دفعت العمليات القتالية التي تخوضها قوات ألوية العمالقة الجنوبية في محافظة شبوة منذ أيام، ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً، إلى الانهيار في جبهات غرب شبوة وجنوب مأرب وشمال الجوف.
وأفادت مصادر ميدانية في شبوة أن قوات ألوية العمالقة فرضت سيطرتها على أهم مفارق الطرق الرابطة بين محافظات شبوة ومأرب والجوف خلال الساعات القليلة الماضية، بعد سيطرتها على مساحات جغرافية واسعة في مديرية عسيلان، ووصلت إلى تخوم مديرية بيحان.
وأوضحت المصادر، أن المعارك وصلت مفرق السعدي الرابط بين شبوة ومأرب والبيضاء، فضلا عن سيطرتها على منطقة النقوب ومفرق الحمى ومفرق الدهولي، ومنطقة النويدرية وقرية الهجيرة، وحيد بن سبعان الأسفل، وكلها مناطق ذات أهمية استراتيجية لوقوعها على مرتفعات وملتقى طرق تربط المحافظات الثلاث.
وكانت قوات العمالقة سيطرت على مناطق “الطوال، وجعبور، وبئر قائد”، وفرضت سيطرة نارية على “بلبوم والاخيضر” ونقلت المعارك إلى تخوم مديرية بيحان العليا، وسط انهيار وفرار عناصر الحوثيين تجاه بيحان وعقبة القنذع على تخوم محافظة البيضاء.
ووفقاً لمصادر عسكرية وميدانية، فإن العمليات الأخيرة للعمالقة، فضلا عن غارات مقاتلات التحالف على الطريق الرابط بين بيحان شبوة وحريب مأرب، ووصل المعارك إلى عقبة خورة التي تفصل مديرية بيحان العليا في شبوة، ومديرية الصومعة في البيضاء، تكون قوات العمالقة حققت الهدف الأول من عملياتها في غرب مأرب باستعادة المديريات الثلاث التي سلمت لها من قبل سلطة الإخوان السابقة في شبوة، فضلا عن قطع طرق الإمداد الحوثية باتجاه جبهات شبوة وجنوب مأرب.
وفيما تواصل القوات التقدم نحو مديرية بيحان عبر محورين، بعد تأمين مديريتي مرخة العليا والسفلى، والمناطق الواقعة بين عتق عاصمة شبوة، ومديريات بيحان، تم قطع طرق الإمداد الحوثية تجاه جبهات جنوب مأرب التي تأثرت وسقطت نتيجة خيانة الإخوان في غرب شبوة في سبتمبر الماضي.
المصادر أكدت انهيار جبهات الحوثيين في جنوب مأرب ومكنت القوات والقبائل المشاركة في عمليات الدفاع عن مدينة مأرب منذ عام، من استعادة أكثر من 10 مواقع في جبهة الجوبة الممتدة بين البلق وملعاء.
وأكدت مصادر ميدانية في مأرب، انهيار جبهات الحوثي في جبهات شرق البلق والمحور الرملي الممتد بين البلق ومعسكر ام ريش، حيث تم اليسطرة على 10 مواقع بينها “لظاة والاعيرف، والغريقات”، وهي أول ثمار عمليات العمالقة في غرب شبوة.
ووفقاً للمصادر، فإن القوات والقبائل في مأرب بدأت عمليات هجومية للمرة الأول منذ عام من الدفاع، لاستعادة المواقع التي سقطت في جنوب المحافظة كنتيجة حتمية للخيانة التي تعرضت لها شبوة من قبل الإخوان، وشنت خلال الساعات الماضية هجوما عبر محورين لاستعادة الجوبة.
وأوضحت بأن المعارك تقترب من معسكر ام ريش ومنطقة ملعاء بين الجوبة وحريب، حيث باتت تبعد أقل من 4 كم، من مركز مديرية الجوبة، لافتة إلى انهيار الحوثيين على وقع ضربات الجيش والقبائل ومقاتلات التحالف جنوب مأرب، والعمالقة في عسيلان وبيحان شبوة، حيث باتت تلك القوات بين كماشة الجانبين.
وأكدت المصادر، الدفع بقوات حكومية مسنودة بالقبائل نحو الجبهات الشمالية الغربية لمأرب تجاه “العلم والجدافر والنضود” بين مأرب والجوف، لبدء عمليات هجومية في تلك المناطق.
وفي الجوف، وصل تأثير قوات العمالقة إلى جبهات المحافظة المتاخمة لحقول نفط صافر من الجهة الشرقية، حيث تمكنت قوات الجيش والقبائل من استعادة معسكر “طيبة الاسم” في جبهة الاجاشر في المحور الشمالي للجوف، بعد ساعات قليلة من سقوطه في أيدي الميليشيات.
من جهة أخرى، أفشلت القوات المشتركة والجنوبية في جبهة ثرة بمديرية مكيراس بين البيضاء وأبين، محاولة حوثية للتقدم، وفرض تهديد على طريق إمداد ألوية العمالقة القادم من الساحل الغربي عبر عدن وأبين تجاه شبوة، حيث دكت تحركات حوثية في موقعي “العلب وعدن”، رغم استخدامها الطيران المسير وأفشلت العملية.
ويرى مراقبون للشأن العملياتي في شبوة، أن العمالقة نجحت في كسر الخطوط الدفاعية الأولى للميلشييات الحوثية في جبهات محيط البيضاء، وباتت المحافظة التي تتوسط ثماني محافظات يمنية بما فيها العاصمة صنعاء، مهيأة للتحرير من عدة جبهات فرضتها العمالقة والقوات المشتركة، مشيرين إلى أن عملية إعادة التموضع في الساحل الغربي، شكلت انطلاقة نوعية، وبداية جديدة لعمليات تحرير اليمن، بعد سبع سنوات من فشل القوات الوهمية التي كانت تسيطر على المشهد العسكري في شمال اليمن.