أكد زعيم مليشيات حزب الله ذراع إيران في لبنان، اليوم الجمعة، أن الصواريخ والمسيّرات التي ادعت مليشيات الحوثي ذراع إيران في اليمن، إطلاقها تجاه إسرائيل تم إسقاطها، ولم تصل إلى أي منطقة في إسرائيل.
وقال في كلمته اليوم حول موقف ما اسماه محور المقاومة في المنطقة مما يجري في غزة:” نشكر مبادرة جماعة الحوثي في اليمن، المتمثلة في إطلاق صواريخ ومسيّرات باتجاه إسرائيل، دعمًا للمقاومة في قطاع غزة بفلسطين، حتى وإن تم اسقاطها قبل وصولها إلى إسرائيل لكنه سيأتي يوم وتصل”، وان عناصر الحشد في العراق نفّذت بعض التحركات ضد القوات الامريكية.
حديث زعيم مليشيات حزب الله في لبنان المقتضب والسريع عن دور الحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق، في مساندة المقاومة في غزة بشن هجمات تجاه إسرائيل والقوات الأمريكية، تمثّل نفيًا وتنصلًا عما أعلنته تلك الفصائل والاذرع الإيرانية، بأنها نفّذت هجمات تجاه إسرائيل وقوات أمريكية في المنطقة.
كما يأتي مكذبا لما اعلنته مليشيات الحوثي عقب تبنيها هجمات ضد إسرائيل، بأن صواريخها ومسيّراتها حققت أهدافها بدقة عالية، في حين أكد “نصر الله” انه تم إسقاطها ولم تصل إلى أي منطقة في إسرائيل.
وحول موقف حزب الله من الحرب في غزة، أشار حسن نصر الله في كلمته، إلى ان الحزب دخل الحرب بعد يوم واحد من عملية عناصر المقاومة في غزة ضد إسرائيل، أي في الثامن من أكتوبر الماضي، من خلال تسببه بقلق للقيادة الإسرائيلية وجيشها.حول موقفه وهل سوف يشارك أم لا في الحرب؟
وقال: أنه تلقى تهديدات من قِبل القوات الأمريكية المرابطة في المتوسط، بأنه “في حال مشاركة الحزب في الحرب سيكون الرد ليس على لبنان فقط، بل وسيتم قصف ايران”، الأمر الذي دفعه لاطلاق تصريحات بان “كل الخيارات مفتوحة بالنسبة لمشاركة عناصر حزب الله في الحرب”.
وفي حين نفى علاقة إيران وحزبه بما تم من قِبل عناصر حماس في السابع من أكتوبر، أكد مباركة وتأييد الخميني ودعمه لحماس وعملياتها الجارية في غزة ضد إسرائيل، وان خميني طمأنه ووعده بنصر حماس، كما وعده بالنصر في حرب تموز في جنوب لبنان في 2006، التي يتغنى بها في كل خطاب يلقيه رغم انها جاءت نتيجة انسحاب اسرائيل من بعض المواقع غير الاستراتيجية إلى مزارع شبعا اللبنانية ذات الأهمية الاستراتيجية التي تشرف على لبنان وسورية بذات الوقت.
وقلل حسن نصر الله في كلمته من المجازر التي ترتكبها اسرائيل بحق أبناء غزة، وقال: ان “تلك الخسائر تعد تضحية طبيعية في سبيل تحقيق نصر حماس المرتقب”.
وحملت كلمته، تحريضًا واضحًا على مصر من خلال مطالبة قادة العرب والمسلمين وشعوب المنطقة بالتوجه للاعتصام عند منفذ رفح من الجهة المصرية لدعم مقاومة غزة، وتناسى وجود حدود لدول اخرى مع إسرائيل مثل سورية من جهة الجولان، والاردن من جهة وادي غور الاردن ولبنان من جهة مزارع شبعا”، إلا ان ذكر معبر رفح المصري يأتي متوافقًا مع حملة التحريض التي تشن على مصر وقيادتها من قبل مليشيات تنظيم الإخوان المسلمين، الرديف الحقيقي لأذرع إيران في المنطقة والتي تجسدها حماس التي تعد عامل مشترك بين الجماعتين.
ولم تحمل كلمة حسن نصر الله أي جديد سوى تلك النقاط، حيث ظل يراوغ على مدى اكثر من ساعة كما هو طبيعة المرتبطين بإيران، إلى جانب تذكيره بما جرى خلال الفترة الماضية من احداث، وما جرى خلال حرب 2006م، ساخرًا من اسرائيل وعملياتها الإجرامية ومجازرها التي ترتكبها قواتها في غزة، والتي اعتبرها هزيمة لإسرائيل.
وأكتفى نصر الله طيلة كلمته بمحاولة إقناع الرأي العام بأن المناوشات الهزيلة على الحدود اللبنانية مع اسرائيل “ليست عادية”.
وأكد نصر الله ان مشاركة حزبه في الحرب ضد اسرائيل دعمًا للمقاومة الفلسطينية، مرتبط بتطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث سارعت اسرائيل للرد عليه، بارتكابها ثلاث مجازر بحق ابناء غزة ابرزها قصف بوابة مستشفى الشفاء، وطواقم اسعاف كانت متجهة إلى رفح، سقط فيها العشرات من الأبرياء في مجازر جديدة وصفت بالمروعة.
وعقب انتهاء حسن نصر الله من كلمته، عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية والتعليقات الساخرة لما تضمنته تلك الكلمة التي انتظروا منها اعلانه مساندة مقاومة فلسطين في غزة، بفتح جبهة لبنان، للتخفيف عن ابناء القطاع الذين يتم التنكيل بهم من قبل إسرائيل.