اشريف محمد يحي
لوحة فنية تظهر الترابط بين الحواس في تقدير الموسيقى. تظهر شخصية عربية أمازيغية قديمة تعزف على قيثارة مع تصوير بصري للأمواج الصوتية وهي تتحول إلى ألوان وروائح وأنماط ملموسة حول الشخصية، مما يرمز إلى تفاعل الحواس الخمس. الخلفية ذات جو حالِم وإضاءة ناعمة. (فايرفلاي-الجزيرة)
السمع الحقيقي هو الذي يشمل تفاعلا كاملا بين الحواس الخمس وليس فقط الأذن (فايرفلاي-الجزيرة)
اشريف محمد يحيى
13/1/2025-آخر تحديث: 13/1/2025-01:09 م (توقيت مكة)
تتجلى روعة الإبداع في قدرة الصوت على مخاطبة الروح بلغة تتجاوز حدود السمع المجرد، ويتناول هذا المقال في حوار متخيل العلاقة المتشابكة بين الموسيقى والحواس الخمس، مسلطا الضوء على الطبيعة الشمولية للتجربة الموسيقية. ويستعرض معايير الطرب الحقيقي والفن الأصيل، مؤكدا على أهمية التوازن في تلقي الفنون وتذوقها.
التذوق الموسيقي
قال مترنم ابن أبي الشادي: سئل متأبط العود ابن أبي قيثارة المزاميري -صاحب “جوالب الشجو وجواذب الشدو”: ما بلغ من تذوقك الموسيقي؟!
قال: ما استأثرت أذني بـ”صوت” قط؛ إذ لا يكاد يخترق حدودها السماعية حتى تتلقفه معها سائر الحواس!
قالوا: آالذوق والشم واللمس والبصر تعني؟!
قال: نعم؛ إذا كان “الصوت” من معجبات الترجيع، ومرقصات التطريب!
قالوا: هذا السمع، فما بال البصر واللمس والذوق والشم؟!
قال: لا يتم السمع إلا بإخوته الأربعة؛ فإن جماع “السماع” أن تشترك الحواس الخمس في عمليته، كل بمقدار مسمى، تتفاوت درجات إدراكه، وما يستوعب تفاصيلها إلا “الواصلون”، الذين انكشفت لهم حجب الذوقية وأسرار الفنية!..
قالوا: فأخبرنا عن حد الشم واللمس والرؤية والذوق، وحظ الصوت من كل واحدة من هؤلاء الأربع!
قال: الحد خفي والحظ نسبي، ويتفاوت الناس في إدراكهما على قدر ميزانهم الوجداني ومستواهم الفني، فاللمس نفسي لا يدوي، وكذلك الذوق والشم والبصر.. ومن هنا عرفتم السمع -لارتباطه بالأذن التي هي مستودع تلك الحاسة وجارحتها- وخفيت عليكم الحواس الأخر لاختصاص النفس بها دون مستودعاتها من الجوارح الأصلية!
المصدر الجزيره نت