كشفت مجلة “نيوزويك” الأمريكية عن توجيهات أصدرها الرئيس الأمريكي “جو بايدن” باستمرار وتكثيف الضربات الجوية الأمريكية ضد مواقع الحوثيين في اليمن مشيرة إلى ان بايدن اعترف في تصريحات محدودة التداول أدلى بها لعدد من الصحافيين المقربين من الحزب الجمهوري أن اللجوء إلى خيار الردع العسكري ضد الحوثيين قد فشل لكن ذلك لن يدفع إدارته إلى وقف الضربات الجوية لاعتبارات تتعلق بالرغبة في انهاك الميلشيا الموالية لايران”.
واعتبر تقرير نشرته المجلة حول التطورات المتصاعدة في البحر الأحمرأن الحل الوحيد لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر هو ان تعمل ادارة بايدت على التسريع بوقف الحرب الاسرائيلية في غزة”.
وأشار التقرير إلى انه “في اليمن على وجه الخصوص، كانت الأدلة على مدى الأشهر العديدة الماضية واضحة المعالم وتؤكد أن الضربات الأمريكية فشلت في تحقيق أي شيء يتجاوز التكتيك” منوها الى أنه و بالرغم من شن “جولات متعددة من الضربات ضد المنشآت العسكرية للحوثيين عبر مواقع متعددة في اليمن” فإن “الحوثيين لم يظهروا أي استعداد على الإطلاق لتغيير سياستهم”.
وأكد التقرير إن “الضربات الأمريكية لم تفشل كاستراتيجية للردع فحسب، بل كاستراتيجية للإجبار أيضًا..إجبار طرف آخر على التأثير على عملية صنع القرار لصالح التسوية، فالموقف الأساسي للحوثيين وهو أن الضربات في البحر الأحمر سوف تستمر طالما أن المساعدات ممنوعة من دخول غزة “.
وأثار التقرير تساؤلات ملحة من قبيل لماذا تصر إدارة بايدن على الاستمرار في سياسة قاصرة في مواصلة استخدام الردع العسكري طالما أنه خيار أثبت فشله في إجبار الحوثيين على التراجع مشيرة إلى ان “هناك تفسيرات متعددة: أولاً، قد تعتقد الإدارة الأمريكية أن الرد على هجمات الحوثيين بضربات جوية سيدفع الجماعة بمرور الوقت، نحو الاستنتاج المتأخر بأن الرد بالعين مع القوة العسكرية العظمى في العالم ليس في مصلحتها، وربما يهدف البيت الأبيض أيضًا إلى إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين إلى درجة لم يعد من الممكن فيها شن المزيد من الهجمات ضد السفن”.
وحذر التقرير بحسب التقرير من أن الرد الامريكي على كل هجوم صاروخي للحوثيين قد يتبع منطقًا معينًا من حيث التناسب، لكنه يوفر أيضًا للحوثيين ما يبدو أنهم يطمحون إليه على وجه التحديد وهو حرب كاملة مع الولايات المتحدة، الأمر الذي من شأنه أن يعزز حسن نواياهم كقوة مقاومة في المنطقة والسماح لهم برسم تناقض صارخ مع الحكومات ذات الأغلبية العربية التي ما زالت تتمسك بالإدانات الخطابية ضد إسرائيل”.
ولفت التقرير إلى إن “فكرة أن الضربات الأمريكية يمكن أن تقضي على قدرة الحوثيين على ممارسة العنف أو تضعفها بشكل خطير هي أيضًا فكرة إشكالية، فأولاً، على الرغم من جودة مجتمع الاستخبارات الأمريكي، إلا أنه ليس لديه صورة كاملة عن مكان قيام الحوثيين بتخزين وإنتاج معداتهم العسكرية، وتتركز معظم الموارد الأمريكية في اليمن على تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وهي جماعة إرهابية مناهضة للولايات المتحدة وتعتبر الحوثيين أيضًا عدوًا معتبرا إن إعادة ترتيب تلك الأولويات الاستخباراتية والموارد المصاحبة لها ليست سهلة مثل الضغط على المفتاح – وبالنظر إلى نية الحوثيين وقدرتهم على مهاجمة الأمريكيين، فإن إعادة الترتيب هذه قد لا تكون حكيمة على أي حال”.
وخلص التقرير الى التأكيد على إن “العمل العسكري الأمريكي كل بضعة أيام لن يقنع الحوثيين، إن الطريقة الأكثر فعالية لواشنطن لإنهاء هجمات الحوثيين على الممرات المائية الدولية لا تتمثل في الضربات العسكرية، بل من خلال إنفاق الموارد الدبلوماسية المطلوبة لإنهاء الحرب في غزة في أقرب وقت ممكن”.