تعتبر المسؤولية الاجتماعية مجال تتنافس فيه المجموعات التجارية وبيوت الأعمال والشركات على القيام بدورها نحو المجتمع بما يسهم في بنائه وتطويره، وتعزيز السلم الاجتماعي، ويتفق الجميع على أن الدور البارز هو للدولة التي تقوم بدورها في هذا الجانب، لكن العبء يقع على مؤسسات المجتمع المدني بما في ذلك الدور المهم والأساسي لرجال الأعمال والشركات في القيام بدور بناء وإيجابي بهذا الشأن.
هناك أسماء كبيرة في اليمن تقوم بدورها في هذا الجانب ومجموعات تجارية لها عقود من المساهمات المجتمعية التي ساهمت في تخفيف حدة وقساوة الظروف المجتمعية وقامت بتأهيل وتدريب الآلاف من الشباب والباحثين عن العمل والطلاب في شق طريقهم نحو النجاح رغم الصعوبات التي تحيط بالجميع بما في ذلك الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة والتحديات التي تواجهها البيوت التجارية وأصحاب الأعمال.
ويبرز الدور الإيجابي لمجموعة الحثيلي على المستوى الثقافي والاجتماعي، وما تقوم به من أنشطة في هذا الجانب، كمبادرة ونموذج رائد يهدف لتشجيع رجال الأعمال والشركات والمؤسسات على تبني مبادرات في هذا الجانب، تسهم في تخفيف المعاناة التي يواجهها الطالب والمثقف ضمن المجتمع بشكل عام، الذي يعاني بشكل غير مسبوق في شتى مناحي الحياة، لكننا نعتقد أن المثقفين والأدباء والطلاب خاصة المبتعثين في الخارج هم الأكثر تأثراً بالأحداث التي شهدها اليمن مؤخراً.
وفي هذا اللقاء القصير طرحنا عدد من الأسئلة على الأخ شوقي حسين الحثيلي، المدير التنفيذي لمجموعة الحثيلي، والدور الذي تقوم به المجموعة، في ظل رعاية الحثيلي للسيارات والمعدات الثقيلة م.م.ح جوائز عناوين بوكس المعلن عنها العام الماضي والتي سيتم الإعلان عن أسماء الفائزين فيها قبيل نهاية العام.
رسالة رمزية
وفي البداية توجهنا بسؤال للمدير التنفيذي لشركة الحثيلي حول الدور الذي تقوم به مجموعة الحثيلي في هذا الجانب، فأجاب: الدور الذي تقوم به مجموعة الحثيلي ممثلة برئيس مجلس الإدارة حسين الحثيلي دور بسيط ونعتبره واجب وحق علينا تجاه أبناء وبنات اليمن، ورغم أننا نحاول بذل ما نستطيع في هذا الجانب، إلا أننا نتمنى أن تكون المبادرات البسيطة التي نقوم بها قد أسهمت وتسهم في إيصال رسالة رمزية أننا معكم، وأيضاً تعكس الاهتمام الكبيرة بهذه الشريحة المهمة في المجتمع، والتي يقع على عاتقها نشر المحبة والتسامح والسلام من خلال الثقافة باعتبارها الوسيلة الأنسب والخيار الوحيد لتصحيح الأمور في اليمن، وكما لمسنا ذلك في تجارب عدد من الدول.
وأضاف شوقي الحثيلي:” نعترف أننا نقوم بجهود بسيطة، لكننا على يقين أن الجميع يقوموا بدورهم في هذا الجانب وأنا أتحدث عن رجال الأعمال، وهناك رجال أعمال وشركات قدمت وتقدم الكثير في هذا الجانب، وما نقوم به هو مساندة الجهود المشكورة التي يقوموا بها، والوصول إلى أكبر شريحة ممكن في ظل استحالة أن تصل المبادرات إلى الجميع، لكنها كما قلت مبادرات تهدف إلى فتح باب المشاركة والمساهمة، على سبيل المثال رعاية جوائز عناوين بوكس الثقافية رسالة تشجع الكتاب والكاتبات اليمنيين على نشر أعمالهم بشكل أوسع، وكما عرفنا هناك مئات من المشاركات التي تم استلامها من قبلكم، وهذا شيء إيجابي ويعكس الرسالة التي نود إيصالها”.
وتابع: “وأود التنويه في ردي على هذا السؤال أنه لا علاقة لنا أبداً بموضوع الفائزين والفائزات المحتملين كون هذا الأمر مهمة دار النشر، ونعتبر أن أي مشاركة وصلتكم فائزة، حتى لو لم يتم الإعلان عن فوز المشاركين فيها، لأن الكاتب أو الكاتبة يكتب للأدب والثقافة وليس للفوز بالجائزة”.
وعن الأثر الذي يتوقعه رجل أعمال من القيام بهذا الدور المجتمعي والثقافي، يقول شوقي الحثيلي:” ما نهدف إليه هو أن يسهم هذا الدعم في تفعيل الحراك الثقافي والاجتماعي وفي تعزيز روح المحبة والتسامح كما أوضحت، حيث سنظل داعمين لأي مبادرات في هذا الجانب بحسب الأولوية التي يراها الأخوة الذي يتولوا تنظيم هذه الأمور، وندعو الله أن يحفظ اليمن وسائر البلاد، وأن تسود لغة الثقافة والحوار”.