استبعد محلل سياسي اندلاع حرب جديدة بين الأطراف اليمنية، ومليشيا الحوثي الإرهابية، نتيجة استهلاك تلك الأطراف، طوال سنوات الحرب التي امتدت لثماني سنوات، إلى جانب حساسية القضية الفلسطينية.
وقال الكاتب والمحلل السياسي صلاح أحمد غالب، أن الحوثيين جماعة حرب، أي أنهم من دون اشتعال الحروب يفقدون سيطرتهم على المجتمع، وتظهر أمامهم مجموعة كبيرة من المطالب الحقوقية المعيشية للناس.
وأضاف غالب، في حديث لصحيفة “العربي الجديد”: “لأنهم كذلك، فقد كشفت التهدئة التي تمّت بينهم وبين الشرعية عن استحقاقات كبيرة لأبناء المناطق التي يسيطرون عليها، ظهر هذا جلياً بخطاب قيادات حزب المؤتمر التي شكلت لهم أزمة في شهري أغسطس وسبتمبر 2023 وأيضاً ارتفاع الصوت الحقوقي المطالب بتسليم الرواتب”. وأشار إلى أن هذه الأزمة استمرت معهم إلى أن قاموا أخيراً بتهديد الملاحة الدولية، ومحاولة إشعال حرب أخرى لتستمر سلطتهم تحت عنوان الحرب الجديدة.
وتابع المحلل السياسي، قائلًا: “بالنسبة للشرعية لن تخوض حرباً على الحوثيين في هذا التوقيت، ولا توجد جبهة مرشحة لأن تخوض حرباً في هذه اللحظة، لأنهم لا يريدون أن يقدموا أي خدمة مجانية للقوى الدولية التي خذلتهم في حربهم مع الحوثي لثماني سنوات مضت، ولأنهم أيضاً يدركون حساسية القضية الفلسطينية في وجدان وذهنية الشارع اليمني، وهي القضية التي يرفع الحوثيون لافتتها بشكل كبير بتحركاتهم الأخيرة”.
وأكد غالب أن “الشرعية لن تتخذ أكثر من موقف الدفاع عن النفس في حال حصول أي هجوم حوثي على إحدى جبهاتها لمدة قصيرة، أما إذا استمر الهجوم بشكل كبير ولمدة طويلة فإنها، أي الشرعية، ستوسع نطاق عمليتها العسكرية في جبهات أخرى، وربما يتدخل التحالف مرة أخرى وبشكل أكبر في الحرب، خصوصاً في المناطق الساحلية على البحر الأحمر في الحديدة وحجة”.
يشار إلى أن عددًا من الجبهات، شهدت – خلال الأيام الأخيرة – تصعيدًا كبيرًا، عقب هجمات حوثية متقطعة على مواقع القوات الحكومية، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.