منذ إعلان مليشيات الحوثي التابعة لإيران، شن عمليات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، تحت مسمى التضامن مع قطاع غزة المحاصر، ونصرة المقاومة الفلسطينية، وإطلاق الصواريخ باتجاه جنوب الاحتلال ومنع السفن من المرور إليه، لم تنقطع التكهنات حول الرد الأمريكي والإسرائيلي على الجماعة.
ويرى مراقبون أن صمت الولايات المتحدة طوال تلك الأسابيع على ما تقوم به جماعة الحوثي كان بدافع أن هناك تحركات إقليمية ودولية لوقف الحرب اليمنية والضغط على الجماعة الحوثية لوقف صواريخها.
لكن جماعة الحوثي – بحسب تقرير لوكالة سبوتنيك الروسية – لديها قراءة للواقع الذي يجري على الأرض وأنه في صالحها وصالح المقاومة ويجب استغلاله بصورة كبيرة، لأن “حماس” وفصائل المقاومة في فلسطين قد كسرت شوكة إسرائيل في حرب دخلت شهرها الرابع.
الفريق الآخر يرى أن أمريكا لا ترغب في توسيع نطاق الحرب ودخول أطراف إقليمية أخرى، لكن هناك تحالفًا تم تشكيله في البحر الأحمر ولن تكون مهمته فقط التصدي لهجمات الحوثيين، وإنما توجيه ضربات لمواقع ومنصات إطلاق الصواريخ وربما استهداف شخصيات من جماعة الحوثي خلال الفترة المقبلة، وطالما أن الحرب لم تتوقف في غزة، فلن تتوقف عملية إطلاق الصواريخ. حسب الوكالة.
يقول الخبير الأمريكي في العلاقات الدولية، الدكتور ماك شرقاوي: “أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية عندما شكلت التحالف البحري ضد هجمات الحوثيين على السفن التجارية والذي بدأ بـ 10 دول ووصل اليوم إلى 20 دولة، لن يقتصر دوره على الحماية ورد الفعل، بل سيتحول إلى فاعل لإسكات مصادر إطلاق الصواريخ والمسيرات”.
بنك الأهداف
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أنه مع تنامي قدرات تحالف البحر الأحمر”حارس الأزهار” لن تكتفي تلك القوات بحماية السفن واستهداف زوارق الحوثيين الحربية بل سوف تضرب مصادر إطلاق الصواريخ.
وتابع شرقاوي، أن إقدام التحالف البحري على عمليات ضرب منصات إطلاق الصواريخ من جانب الحوثيين، بلا شك هذا الأمر سوف يتطلب عمليات عسكرية مكثفة لبطاريات الصواريخ التي تطلق الصواريخ والصواريخ المجنحة الكروز والطائرات المسيرة.
وأكد خبير العلاقات الدولية أن القوة الدولية المتواجدة في البحر الأحمر لا بد لها من إنهاء مهمتها، ليس فقط حماية الملاحة واستهداف القوات البحرية الخاصة بالحوثي، إنما سيكون هناك خطة تشمل بنك أهداف داخل صنعاء وداخل الأماكن التي تطلق منها الصواريخ.
مساندة الشرعية
ويكمل شرقاوي: “أعتقد أيضا ضمن خطط التحالف سوف يتم تقوية البحرية اليمنية التابعة للشرعية وتمكينها من القيام بدور فاعل في حفظ الأمن وحماية الملاحة في باب المندب على المدى الطويل”، مشيرًا إلى أن أمريكا لا ترغب في حرب مفتوحة مع إيران، لكن ما يفعله الحوثيون في المنطقة الآن، خاصة بعد اشتعال ناقلتي نفط، يستدعي وجود ردود أفعال من الولايات المتحدة الأمريكية التي تختبىء خلف التحالف فقط الولايات المتحدة الأمريكية.
ويشير الخبير في العلاقات الدولية، إلى أن عملية استهداف مناطق إطلاق الصواريخ ومصادر النيران من قبل التحالف الدولي، يمكن أن تستهدف أيضا قيادات من الحوثيين في ظل العمليات الأمريكية ضد تنظيم القاعدة، والتي لم تنقطع ومستمرة منذ سنوات.