المرتقبة في 30 ديسمبر تمثلت في دفع جميع مرتبات الموظفين خلال أيام وإطلاق سراح كل معتقلي الرأي وتقديم اعتذار رسمي لهم وإجراء انتخابات رئاسية وإعلان تخفيض أسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية الأساسية، وهي مطالب يستحيل أن تنفذها الميليشيات الحوثية حتى وإن كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة كسلطة أمر واقع في صنعاء ومحافظات الشمال.
ويعتقد مراقبون أن هذه الدعوة للانتفاضة قد تكون فخا نصبته الميليشيات الحوثية من أجل معرفة القوى المناوئة لها واعتقالها تحسباً لأي تحركات محتملة من قوى الشرعية للقيام بانتفاضة مشابهة، خاصة وأن اجتماع رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور، رشاد العليمي مع محافظي عدد من المحافظات يوم الأربعاء، تطرق إلى تقارير تتحدث عن حالة التذمر والغليان الواسع ضد سلطة المليشيات الإرهابية، والإجراءات المطلوبة لحماية تلك الأصوات، وتعزيز حضور الشخصيات الاجتماعية، وقادة الرأي والناشطين، ودعم المقاومة الشعبية في مواجهة المشروع الإمامي المتخلف.
وقلل الصحفي السياسي صالح أبوعوذل من أهمية هذه الدعوات، وأشار في تدوينة على حسابه في تويتر إلى أن الحوثي أضعف الناس إلى درجة أن لا أحد يجرؤ يتصل لقريبه المقيم بالخارج.