قالت صحيفة لندنية، إن الحوثيين مستمرون في سياستهم الابتزازية، ولي عنق الحقائق بتفسيرات وروايات تتناسب مع مصالحهم دون أي اهتمام بمراعاة مصالح الشعب اليمني ومعاناته، إضافة إلى الاستفزاز العسكري، في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن التقدم في المفاوضات.
وأشارت صحيفة العرب إلى تعليق رحلات طيران اليمنية من وإلى مطار صنعاء، وقال مصدر مسؤول في وزارة النقل في حكومة الحوثي الانقلابية أنّ تعليق رحلات الخطوط الجوية اليمنية عبر مطار صنعاء الدولي “مؤشر لعدم جدية دول التحالف في التوجه الجاد للسلام”.
وذكرت أن الحوثيين هم من دفعوا الشركة لهذا القرار بمنعها من سحب أموالها في بنوك صنعاء، لاستعمالها أداة للاستغلال السياسي خلال المفاوضات مع السعودية.
ويريد الحوثيون بهذا التصريح العدائي تحويل دفة المشكلة إلى أزمة إنسانية لصالح موقفهم التفاوضي وجني مكاسب سياسية من ورائه، مع تقدم المفاوضات مع السعودية خلال الأسابيع الماضية. بحسب الصحيفة.
وكانت رويترز نقلت عن أربعة مسؤولين تنفيذيين بشركة الخطوط الجوية اليمنية، تحدثوا للوكالة شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إن الشركة ستعلق الرحلة التجارية الدولية الوحيدة من العاصمة اليمنية ووجهتها إلى الأردن ردا على منع إدارة جماعة الحوثي الشركة من سحب أموالها في بنوك صنعاء.
وأفادت الشركة في بيان إنها لم تتمكن من سحب أموالها في بنوك صنعاء على مدى عدة أشهر داعية سلطات الحوثيين إلى رفع القيود المفروضة “بشكل غير قانوني” على أصولها.
وأضاف مسؤولو الشركة وهي الناقل الوطني في البلاد، أنّها ستوقف ست رحلات أسبوعية إلى الأردن في تشرين الأول/أكتوبر، بعد فشل المفاوضات مع إدارة الشركة في صنعاء، من أجل الإفراج عن أموال الشركة التي تصل إلى 80 مليون دولار.
واستأنفت الشركة رحلاتها من صنعاء إلى العاصمة الأردنية عمان في نيسان/أبريل 2022.
وفي وقتٍ لاحق نقل موقع “المسيرة نت” التابع لمليشيات الحوثي عن مصادر قولها إنّ “الدوافع الحقيقية لهذه الخطوة هي السعي السعودي للدفع بالأمور نحو جولة جديدة من التصعيد”، رغم أن الأحداث والواقع تشير إلى أن الحوثيين هم من يدفعون باتجاه التصعيد السياسي والعسكري.
أول ضربة قاتلة
والأسبوع الماضي قام الحوثيون بتصعيد آخر بينما كانت تتكثّف فيه محادثات السلام مع الرياض التي وصفها الطرفان بأنها “جدية وإيجابية”، عقب زيارة علنية قام بها وفد حوثي إلى السعودية هذا الشهر واستمرّت خمسة أيام.
وشن الحوثيين غارة بطائرة بدون طيار أدت إلى مقتل جنود بحرينيين في السعودية. وأعلنت البحرين مساء الجمعة أن عسكريا رابعا في وحدتها المشاركة في التحالف الذي تقوده الرياض، توفي متأثرا بجروح أصيب بها خلال هجوم على السعودية.
وتعد الحادثة أول ضربة قاتلة عبر الحدود منذ عدة أشهر، مما يهدد بتعطيل وقف إطلاق النار في البلاد والذي صمد إلى حد كبير لأكثر من عام على الرغم من انتهاء صلاحيته رسميًا في أكتوبر 2022. حيث تستمر الجهود الدولية والأممية والإقليمية، الرامية لتحقيق سلام دائم في اليمن، وإنهاء الحرب الدائرة في البلاد منذ الانقلاب على الشرعية قبل تسع سنوات.
ويقول محللون أن جماعة الحوثي تريد من خلال استئناف الهجمات إرسال عدة رسائل بأنها مستعدة للعودة للتصعيد في حال لم تحصل على ما تريد من الاعتراف بحكمها للمناطق الشمالية، كما أنها مستعدة للدخول في مفاوضات طويلة الأمد مع السعودية، للضغط عليها في المفاوضات والحصول على تنازلات أكثر.
وذهب البعض إلى القول بأنه من الممكن أن يكون هناك انقسام بين الأجنحة السياسية والأجنحة الثورية لدى الحوثيين، ومنهم منتفعون من زخم الحرب ويريدون استمرارها.
وفي نيسان/ابريل، أنعشت زيارة وفد سعودي إلى صنعاء إضافة إلى التقارب الأخير بين الرياض وطهران، الآمال بالتوصل إلى حلّ سياسي للنزاع الدامي في اليمن.
تصعيد واستعراض عسكري
ويعرب المسؤولون في واشنطن عن قلقهم بشأن احتمال التصعيد، فبعد أقل من أسبوع من عودة وفد الحوثيين من محادثات في الرياض تهدف إلى إنهاء الحرب، استعرض المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران معداتهم العسكرية بما في ذلك طائرة مقاتلة من طراز F-5 تايجر وصواريخ باليستية – في صنعاء للاحتفال بالذكرى التاسعة لاستيلائهم على العاصمة.
ولم يكتف الحوثيين بالاستعراض العسكري، إذ استأنفوا التصعيد العسكري في جبهات محافظة تعز جنوب غربي البلاد، رغم الجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام.
وقال محور تعز العسكري، في بيان صحفي: إن” ميليشيا الحوثي جددت من تصعيدها العسكري خلال اليومين الماضيين في مختلف جبهات المحافظة”.
وأضاف البيان أن “مواجهات اندلعت بين الجيش وميليشيا الحوثي، الخميس والجمعة، في جبهتي الأقرض جنوب المحافظة، ومنطقة كمب الروس شمال شرق مدينة تعز إثر إحباط الجيش محاولتي تسلل للجماعة”.
وأشار البيان إلى اندلاع اشتباكات متقطعة في جبهات غرب تعز بعد تصعيد مليشيا الحوثي أعمالها العدائية، واستهداف مواقع الجيش بالمدفعية الثقيلة والمتوسطة.
واعتبر الجيش هذا التصعيد “تحديا سافرا لجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة وأطراف دولية وإقليمية للتوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار في اليمن”.