كتب الاعلامي احمد هاشم السيد مقالا جاء فيه:
وطني .. مع علي السقاف
عند تجهيزنا لمرحلة البرامج ماقبل الافتتاح الرسمي لاذاعة هنا عدن في ٩/٢/٢٠١٩ على تردد ٩٢،٩ حدثني الرئيس عيدروس الزبيدي انه يبحث عن اذاعي لامع كان يقدح بصوت الحق الجنوبي ابان حرب عام ١٩٩٤ على اذاعة عدن واختفى بعدها، قال لي سيادته انهم اكدوا له انه متوفي وانه يشعر ان الرجل على قيد الحياة، فبدأت مشوار البحث عنه.
استطعنا بعد بحث طويل مع استاذتنا من قدامى العاملين في اذاعة عدن العثور على الاستاذ والهامة الوطنية الفريدة في التقديم البرامجي الاذاعي أ/ علي السقاف. تواصلنا معه وحددنا موعد لزيارته لنا في موقع الاذاعه ، وحدث ذلك.
جائني للمكتب واستقبلته بحفاوه واجلال ، تحدثنا طويلاً عن امكانية تقديمه لبرنامج على اذاعة هنا عدن وكان رافضاً للامر، مبرراً ذلك بانه منذ سنوات طويله لم يعد يعمل وان الناس غير الناس وانه يشك بقدرته على الاعداد البرامجي بسبب كبر سنه، فاخبرته ان فريقاً من المعدين والمنسقين سيكون تحت امره، لكنه رفض.
اخذته من يده ونزلنا سوياً لاستيديو الشهيد جعفر في الاذاعه، فتحت الباب ودخلت قبله وقلت له “هنا يجب ان يكون الهامه علي السقاف” موجها سبابتي نحو الكرسي والميكرفون الاذاعي، دخل الاستاذ علي للاستيديو ، كان الحنين والتاثر والاشتياق بادياً على وجهه، لن انسى أبداً ماحييت تامله لكل تفاصيل الاستيديو والتفاتته الي وعيناه تفيض من الدمع قائلاً ” انا معك يابن هاشم”.
في صباح اليوم التالي مباشرة كان الاستاذ علي السقاف في الاستيديو ، يرتب لبرنامجه الذي اقترحه تحت عنوان “وطني” رافضاً ان يكون له اي معد او منسق ، فكان التقديم والاعداد والتنسيق للبرنامج تحت العنوان الذي استمر الترويج له من بعدها سنوات ” وطني .. مع علي السقاف”.
وفي يوم تدشين الرئيس عيدروس الزبيدي للاذاعه تفاجئ بعلي السقاف حياً يرزق وكان سعيداً بذلك، بل واوصى ان ينفذ له اي طلب وان يكون الاهتمام لبرنامجه استثنائياً وقد كان .
كم عانى هذا الرجل بعد عام ١٩٩٤ من التهميش والاذلال حتى فقد الامل، ولكن رحمة الله كانت فوق كل ظالم. رحمة الله تغشاك ايها الهامة الوطنية والاستاذ الاجل علي السقاف.
#احمد_هاشم_السيد