تسارعت ردود الأفعال الغاضبة، بعيد مقتل مواطن يمني يحمل الجنسية الأمريكية في ظروف غامضة الخميس، عقب يوم من إعلان اعتقاله، من قبل نقطة أمنية تابعة للواء التاسع صاعقة قطاع مديرية طورالباحة، الذي قال في بيان في بادئ الأمر إن السنباني مشتبه بصلته بجماعة الحوثي، ويحمل مبالغ مالية بالعملة الصعبة أثناء عودته إلى مسقط رأسه بمحافظة ذمار.
وفي اليوم الثاني لاعتقاله، قالت مصادر محلية إن الشاب اليمني عبدالملك أنور أحمد السنباني قتل بظروف غامضة.
وحتى وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، لم تتكشف بعد ملابسات هذه الجريمة البشعة التي لاقت تفاعلا على كافة المستويات.
وفي متابعة القضية، أوضحت أسرة السنباني أنها كانت على تواصل مستمر مع ابنها منذ بداية رحلته قبل أن ينقطع التواصل معه ظهر يوم الأربعاء الماضي، ليتفاجئوا يومها بوسائل إعلامية وتصريحات عن مسؤولين في طور الباحة تتحدث عن القبض على ابنهم بتهمة انتمائه لجماعة الحوثي وحيازته مبالغ مالية من الدولارات.
وحسب الأسرة، إنهم سارعوا إثر ذلك السفر إلى عدن لمعرفة الملابسات ومصير ابنهم، ولكنهم تفاجأوا بجثته في ثلاجة مستشفى الجمهورية بعدن.
كانت صحيفة “الأيام” نشرت في عددها يوم الخميس وعلى موقعها الإلكتروني خبر اعتقال السنباني من قبل نقطة عسكرية بعد الاشتباه بعلاقته بالحوثيين وفق ما أعلنه المتحدث الإعلامي للسلطة المحلية بمديرية طور الباحة جلال السويسي، الذي أورد في بيان باسمه وصفته، تفاصيل اعتقال الشاب حتى مقاومته للجنود أثناء ملاحقته.
وتتقدم صحيفة “الأيام” بخالص تعازيها لأسرة القتيل عبدالملك السنباني واعتذارها لوصفة بالحوثي في عنوان الخبر المنشور يوم أمس الأول وهو الوصف الذي وصل الى الصحيفة من المتحدث بأسم السلطة المحلية بطور الباحة، المستشار الأعلامي، جلال السويسي. كما تؤكد الصحيفة وكافة منتسبوها إدانتهم بأشد العبارات والمعارضة بشدة لعمليات القتل أو التقطع لأي مدني في أي نقطة تفتيش، وندعوا على الدوام الى الاحتكام للقانون والقضاء.
وفي تفاصيل جديدة أمس الجمعة حول القضية، أكد مصدر عسكري لـ”الأيام” أن قوات اللواء التاسع صاعقة تحتجز سائق السيارة الذي كان الشاب السنباني قد استقلها من عدن متوجها إلى المناطق الشمالية حيث مسقط رأسه.
وقال المصدر واصفا السائق بأنه “الشاهد الوحيد على الحقيقة ولما حدث” موضحا أنه يخضع حاليا للتحقيق دون الكشف عن المزيد من الإيضاحات.
وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، أمس الجمعة، أن رئيسه اللواء عيدروس الزبيدي وجه أمس بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات مقتل المواطن عبدالملك أنور أحمد السنباني أثناء مروره في نقطة عسكرية تابعة لقطاع طور الباحة بمحافظة لحج.
وأعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية النقيب محمد النقيب أن توجيهات رئيس المجلس الانتقالي “تضمنت أيضا توقيف أفراد النقطة المعنية وإحالتهم إلى المسائلة أمام الجهات المختصة في النيابة العسكرية”.
وأكد مصدر عسكري في اللواء التاسع صاعقة بدء إجراء التحقيق في ملابسات وفاة السنباني في إحدى النقاط التابعة للواء التاسع صاعقة.
وأشارت وسائل إعلام مقربة للمجلس الانتقالي أن قائد اللواء التاسع صاعقة العميد فاروق الكعلولي أمر باحتجاز المسؤولين عن ذلك استعدادا لفتح تحقيق شامل عن الواقعة وتوضيح ملابساتها ومعاقبة الجناة.
وأشارت إلى أن قيادة اللواء “تعهدت بالانتصار لروح الحق وتقديم كل من له علاقة بالحادثة للتحقيق”.
وفي السياق، ذكرت وكالة سبأ الشرعية، أن رئيس الوزراء د. معين عبدالملك وجه محافظ لحج بإجراء تحقيق عاجل في الجريمة، وكشف ملابساتها أمام الرأي العام وتقديم المسؤولين عنها للقضاء.
وأضافت أن معين استمع من محافظ لحج إلى تقرير أولي حول ملابسات الجريمة والإجراءات التي تم الشروع فيها.
إلى ذلك أعلن المكتب الإعلامي لوزير الداخلية في حكومة المناصفة اللواء إبراهيم حيدان بتوجيه محافظ لحج رئيس اللجنة الأمنية للتحقيق في مقتل المواطن اليمني عبدالملك السنباني أمريكي الجنسية، وضبط الجناة، وتقديمهم للعدالة والرفع لوزير الداخلية بالنتائج سريعا.
السلطة المحلية بطور الباحة ممثلة بمأمورها عبدالرقيب البكيري أدانت حادث مقتل المواطن اليمني الأصل الأمريكي الجنسية عبدالملك السنباني في أثناء سفرة من أمريكا إلى اليمن عبر مطار عدن مرورا بخط الوهط طورالباحة تعز، وتم القبض عليه في نقطة اللواء التاسع صاعقة، واتضح فيما بعد مقتله.
وقال البكيري في بيان: “إننا في قيادة السلطة المحلية مديرية طورالباحة ندين هذا التصرف غير المسؤول من قبل نقطة عسكرية التي من واجبها حماية المواطن وحماية حقوقه، وقد تبين من خلال الصور إنه تم القبض عليه وهو سليم ولم تظهر علية آثار أي مقاومة”.
وأعتبر البكيري تصريحات القبض على الشاب السنباني وأنه كان مشتبهه به من العناصر التابعة للمليشيات الحوثية بأنها “ادعاءات لا تبرر ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء”، موضحا أن الجهات الأمنية مهامها التحقيق مع أي مشتبه ليتم إحالته للجهات المختصة، وإنه لمن المؤسف أن تتعامل قوات عسكرية بهذه التعاملات مع المواطنين بتصفيتهم خارج القانون، مؤكدا أن قيادة السلطة المحلية بمديرية طورالباحة تدين وتستنكر ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء، غير المبررة، والتبرؤ منها ومن مرتكبيها.
وطالب البكيري قيادة اللواء التاسع صاعقة التابع للمجلس الانتقالي بقيادة العقيد فاروق الكعلولي بسرعة تسليم المتهمين أفراد النقطة العسكرية الذين ارتكبوا تلك الجريمة وكل من له علاقة بتهمة مقتل المجني عليه المواطن عبدالملك السنباني، وإحالتهم للجهات القانونية والقضائية.
إلى ذلك أدانت لجنة حقوق الإنسان بالجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي الجريمة الإرهابية الشنعاء التي تعرض لها المواطن الأمريكي اليمني عبدالملك السنباني.
وطالبت اللجنة في بيان باسم د. عبدالله باصهيب بالتحقيق مع مرتكبي هذه الجريمة ضد مواطن مدني لا يملك سلاحا وجاء بزيارة لبلده وأهله.
وأكدت اللجنة أن المجلس الانتقالي الجنوبي على ثقة أن مثل هذه الممارسات لا تمت لواقعنا الجنوبي بأي صلة كوننا شعب متحضر يحترم الضيف ونقدر الحقوق والحريات مشيرة إلى أنها على ثقة في أن مرتكبي هذه الجريمة الإرهابية لن يتم السكوت عليهم، وتطالب اللجنة بتقديم الجناة للمحاكمة بأقرب وقت.
ومساء أمس الجمعة، أصدر محافظ لحج اللواء الركن أحمد التركي أمر بتشكيل لجنة تقصي الحقائق بقضية المواطن السنباني على النحو التالي:1- مدير عام الأمن القومي بالمحافظة رئيسا.
2- مدير عام جهاز الأمن السياسي بالمحافظة عضوا.
3- رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بالمحافظة عضوا.
مدير البحث الجنائي بالأمن العام بالمحافظة عضوا.
5- مدير الشؤون القانونية بديوان المحافظة عضوا.
صفحات وسائل التواصل الاجتماعي (فيس بوك + تويتر) ضجت بتدوينات على نطاق واسع تطالب بالقبض على القتلة وتقديمهم إلى العدالة. فيما أعاد ناشطون نشر تسجيلات فيديو من يوميّات بثّها عبد الملك على صفحته على موقع “فيسبوك” حول رحلة العودة إلى اليمن.
وأكد كثير من الصحفيين اليمنيين أن قضية السنباني تحولت إلى قضية رأي عام، معتبرين أنها بداية حقيقية لتشكيل وعي إنساني جمعي يُمهّد الطريق للسير باتجاه رافض لكلّ العبث اللاإنساني الذي يطبق على أنفاس الجميع في اليمن سواء جنوبا أو شمالا.
شقيقة المغدور عبدالملك السنباني ظهرت على منشور أمس، قدمت فيه رثاء لشقيقها قائلة: “كيف أبدأ الكلام ولم تكن لي مجرّد أخ، كنت صديقي وحبيبي والحياة كلها، أخي يا وحيدنا وسند أمي وخواتي كسرت ظهري، لو بس خليّتني أشوفك بس (سمحت لي فقط برؤيتك) قبل ما تسير”.
وتابعت في منشورها: “أكثر من سبع سنوات وأنا منتظرة هذه اللحظة. كنت منتظرة هذه اللحظة بفارغ الصبر، سبع سنين ولا قالت لك أميركا حاجة وتجي بلادك ويقتلوك، قتلوك وموّتوني”. حسب ما نشرته صحيفة العربي الجديد على الإنترنت أمس.